إزالة الشعر بالليزر: كيف تعمل وما هي مخاطرها وفوائدها؟

إزالة الشعر بالليزر: كيف تعمل وما هي مخاطرها وفوائدها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kozak_photo
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بغض النظر عن طريقة إزالة الشعر التي تحاول تجربتها، سواء كانت الحلاقة أو الإزالة، فالشعر يعاود النمو مجدداً مصحوباً بانتفاخات مزعجة، وشعر نامٍ تحت الجلد. تكون نتائج إزالة الشعر بالليزر شبه دائمة، إذ تستهدف الشعر من جذوره وتمنع نموه من جديد. ومع ذلك، فهي مثل معظم تقنيات إزالة الشعر لها عيوبها. فلنتعرف في هذا المقال على آلية إزالة الشعر باستخدام الليزر وأهم فوائدها ومحاذيرها.

ما هو الليزر؟

كلمة الليزر (LASER) هي اختصار لـ “تضخيم الضوء عن طريق الانبعاث المحفز للإشعاع” (Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation). 

جهاز الليزر هو جهاز يتحكم في إطلاق الذرات المنشَطَة للفوتونات، بحيث يمكن الحصول على شعاع أحادي اللون مركز ومتماسك (ضيق)؛ أي أن جميع الموجات في طور واحد.

يعمل الليزر وفق مبدأ الاستثارة أو التحفيز، فعندما تتعرض إلكترونات الذرات لنوع من الطاقة؛ ضوئية أو كهربائية أو حرارية، فإنها تتعرض للإثارة وتنتقل إلى مستويات طاقة أعلى، لكنها لا تلبث أن تفقد هذه الطاقة على شكل فوتونات في أثناء عودتها إلى مستواها الأساسي. يعتمد الطول الموجي للفوتون المنبعث على طاقة الإلكترون عند تحرير الفوتون، حيث ستطلق ذرتان متطابقتان مع إلكترونات في حالة طاقية متطابقة فوتونات ذات أطوال موجية متطابقة. هذا هو الفرق بين أشعة الليزر وأشعة المصباح أو الشمس التي تكون ذات أطوال موجية مختلفة وتنتشر في كل مكان، أما أشعة الليزر فتكون في طور واحد، أي لها نفس الطول الموجي، لهذا نحصل على شعاع متماسك.

في الليزر، لا بد من وجود مجموعة كبيرة من الذرات في حالة الاستثارة، إلا أن زمن عودة الإلكترونات لمدارها الأساسي قصير جداً، أي أنه من الصعب الحفاظ عليها في حالة الاستثارة. لذا يتم تحفيز إلكترونات “وسط الليزر” بنوع من الطاقة بحيث يمكنها الانتقال إلى عدة مستويات فوق المستوى الأساسي.

ولكن كيف يتم تضخيم الضوء؟ بينما يكون الإلكترون في حالة الاستثارة، يتعرض لفوتون آخر بنفس الطول الموجي، وبالتالي يصدر الإلكترون فوتونين ضوئيين بنفس الطول الموجي. وهكذا يحفز كل من هذين الفوتونين إلكتروناً آخر ليطلق فوتونين آخرين، وهكذا دواليك.

تتحرك هذه الفوتونات بين مرآة عاكسة للطاقة بشكل كامل، وأخرى عاكسة بشكل جزئي، وبذلك تصبح جميعها في اتجاه واحد، فنحصل على أشعة مركزة.

اقرأ أيضاً: لماذا التعرّض للشمس يجعل لون الشعر أفتح والبشرة أغمق؟

كيف يعمل جهاز إزالة الشعر بالليزر؟

تعمل كل من أجهزة إزالة الشعر بالليزر الاحترافية والمنزلية بالطريقة ذاتها. يمتص ميلانين الشعر (الصبغة المسؤولة عن لونه) أطوالاً موجية بين 600-1,100 نانومتر و”بصورة انتقائية” أي تبقى الأنسجة المحيطة سليمة.

يحول الميلانين طاقة هذه الأشعة إلى حرارة، ثم تنتقل إلى الخلايا الخالية من الميلانين. بالنتيجة تتلف الحرارة بصيلات الشعر (الحويصلات الأنبوبية داخل الجلد) المسؤولة عن إنتاج الشعر.

تجنباً لحرق الجلد بالحرارة، تزوَّد أجهزة الليزر إما بجهاز تبريد مثبت في طرف جهاز الليزر، أو جل تبريد (مادة هلامية).

متى يجب استخدام الليزر لإزالة الشعر؟

يوجد 3 أنواع من الخلايا هي الأكثر تأثراً بأشعة الليزر، وهي:

  • الخلايا الليفية الحليمة الجلدية.
  • الخلايا الجذعية الظهارية في انتفاخ بصيلات الشعر.
  • مصفوفة الخلايا الكيراتينية.

