لماذا يفضّل الجمهور برامج المسابقات؟

2 دقائق
المسابقات, برامج المسابقات, اعداد المجلة
shutterstock.com/ ClassicVector

في 14 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، فاز مُتسابق بالجائزة النقدية الضخمة الأولى لأحد برامج المسابقات الأميركي الشهير «جيوباردي»، وحصل على لقب «أعظم متسابق في التاريخ»، وشاهد البرنامج أكثر من 13 مليون مشاهد. أجاب المتسابق «كين جينينجز» أثناء فوزه في الجولة النهائية على سؤالٍ حول اسم الشخصية الشريرة في مسرحية عطيل لشكسبير «ياجو»، وكان رهانه «صفر» دولار.

حقّق جينينحز -مهندس برمجياتٍ سابقاً- أطول خط في عدد مرات الفوز المتتالية منذ مشاركته الأولى في البرنامج عام 2004، وحوّلته انتصاراته المتتالية إلى نجم مسابقاتٍ مشهور، وقام بتأليف ونشر كتابٍ يروي تجربته في برامج المسابقات، كما تحدّى كمبيوتر «آي بي إم» الخارق (واتسون) في نفس البرنامج عام 2011 في الجولة النهائية، وأصبح في النهاية مليونيراً، لكّن الضجيج الذي ثار حول ظهوره مؤخراً في البرنامج يؤكّد شيئاً آخر؛ إنّ شخصياتٍ مثل جينينجز مهمة للغاية لنجاح برامجَ مثل «جيوباردي» بنفس قدر أهمية النجاح بالنسبة لتلك الشخصيات.

استخدمت برامج المسابقات نفس المقاربة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، فتقديم برنامج مسابقات ناجح يحتاج أولاً إلى متسابقٍ متميز واحد يجذب انتباه الجمهور ويحبّونه. انطلق برنامج «فوكس بوب» عام 1950، حيث كان يعتمد على طرحِ أسئلةٍ على العامّة في الشوارع خارج مقرّ إذاعة هيوستن ليُبثّ إذاعياً فقط، لكّن منتجي التلفزيون رؤوا أنّه بالإمكان تعديل بعض النواحي في البرنامج ليلائم العرض على الشاشة، ومع مجموعات عملٍ ثابتة ورواتب منخفضة نسبياً، تبيّن أن إنتاج هذا النوع من العروض الناجحة أقلّ تكلفةً من إنتاج المسلسلات الدرامية أو الكوميدية. بحلول منتصف الخمسينيات، كان ربع الأميركيين يتابعون عروض المسابقات مثل «سؤال الـ 64 ألف دولار» وغيرها، وبقيت أعداد المتابعين لمثل هذه البرامج مرتفعةً خلال السبعينات والثمانينات مع ظهور العديد من النُسخ المشابهة لها.

من برنامج المسابقات الثقافية الأميركي «باسورد» إلى برنامج المسابقات الشهير الآخر «ذا برايس إز رايت»، تمنح عروض المسابقات الناس الفرصة ليعيشوا خيالاتهم. يقول روبرت تومبسون؛ أستاذ التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز: «بمجرّد أن يفوز في المسابقةِ شخصٌ ما، تتبادر إلى الذهن فكرة: حسناً، يمكن أن أكون الفائز في المرّة المقبلة».

إنّ قوّة تعلّق المشاهدين بالمتسابقين هي ما يدفع الناس إلى إطلاق صيحات الاستهجان والصراخ من مقاعدهم في الاستوديو عند سماعهم ردود المتسابق على أسئلة مقدّم برنامج جيوباردي؛ «أليكس تريباك». لا تزال الشبكات التلفزيونية إلى الآن تعيد عرض برامج المسابقات الكلاسيكية القديمة أو أجزاءَ منها، بينما تقوم منصّات البث بوضع أرشيفٍ كاملٍ لتلك البرامج على الإنترنت.

نشرت القصة في العدد 19 ضمن أعداد مجلة بوبيولار ساينس، 2020

المحتوى محمي