ما الذي يوجد وراء الفضاء الخارجي؟ سؤال ورد من «سيا»، 11 عاماً، فريمونت، كاليفورنيا.
تقع السماء -أو ما يدعوه العلماء الغلاف الجوي- فوقك تماماً، وتمتد لحوالي 32 كيلومتراً فوق الأرض. تعوم في الغلاف الجوي مختلف الجزيئات، وهي أجزاء صغيرة للغاية لدرجة أنك تتنفّس المليارات منها مع كل شهيق.
يقع الفضاء الخارجي بعد الغلاف الجوي، وأطلق عليه هذا الاسم لأنه يحتوي على كمية أقل من الجزيئات التي تفصل بينها مساحات فارغة.
هل تساءلت يوماً كيف سيبدو السفر في الفضاء الخارجي بالنسبة لك؟ ماذا ستجد هناك؟ يستطيع العلماء مثلي تفسير الكثير من الظواهر التي يمكن أن تراها، ولكن هناك بعض الأمور التي لا نعرفها بعد، ومنها ما إذا كان الفضاء الخارجي يمتد بلا نهاية.
الكواكب والنجوم والمجرّات
في بداية رحلتك عبر الفضاء، قد تلاحظ بعض المشاهد المعروفة. تنتمي الأرض إلى مجموعة من الكواكب التي تدور حول الشمس، كما تدور حولها أيضاً بعض الكويكبات والمذنّبات.
قد تكون على علمٍ أن الشمس هي نجم آخر اعتيادي، وأنها تبدو أكبر وأكثر سطوعاً من النجوم الأخرى لأنها أقرب لا أكثر. للوصول إلى النجم الأقرب من المجموعة الشمسية، يجب عليك أن تسافر لمليارات الكيلومترات في الفضاء. إذا كنت قادراً على ركوب أكثر المسابير الفضائية التابعة لوكالة ناسا سرعة، ستستغرق رحلتك آلاف السنين.
إذا كانت النجوم مثل المنازل، فستكون المجرات مثل المدن المليئة بها. يقدّر العلماء أن هناك 100 مليار نجم في المجرة التي توجد بها الأرض. إذا استطعت الخروج بعيداً من مجرّتنا، ستندمج هذه النجوم الـ 100 مليار معاً، مثلما تفعل أضواء أبنية المدن عندما تنظر إليها من طائرة في الجو.
اكتشف علماء الفلك مؤخراً أن الكثير أو حتى معظم النجوم في الكون لديها كواكب تدور حولها أيضاً. بعض هذه الكواكب مثل الأرض، لذا من الممكن أن تأوي هذه الكواكب كائنات أخرى تتساءل أيضاً عما يوجد في الكون مثلك.
يجب عليك أن تسافر لملايين مليارات الكيلومترات في الفضاء حتى تصل إلى مجرّة أخرى. معظم الفضاء بين هذه المجرات فارغ تقريباً تماماً، وهو يحتوي على القليل فقط من الجزيئات التائهة والجسيمات الصغيرة الغامضة غير المرئية التي يدعوها العلماء «المادّة المظلمة».
باستخدام التلسكوبات الكبيرة، يستطيع علماء الفلك رؤية ملايين المجرات في الفضاء، وهي لا تنتهي، وتوجد في كل مكان حولنا.
إذا استطعت أن تراقب المجرات لفترة طويلة بما يكفي، ربما لملايين السنين، سيبدو لك الأمر وكأن الفراغ بين المجرات يزداد اتساعاً بشكلٍ تدريجي. يمكنك تصوّر هذا عن طريق تخيّل نقاط صغيرة على بالون مفرّغ من الهواء تقوم بنفخه. ستستمر النقاط بالتباعد عن بعضها، وكذلك ستفعل المجرات.
هل هناك نهاية للفضاء؟
إذا استمريت في السفر بعيد في الفضاء، بقدر ما تريد، هل ستستمر بتجاوز المجرات للأبد؟ هل هناك عدد منته من المجرات في كل اتجاه في الفضاء؟ أم أن هذا الفضاء ينتهي؟ وإذا كان ينتهي، فما يوجد في نهايته؟
هذه هي أسئلة لا يعرف العلماء إجاباتها الدقيقة بعد. يعتقد العديدون أننا سنستمر في إيجاد المزيد من المجرات إذا سافرنا عميقاً أكثر وأكثر في أي اتجاه في الفضاء، للأبد! في هذه الحالة، سيكون الكون لانهائياً، أي لا نهاية له.
يعتقد بعض العلماء أنه من الممكن أن يلتف الكون على نفسه في النهاية، أي أنك إذا استمريت بالسفر في الفضاء، ستعود يوماً ما إلى النقطة التي بدأت السفر منها، ولكن من الاتجاه المعاكس.
إحدى الطرق التي يمكنك أن تتصور فيها هذا الأمر هو أن تتخيّل كرة، ثم أن تتخيل أنك كائن يستطيع التحرّك على سطحها فقط. إذا بدأت بالتحرّك في أي اتجاه، إلى الشرق مثلاً، واستمريت بالتحرّك في هذا الاتجاه، فستعود في النهاية إلى النقطة التي انطلقت منها. إذا كان الكون هكذا بالفعل، فهذا سيعني أنه ليس لانهائياً، مع أنه سيبقى أكبر بكثير مما يمكنك تخيّله.
في الحالتين، لن تستطيع بالتأكيد أن تصل إلى نهاية الكون أو الفضاء. يعتبر العلماء الآن أنه من غير المرجّح أن يكون للكون نهاية، وهي منطقة لا توجد فيها مجرّات، أو منطقة تحتوي على حدٍّ ما يمثّل نهاية الفضاء.
لكن لا يعلم أحد بعد جواب هذا السؤال بشكل قاطع، وطريقة إيجاد الإجابة هي أمر يجب على علماء المستقبل اكتشافه.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.