تحفز هذه الخلايا معاً دورة نمو الشعر، حيث تمر كل شعرة في الجسم بدورة نمو تتألف من 3 مراحل:

  • مرحلة التنامي (Anagen): يبني فيها الجريب الشعرة، وتصل مدتها إلى شهرين لشعر الحواجب والرموش والجسم، وحتى 6 سنوات لشعر فروة الرأس، حيث ينمو فيها الشعر 1 سنتمتراً كل 25 يوماً.
  • مرحلة التراجع (Catagen): هي المرحلة الانتقالية بعد اكتمال نمو الشعرة، يبدأ فيها الغلاف الخارجي للبصيلات بالتقلص تمهيداً لتساقط الشعر، وتستغرق فترة تتراوح بين 2-3 أسابيع.
  • مرحلة التيلوجين (Telogen): هي فترة راحة لبصيلات الشعر، يكتمل نمو الشعر فيها ويصبح ناضجاً، وتستغرق 100 يوم تسقط الشعرة في نهايتها.

اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟

أفضل مرحلة لاستخدام الليزر هي مرحلة التنامي، حيث تكون الخلايا غنية بالميلانين. بالإضافة إلى ذلك، تكون فيها خلايا الحليمة الجلدية ملتصقة بقوة في جذر البصلة، وبالتالي هي المرحلة الأكثر كفاءة في نقل الحرارة إلى خلايا تصنيع الشعرة. والنتيجة أن بصيلات الشعر تبقى صغيرة أو كامنة، فنحصل على بشرة خالية من الشعر باستثناء شعر زغابي غير واضح.

إذا تعرضت الشعرة لليزر في مرحلة التراجع، يتساقط الشعر خلال أسابيع قليلة، لكن تبقى خلايا الحليمة الجلدية سليمة، بينما تتضرر فقط مصفوفة الخلايا الكيراتينية، وبالتالي يمكن ان ينمو الشعر ويدخل دورة نمو جديدة.

إذاً، لا بد من إجراء جلسات متعددة؛ عادة ما تكون متباعدة بنحو 4 أسابيع ما بين كل جلستين، لالتقاط الشعر أثناء مرحلة التنامي، والقضاء على جميع أنواع الخلايا الرئيسية الثلاثة.

من يمكنه استخدام الليزر لإزالة الشعر؟

بشكل عام يمكن للرجال والنساء استخدام الليزر لإزالة الشعر، لكن ربما قد سمعت بأن أصحاب البشرة البيضاء والشعر الأسود هم الأكثر استفادة من جهاز الليزر، لماذا؟ يوجد الميلانين في الجلد أيضاً بالإضافة للشعر، فكلما زادت كميته في الجسم يميل لونه لأن يكون داكناً أكثر. لذا، لكي يتمكن جهاز الليزر بأشعته من استهداف بصيلات الشعر فلا بد أن يكون هناك تباين كبير بين لون الشعر والبشرة.

لهذا السبب فإن أفضل المرشحين لليزر هم أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الأسود.

اقرأ أيضاً: كيف يعمل مزيل العرق وما الفرق بينه وبين مضاد التعرق؟

جهاز الليزر المنزلي

وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على أنواع محددة من أجهزة إزالة الشعر بالليزر المخصصة للاستخدام المنزلي، إلا أنها أوصت بوجود مقدم رعاية أو خبير مختص بإزالة الشعر.

يعمل جهاز الليزر المنزلي بنفس مبدأ عمل أجهزة الليزر المهنية، من خلال حرارة مدمرة لمناطق البصيلة الرئيسية.

لكن أجهزة الليزر المنزلية أخف طاقة، لذا تحتاج لعدد أكبر من الجلسات للحصول على نتيجة أفضل. علاوة على ذلك، فهي بحاجة للصيانة بشكل دوري.

وفقاً للدراسة المنشورة في دورية الليزر في الجراحة والطب (Lasers in Surgery and Medicine)، تعد أجهزة الليزر المنزلية أقل فعالية من الأجهزة المهنية، لأنها تتبع “طريقة عمل بيولوجية” مختلفة.

وفقاً للدراسة، يمكن لطاقة أشعة الليزر في الجهاز المنزلي أن تسبب إتلاف مصفوفة الخلايا الكيراتينية في البداية، ما يحفز دخول الشعر إلى مرحلة التراجع، فيتوقف عن النمو ويتساقط خلال عدة أسابيع.

قد تكون النتائج مرضية في المدى القصير، إلا أنه إذا لم يُتابع العلاج، يدخل الشعر في مرحلة تنامي جديدة، وينمو من جديد كما كان من قبل.

