من أسباب العطس: لماذا ضوء الشمس الساطع يجعلني أعطس؟ سؤال من «أورلو»، 5 سنوات.
العزيز أورلو، شكراً لك على سؤالك الرائع. تساءل العديد من الأشخاص الأذكياء عن إجابة هذا السؤال لآلاف السنين.
لأكون صادقاً معك؛ لا يعلم أحد بشكلٍ مؤكد لما يحصل ذلك؛ لكن السبب على الأرجح له علاقة بأن الإشارات العصبية الآتية من العينين والأنف تذهب إلى نفس المواقع في الدماغ.
دعني أشرح لك.
مركز العطاس
الأنف له وظائف في الشم والتنفّس؛ ولكن أحياناً، فقد تدخل أشياء إلى الأنف لا يجب أن تدخله، وهي كثيرة، لذلك لن أذكرها كلها؛ ولكنها تتضمن حبوب البازلاء والذرة وقطع الليغو، بالإضافة إلى الفيروسات والبكتيريا؛ وهي جراثيم صغيرة تتسبب بالأمراض أحياناً.
عندما يدخل شيء في أنفك لا يجب أن يدخله، يتنشط مركز في الدماغ اسمه «مركز العطاس»؛ وهي منطقة مسؤولة عن توليد العطسات، توجد هذه المنطقة في جذع الدماغ؛ وهو موجود بدوره أسفل الدماغ.
مركز العطاس قادر على توليد العطسات، لأنه يحتوي على تعليمات تحرّك عضلات التنفس بالطريقة التي تتسبب بالعطاس.
لذلك، فعلى الرغم من أنك قد تعتقد أن العطاس شيء يحدث داخل أنفك؛ إلا أن جزءاً كبيراً منه يحدث داخل دماغك.
الرسوم التوضيحية: من الأعلى للأسفل ومن اليسار إلى اليمين
- الدماغ وجذع الدماغ
- المُخ
- المُخيخ
- جذع الدماغ: الدماغ المتوسط، الجسور العصبية، البصلة السيسائيّة.
- النخاع الشوكي
تشغيل مركز العطاس
عندما تدخل أشياء إلى أنفك لا يجب أن تدخله، فإنها تحفّز الخلايا العصبية داخل أنفك. ترسل هذه الخلايا إشارةً إلى الدماغ، وهو يقع في مكان قريب جداً من الأنف؛ الرأس.
عندما يستقبل الدماغ هذه الإشارة، ينقلها إلى مركز العطاس كرسالة محتواها أن الجسم يحتاج أن يعطس حالياً، فيُنتج مركز العطاس عندها عطسةً تدفع الأشياء غير المرغوب بوجودها خارج أنفك.
الشمس وأسباب العطاس
في حين أن الأنف عضو مهم للغاية؛ إلا أنه ليس العضو الوحيد الذي يحتوي على الخلايا العصبية التي ترسل الإشارات إلى الدماغ في الجسم. إحدى الأعضاء الأخرى التي تفعل ذلك هي العين.
لنتخيّل أنك تنظر إلى شيء ساطع للغاية؛ مثل الشمس مثلاً، فعندما تفعل ذلك، ترسل الخلايا العصبية داخل العينين إشارات إلى الدماغ تدفع العينين لترمش أو تتضيّق استجابة للضوء.
لسبب ما؛ يحفّز الضوء الساطع العطاس عند حوالي ربع البشر. لماذا؟
في الواقع؛ يختلف العلماء على سبب هذه الظاهرة؛ ولكني سأقول لك ما باعتقادي أنه التفسير الأرجح؛ ترسل بعض الخلايا العصبية الموجودة في أنفك وفي عينيك الإشارات إلى نفس المنطقة في الدماغ؛ وهي منطقة تدعى «نواة العصب ثلاثي التوائم». هذا يعني أن الإشارات الآتية من الأنف (والتي تحفّز العطس عادة)، والإشارات الآتية من العينين (والتي تحفّز الرَّمش أو تضيّق العيون) تصل إلى نفس المنطقة في الدماغ.
إذا كان عدد الإشارات الآتية من العينين كبيرة جداً (مثل عندما تنظر إلى الشمس)، فيمكنها أن تنشّط مركز العطاس والمراكز في الدماغ المسؤولة عن الرّمش؛ يتسبب هذا الأمر بالعطس حتى دون دخول أي شيء في أنفك.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.