حول تأثير زراعة الأشجار. إذا زرعنا 8 مليارات شجرة سنوياً لمدة 20 سنة، ماذا سيحدث على الأرض؟ سؤال ورد من «شيفام»، 14 سنة، نوادا، بيهار، الهند.
دعا سياسيون وقادة أعمال وأصحاب قنوات على موقع يوتيوب ومشاهير إلى زراعة ملايين أو مليارات أو حتى تريليونات الأشجار لإبطاء تغير المناخ.
هناك حالياً ما يقرب من 8 مليارات شخص على الأرض. إذا زرع كل شخص شجرة كل سنة على مر الـ 20 سنة التالية، فهذا سيزيد عدد الأشجار على الكوكب بمقدار 160 مليار شجرة.
هل يمكن أن تبطئ زراعة الأشجار على نطاق واسع تغيّر المناخ بالفعل؟
الأشجار والكربون
ثنائي أكسيد الكربون هو الغاز الأساسي الذي يتسبب بظاهرة احترار الكوكب. تحوّل الأشجار والنباتات الأخرى ثنائي أكسيد الكربون الموجود في الجو إلى الكربوهيدرات عن طريق عملية تدعى «التركيب الضوئي»، ثم تستخدم هذه النباتات الكربوهيدرات في تشكيل السيقان والأوراق والجذور.
كمية الكربون التي يمكن أن يخزّنها الشجر تختلف تبعاً لعوامل كثيرة؛ إذ أنها تعتمد على نوع الشجرة ومكان نموها وعمرها.
لنفترض أن كل شجرة يمكن أن تخزن ما يصل إلى 22.7 كيلوغرام من ثنائي أوكسيد الكربون سنوياً. إذا زرع شخص ما شجرة كل سنة لمدة 20 سنة (وعلى افتراض أن كل شجرة منها بقيت حيّة، وهو أمر مستبعد للغاية)، فستخزّن هذه الأشجار ما يصل إلى 453 كيلوغرام (أو حوالي نصف طن) من ثنائي أكسيد الكربون سنوياً.
ينتج الشخص العادي في الولايات المتحدة ما يصل إلى 15.5 طناً من ثنائي أكسيد الكربون سنوياً، بينما ينتج الشخص العادي في الهند 1.9 طناً وسطياً. يعني هذا أنه إذا زرع كل شخص في الولايات المتحدة شجرة واحدة كل سنة، فهذا سيخفض حوالي 3% فقط من نسبة ثنائي أكسيد الكربون الذي ينتجه كل شخص سنوياً، وهذا بعد أن تبلغ كل الأشجار التي زُرعت؛ لكن نفس العدد من الأشجار سيخفض كمية ثنائي أكسيد الكربون المنتجة سنوياً في الهند بنسبة 26%.
زراعة الأشجار هي جزء من حل مشكلة التغير المناخي دون شك؛ ولكن هناك حلول أكثر أهميةً من ذلك.
اقرأ أيضا: بأي شكل تؤثر الانفجارات البركانية على المناخ؟
حماية الأشجار
هناك حوالي 3 تريليونات شجرة على الأرض؛ وهو نصف عدد الأشجار التي كانت موجودةً منذ 12 ألف سنة، عند بداية الحضارة البشرية.
يقطع البشر ما يُقدّر بـ 15 مليار شجرة سنويّاً. توجد الكثير من هذه الأشجار المقطوعة في الغابات الاستوائية؛ ولكن إزالة الغابات هي عملية تحدث في مختلف أنحاء العالم.
حماية الغابات الموجودة الآن هو أمر منطقي. لا تمتص أشجار وتربة هذه الغابات ثنائي أكسيد الكربون فحسب؛ بل إنها توفّر مسكناً لمختلف الحيوانات. يمكن أن توفّر الأشجار الحطب والفاكهة للبشر، وفي المدن، يمكنها أن توفّر الظل وأماكناً للترفيه.
لا يجب زراعة الأشجار في أماكن لم تنمُ فيها من قبل؛ مثل المراعي أو السافانا. توفّر هذه النظم البيئية المسكن لحيوناتها ونباتاتها الخاصة، وهي تخزّن الكربون أيضاً إذا لم يتم الإضرار بها.
اقرأ أيضا: تأثير التشجير على المناخ.
إحداث المزيد من التغير
لإبطاء تغير المناخ؛ يجب على البشر القيام بأكثر من مجرد زراعة الأشجار. يجب على البشر أن يقللوا انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى بسرعة من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة البديلة؛ مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يجب أيضاً الحد من استخدام السيّارات والطائرات، وتناول كميات أقل من اللحوم، لأن اللحوم لها بصمة كربونية أكبر بكثير لكل سعرة حرارية من الحبوب والخضروات.
من المهم أن يفعل الجميع -الشركات والسياسيون والحكومات والبالغون وحتى الأطفال- ما في وسعهم لتقليل انبعاثات الوقود الأحفوري. أعلم أنه قد يبدو من الصعب جداً التفكير فيما يمكنك القيام به كشخص واحد لمساعدة الكوكب. لحسن الحظ؛ هناك العديد من الخيارات.
يمكنك أن تتطوّع في منظّمة محلية لحماية البيئة؛ حيث يمكنك المساعدة في حماية وترميم المساكن المحلية. ناقش مع عائلتك خيارات متعلّقة بتغيير نمط الحياة؛ مثل ركوب الدراجات الهوائية أو المشي أو استخدام وسائل النقل العام بدلاً من قيادة السيارة.
لا تخف من القيام بمبادرات لحماية الأشجار المحلية أو عالمياً. على سبيل المثال؛ قادت فتاتان من الكشّافة تبلغان من العمر 11 عاماً كانتا قلقتين بشأن تدمير الغابات المطيرة بهدف بناء مزارع لإنتاج زيت النخيل حملة تهدف لإزالة زيت النخيل من منتجات «بسكويت الكشافة».
أحياناً يكون التغيير بطيئاً؛ ولكن البشر يستطيعون إحداث هذا التغيير إذا عملوا معاً.
اقرأ أيضا: التغير المناخي القديم قاد إلى تطور الظربان المرقط.