في البداية لنتفق على أن الري باستخدام المياه المعالجة هو طريقة تعتبر إلى حد ما حديثة، وتساهم في إعادة تدوير المياه وتوفيرها، وهي اليوم تكاد تكون منتشرة في جميع دول العالم.
مراحل معالجة المياه
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نفهم أن معالجة المياه تمر بثلاث مراحل هي باختصار:
- المرحله الأولى: تُزال الشوائب من خلال حواجز مادية ومصافي.
- المرحلة الثانية: تكون في حوض ترسيب وتعتمد على التفاعلات الكيميائية وتسمح بمعالجة المياه بصفة متقدمة.
- المرحلة الثالثة: تضاف بعض المواد إلى الناتج عن المرحلة الثانية ونحصل على مياه صحية يمكن استخدامها في الري، لكن ليس الشرب. تجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة مكلفة لذلك تستغني عنها العديد من الدول وتكتفي بالمرحلة الثانية، على الرغم من تحذير منظمات الزراعة والعديد المقالات العلمية الدولية من عدم اعتمادها.
هناك طريقة أخرى وهي معالجة حديثة جداً تعتمد على تكنولوجيا النانو، وهي مكلفة جداً لكنها تمكن من الحصول على مياه نقية وصالحة حتى للشرب.
حسنا هنا يمكننا البدء بالإجابة عن سؤالك ونقر الري بمياه معالجة درجة ثالثة أو بتكنولوجيا النانو تكنولوجي صحية.
ما هي مياه الري التي يمكن ري المزروعات بها؟
- الري بمياه معالجة درجة أولى: ممنوع جملة وتفصيلاً وغير ممكن لما فيه خطورة على صحة الإنسان والبيئة والمحيط (تفكك التربة، نشر الأمراض والفطريات السامة، إضافة إلى تلويث المائدة المائية).
- الري بالمياه المعالجة درجة ثانية وهو ما يتم إعتماده في أغلب الدول: ينصح باستخدام هذه المياه لسقي المراعي المخصصة للماشية ونباتات الزينة و درجة أقل الأشجار المثمرة، ويتم التخلص من أي حبة ثمار تسقط على الأرض. تستثنى زراعة خضروات الغلال غير الناتجة عن الأشجار المثمرة مثل الفراولة والبطيخ.
إلى حد هذا المستوى أرجو أن تكون الإجابة واضحة، لكن هناك عامل آخر قد يغير جميع المعطيات وهو مصدر المياه المعالجة.
هناك مصدرين أساسين وهما:
- المياه الناجة عن الاستهلاك المنزلي واليومي للفرد إضافة إلى مياه المنشئات السياحية: لا تشكل خطورة كبيرة بعد المعالجة.
- مياه المصانع: من خطيرة إلى خطيرة جداً حسب طبيعة عمل هذه المصانع. مثال المياه الناتجة عن تصنيع الورق لا تعتبر خطيرة مقارنة بالمياه الناتجة عن تصنيع قطع الغيار والمطاط.
اقرأ أيضاً: هل الماء الذي تروج له الشركات أفضل من الماء العادي حقاً؟
قانونياً يجب على هذه المصانع توفير محطات معالجة خاصة بها قبل وصول هذه المياه لمحطات المعالجة الكبرى.
لأختم أريد أن أشير إلى أن الخطورة الكبرى لا تكمن في الشوائب أو البكتيريا الموجودة في هذه المياه كما يظن العديد؛ بل في احتوائها على نسبة عالية من المعادن الثقيلة السامة والقاتلة كالزئبق (Hg) والكادميوم (Cd) والزرنيخ (As) والكروم (Cr) والثليوم (Tl).
نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة عبد الحميد زنودة، مهندس في علوم المياه والبيئة والمناخ.