فوائد إزالة الشعر بالليزر

من الناحية التطورية، إن وظائف شعر الجسم هي في المقام الأول، تنظيم درجة حرارة الجسم والحماية من الطفيليات والشمس. إلا أنها اليوم لم تعد بذات الأهمية كما كانت بالنسبة لأسلافنا الأوائل. لذلك، توفر إزالة الشعر بالليزر بعض المزايا، ومنها:

  • حل طويل الأمد: فبمجرد تدمير البصيلات لن ينمو الشعر مرة أخرى.
  • حل سريع وغير مؤلم: جلسات الليزر قصيرة جداً.
  • التخلص من الشعر المنغرز: وهو الشعر النامي تحت الجلد، كما يقلل من مخاطر الالتهاب والنتوءات والحكة.
  • علاج دقيق: أي يمكن إزالة الشعر من نقاط محددة في الجسم، مثل منطقة بين الحاجبين، أو لتحديد شكل اللحية.
  • لا يتعارض مع الدورة الشهرية: لا تتسبب إزالة  الشعر بالليزر بآلام خلال الدورة الشهرية للنساء مثل شمع منطقة البكيني.
  • لا يسبب السرطان: على عكس ما يشاع عن إزالة الشعر بالليزر، فهو وفقاً لمؤسسة العناية بالبشرة، قد يستخدم لعلاج بعض الآفات السرطانية.

اقرأ أيضاً: ليست لجمال مظهرنا فحسب: لماذا لدينا حواجب؟

مخاطر إزالة الشعر بالليزر

هناك بعض المخاطر والتحذيرات الخاصة بإزالة الشعر بالليزر، مثل:

  • نتائج طويلة الأمد: على الرغم من أن وقت الجلسة قصير نسبياً، وقد لا يتجاوز الدقائق، إلا أن الأمر يستغرق جلسات متعددة للحصول على أفضل النتائج، وعلى فترات متباعدة نسبياً نحو 4-6 أسابيع. وعموماً، يختلف معدل نمو الشعر باختلاف أجزاء الجسم، وبالتالي قد تستغرق العملية فترة أطول أو أقصر حسب المنطقة.
  • أقل فعالية لذوي البشرة الداكنة: تقل فعالية الليزر كلما زادت صبغة الميلانين بالجلد، لأنها تنافس ميلانين الشعر على طاقة الأشعة.
  • الحروق: قد يسبب سوء الاستخدام حروقاً جلدية وندوباً.
  • تغيرات في اللون والاحمرار.
  • التصبغ: بشكل مشابه للأثر الذي تتركه البثور، يمكن أن يحدث زيادة أو نقص تصبغ في منطقة المعالجة.
  • عودة الشعر للنمو: قد يعود الشعر للظهور، لذا لا بدّ من جلسة علاج سنوية.
  • البثور وتقشر الجلد: قد تحدث هذه الآثار بسبب التعرض لأشعة الشمس بعد الجلسة بوقت قصير.
  • أشعة ضارة بالعين: حيث يوصى باستخدام نظارات واقية، وتجنب استخدام الليزر لمنطقة الحاجبين أو الجفنين.
  • التكلفة العالية.

هل يمكن إزالة الشعر بالليزر أثناء الحمل؟

خلال الحمل، يمر جسد المرأة بمجموعة من التغيرات الهرمونية قد تؤثر على شعرانية الجسم. وعموماً، لا تتوفر دراسات بشرية تثبت سلامة إزالة الشعر بالليزر أثناء الحمل، لذا يُنصح بعدم اللجوء إليه ريثما ينتهي الحمل وتعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.

اقرأ أيضاً: كيف نحصل على لون عيوننا؟

كيف يتم التحضير لإزالة الشعر بالليزر؟

 قبل البدء بجلسات إزالة الشعر بالليزر، لا بد من استشارة الطبيب المختص، لتحديد ما إذا كان لون بشرتك وشعرك مناسباً لهذا العلاج. في العموم، لا بدّ من اتباع التعليمات التالية للتحضير لإزالة الشعر بالليزر:

قبل جلسة الليزر

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس بعد الجلسة، ويُفضل استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية 30 (SPF 30).
  • تجنب وسائل إزالة الشعر التقليدية التي تعتمد إزالة الشعرة من الجذور، مثل الإزالة بالشمع، لمدة 4 أسابيع قبل البدء بالعلاج وبعده.
  • تجنب الأدوية المسيلة للدم، مثل الأسبرين، والأدوية المضادة للالتهاب قبل إزالة الشعر بالليزر.
  • احلق شعر المنطقة المراد علاجها، لحماية الجلد من الحروق التي قد يتسبب بها الشعر المحروق.

 بعد جلسة الليزر

  • تجنب صالات الرياضة أو الساونا أو الاستحمام بالماء الساخن لمدة 24 ساعة على الأقل بعد الجلسة.
  • استخدم واقٍ شمسي بعامل حماية 30 (SPF 30) واسع الطيف.
  • امتنع عن استخدام كريمات التقشير وحمض الغليكوليك والريتينول لمدة يومين قبل العلاج وبعده.
  • تجنب التقشير الكيميائي والتسمير مدة أسبوع إلى أسبوعين بعد إزالة الشعر.
  • رطّب البشرة بالمرطبات لتجنب تقشّرها وجفافها.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث للجسم في أثناء الاحتضار؟

 لعلنا بددنا بعض مخاوفك حول استخدام تقنية إزالة الشعر بالليزر، لكن قبل اتخاذ القرار باتباعها عليك مناقشة المخاطر والفوائد مع طبيب الجلدية أو الخبير المختص.