لماذا سأحتاج أن يجاوبني الخبراء عن أسئلتي إذا كنت أستطيع البحث في جوجل؟ سؤال من «هاريسون إف»، 13 عاماً، بروكلين ماساتشوستس.
قد تكون طالباً في الصف الرابع وتود معرفة كيف تندلع البراكين، أو كنت بالغاً تبحث عن معلومات متعلقة بمقالٍ ما، فقد تحتاج للبحث عن المعلومة بسرعةٍ على الإنترنت. ما هي الأخطاء التي يمكن أن تحصل خلال ذلك؟
قد يبدو أن محرّك بحث جوجل لديه كل الإجابات على أسئلتك؛ ولكن من أين تأتي كل هذه المعلومات؟ من يختار المواقع التي تظهر عندما تكتب «اندلاع البراكين» في مربع البحث؟ ومن يقرر أي العناصر هو الذي سيظهر أولاً، وترتيب باقي العناصر؟
أفكّر بهذه الأسئلة كثيراً بسبب مهنتي اليومية؛ وهي مساعدة الأكاديميين في جامعة ممفيس في التواصل حول أعمالهم مع أقرانهم الأكاديميين وعامة الناس.
هؤلاء الأكاديميون الذين عملوا ودرسوا لفترة طويلة حتى يتعلّموا كل ما يستطيعون تعلّمه عن موضوع ما، يجاوبون عن الأسئلة عن طريق مزج معلوماتهم مع المنهج العلمي ليكتشفوا أموراً جديدة.
متصفحات أخرى وخوارزمية «بيج رانك»
عندما صمم «لاري بيج» و«سيرغي برين» محرّك بحث جوجل عام 1996 كطالبيّ علم الحاسوب في جامعة ستانفورد، كانا يحاولان إيجاد طريقة سريعة لإيجاد المعلومات بسهولةٍ على الإنترنت. في ذلك الوقت؛ كان البحث عبر الويب بطيئاً وصعباً؛ مما كان يصعّب إيجاد المعلومات الأفضل.
اخترع بيج وبرين خوارزمية؛ وهي مجموعة تعليمات مفصّلة تدعى «بيج رانك». تعمل هذه الخوارزمية عن طريق تقدير جودة صفحة الويب؛ من خلال قياس عدد ونوعية الصفحات الأخرى التي ترتبط بها. عندما تجرب بحثاً ما على جوجل، يُظهر لك محرّك البحث أعلى الصفحات تصنيفاً والتي تتعلّق بالموضوع الذي تبحث عنه.
شرح لخوارزمية «بيج رانك»:
بعض العوائق
أصبح البحث في جوجل سريعاً لدرجة يبدو فيها وكأنه لحظي؛ لكن النتائج التي تراها عندما تجري بحثاً ما على جوجل يمكن أن تتأثر بعوامل أخرى غير خوارزمية بيج رانك؛ ومن ضمنها ما إذا كان أصحاب الإعلانات يدفعون المال لجوجل ليجعلوا مواقعهم تظهر قبل المواقع الأخرى. تأخذ خوارزميات جوجل مئات المتغيّرات الأخرى بعين الاعتبار؛ ومن ضمنها المواقع التي تصفّحتها من قبل ومتى تحدّثت صفحة ما لآخر مرة.
على عكس الأكاديميين؛ لا يستطيع محرّك بحث جوجل أن يقرر آلياً ما هي المصادر الأكثر أهميّةً أو دقةً أو تأثيراً؛ أي أن البحث على جوجل لا يُنتج بالضرورة المعلومات الموضوعية والموثوقة.
قد تأخذ بعين الاعتبار استخدام محرّك بحث آخر؛ مثل محرّك «بينج» الخاص بشركة مايكروسوفت، أو محرّكاً يدعم بشكلٍ خاص خصوصية معلومات؛ مثل محرك «دَك دَك غو»؛ لكن الكثير من هذه البدائل تعاني من نفس المشاكل.
كيف يتواصل الأكاديميون؟
يتواصل الأكاديميون عادةً عن طريق نشر أوراق بحثيّة. تُركّز كل ورقة بحثية على فكرة معيّنة تضيف شيئاً ما لنقاش، قد تكون هذه الفكرة نتيجةً جديدةً من تجربة، أو رصداً جديداً ما، ويقرأ الأكاديميون الآخرون هذه الأوراق ويناقشوها.
قد يقيّم الأشخاص المطّلعون نفس الحقائق ويصلون مع ذلك إلى وجهات نظر مختلفة؛ مما يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك جواب واحد صحيح لسؤال ما. مع الوقت؛ تؤدي هذه النقاشات إلى بعض الأفكار والمبادئ المتّفق عليها بشكلٍ عام.
عملية البحث والمراجعة والنقاش هذه كانت موجودةً منذ أول مرة نُشرت فيها الدوريات الأكاديمية في 1665، ومع إحراز الاكتشافات الجديدة، تتغير الأفكار.
إحدى الطرق التي يبيّن فيها الباحثون الأفكار الجديدة التي يأخذوها بعين الاعتبار في أبحاثهم هي الاقتباسات الأكاديمية، من المؤكد أنك قد رأيتها من قبل، إنها توجد في قسم المراجع في نهاية الكتب أو في نهاية مقالات ويكيبيديا، ويشير كل اقتباس إلى أبحاث مختلفة.
هذه الاقتباسات تبيّن لك الكتب والمراجع الأخرى التي أخذها مؤلف المقال بعين الاعتبار، وتبين لك الطريقة التي أدت بالمؤلف إلى تشكيل أفكاره. إذا استخدم عدة أكاديميين نفس الأفكار في بناء مفاهيمهم الخاصة، واستُخدمت أفكارهم في بناء أفكار أخرى، فهذا يؤدي إلى سلسلة مستمرة من التجديد والابتكار.
عملية الاكتشاف هذه لا تتأثر بأصحاب الإعلانات؛ حتى ولو تأثرت جزئياً بقدرة الأكاديميين على الحصول على تمويل يمكّنهم من ملاحقة بحث ما.
تأتي العديد من الأفكار التي تجدها على الإنترنت من أشخاص أكاديميين؛ ولكنها يمكن أن تكون منحازةً ومعرّضةً لضغط أصحاب الإعلانات بطريقة لا تنطبق على الأكاديميين. نحن نحتاج إلى الأكاديميين لأنهم يوفّرون الصورة المكتملة، والمعلومات الأحدث التي استنتجوها من معرفتهم وبحثهم العميق.
تجعل الإنترنت إيجاد المعلومات أكثر سهولةً من أي وقت سبق في تاريخ البشرية؛ ولكن كما قال ألبرت أينشتاين: «المعلومات ليس معرفة. المعرفة الوحيدة هي الخبرة».
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.