عندما ننظر إلى النجوم في السماء ليلاً، فإننا في الواقع ننظر إلى الوراء في الزمن. نظراً لأن الضوء يستغرق بعض الوقت ليعبر الفراغ الشاسع للكون، حتى بسرعته الهائلة التي تصل إلى 300 ألف كيلومتراً في الثانية، فإننا نرى كل جرم سماوي كما كان يبدو منذ دهور. ولكن ماذا لو نظرنا من تلك النجوم إلى النقطة الزرقاء الباهتة (الأرض كما أطلق عليها عالم الفلك «كارل ساغان»)؟ هذا ما ستبدو عليه الأرض من هذه الأجرام السماوية البعيدة في الفضاء.
ترابيست-1
نظام سباعي الكواكب قد يصلح للعيش بالنسبة للبشر.
البعد: 39 سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من هذا النظام: السويد تصبح أول دولة تحظر بخاخات الأيروسول (بسبب مخاوف من أنها تلحق الضرر بطبقة الأوزون). في هذه الأثناء، يرقص الأميركيون على موسيقى الديسكو، وينتج التخصيب في المختبر أول طفل بشري، وتغزو لعبة «سبيس إنفيدرز» العالم.
اقرأ أيضاً: تحليل يسد فجوة 11 مليار سنة من تاريخ توسع الكون
منكب الجوزاء
نجم في كوكبة الجبار.
البعد: 642 سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من هذا النجم: لا تزال أوروبا القرون الوسطى تعاني من أسوأ سنوات الطاعون. حالات التفشّي الصغيرة تستمر في قتل السكان. تلعب بريطانيا وفرنسا لعبة العروش الدموية في حرب المائة عام ... وكأن «الموت الأسود» لم يكن مميتاً بما يكفي!
أندروميدا
المجرة الأقرب لكوكب الأرض.
البعد: 2.5 مليون سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من مجرة أندروميدا: يتعلم أسلافنا القدامى استخدام الأدوات. من المرجح أن الإنسان الماهر (هومو هابيلس) يذبح فرائسه برقائق الحجارة الحادة. كما أنه يمتلك أقداماً شبيهة بأقدام البشر، مما يشير إلى أنه يمشي على قدمين، ولديه دماغ أكبر من أسلافه. سيوظف كلاهما لاختراع رقصة الديسكو لاحقاً!
إس إن 2009
مستعر أعظم في مجرة «إن جي سي 4487.
البعد: 70 مليون سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من هذا المستعر: يطوف التيرانوصور ريكس أمريكا الشمالية، ويطحن الفرائس في فكيه البالغ طولهما 1.2 متراً. ربما كان يمتلك ريشاً أيضاً. تبدأ الثدييات الصغيرة الشبيهة بحيوان الزبابة في الازدهار في المناخ الدافئ نسبياً، في انتظار دورها للسيطرة على الكوكب.
اقرأ أيضاً: أسئلة منتصف الليل: ما هو شكل الكون؟
ماكس جي 0416
عنقود مجري بعيد للغاية.
البعد: 4.5 مليار سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من هذا العنقود: صخرة بحجم المريخ تصطدم بالأرض (على الأرجح)، مما يؤدي إلى تشكيل القمر وتدمير كوكبنا تقريباً. لحسن الحظ، بما أن الحويصلات الخلوية الأولى لن تزحف خارج الطين قبل مليار سنة أخرى، لم تتضرر أي أشكال من الحياة في صنع هذا التابع.
جي إن-زي11
أبعد مجرة نعرفها حتى الآن.
البعد: 13.4 مليار سنة ضوئية.
ما يدور على الأرض إن نظرنا إليها من هذه المجرة: الوقت الآن هو بعد بضعة ملايين من السنين فقط من الانفجار العظيم، تتكون المنطقة التي ستتشكل فيها الأرض لاحقاً من الفراغ بأغلبها. كمية الغاز والغبار القليلة الموجودة لن تتجمع على بعضها لتشكّل المجموعة الشمسية قبل 9 مليارات سنة.
نُشر هذا المقال في عدد «ألغاز الزمان والمكان» الخاص بشهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.