ما متطلبات دراسة التشريح ووظائف الأعضاء؟

2 دقائق
كيف أتعلم التشريح ووظائف الأعضاء؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring

مبدئياً، يجب أن نعلم أن هذه المواد هي مواد طبية أساسية ما قبل إكلينيكية، أي أنها الأساس الذي تُبنى عليه الممارسة السريرية لاحقاً. وهاتان المادتان هما أساس الطب بأكمله، فتخيل معي؛ أنا الآن في آخر سنة من كلية الطب وأدرس مادتي الجراحة والباطنة، ورسمياً الجراحة تتم فيها إعادة معظم التشريح الذي تمت دراسته في السنوات الأولى من الكلية ولكن بطريقة مكثّفة إكلينيكية، وعلم وظائف الأعضاء أساسي جداً لفهم أي شيء يخص مادة الباطنة، فلن يفهم الشخص المرض إذا لم يفهم الوضع الطبيعي للجسد ما قبل ذلك المرض ومن غير ذلك لن يستطيع أن يفرّق بينهما.

اقرأ أيضاً: قبل ذهابك للطبيب، أجب عن هذا الاختبار التشريحي البسيط

بداية تعلم التشريح ووظائف الأعضاء

تعلُّم أي مادة طبية ينقسم إلى جزأين؛ جزء نظري وجزء عملي.

وكأي علم يتم تعلمه أنت ستحتاج لمعلم يعلمك ذلك العلم، تتجلى وظيفة المعلم في شقين؛ أولاً يبسّط لك الجزء النظري الذي ستدرسه من الكتب، وثانياً يعطيك صورة ذهنية عن التطبيق العملي لذلك العلم من خلال المحاكاة اللا واعية له كطبيب يتجسد الطب من خلاله.

مادة الأناتومي أو التشريح: تشرح ببساطة الوضع الطبيعي للجسد الظاهر والذي يمكن رؤيته بالعين المجردة مثل أسماء العظام وأنواعها، العضلات المختلفة ووظيفتها، الأعصاب والأوعية الدموية من شرايين وأوردة، مداخلها ومخارجها ومن تُغذي، بالإضافة إلى التركيبة التشريحية للأعضاء الداخلية من قلب ورئتين وغيرها الكثير من التركيبات التي يتركب منها جسم الإنسان.

اقرأ أيضاً: كيف يقدّر الطبيب الشرعي وقت الوفاة وسببها؟

أما مادة علم وظائف الأعضاء فتشرح الوظيفة الخاصة بكل جزء تمت دراسته في مادة التشريح، حيث تتعلم فيها كيف ينبض القلب، وكيف تتنفس، كيف تهضم الطعام وتُخرِج الفضلات، وظائف الهرمونات المختلفة ومن يفرزها، كيفية عمل الأعصاب والعضلات، وغيرها الكثير من الوظائف المختلفة الدقيقة التي تدور في جسم الإنسان.

في كلية الطب بشكل عام، وفي مادتيّ الأناتومي والفسيولوجي بشكل خاص، ستحتاج للفهم مع الحفظ، لن تستطيع أن تحفظ من غير أن تفهم ما تحفظه ولن تستطيع أن تتذكر من غير حِفظ ما فهمته، ولفعل ذلك ستحتاج أولاً لمعلم يشرح لك المادة العلمية ثم للرسم حتى تثبّت الفهم بطريقة فوتوغرافية بدلاً من تلك الكتابية، ثم التكرار -المُثبت علمياً- ألا وهو التكرار على فترات متباعدة، أي تقرأ الدرس أول مرة ثم تعيد قراءته بعد أسبوع ثم بعد شهر ثم في آخر السنة وهكذا.

اقرأ أيضاً: ما هو الغرض من الدراسة في الجامعة؟

4 خطوات لدراسة أي مادة، علمية كانت أو طبية

الخطوة الأولى: ستحتاج لمصدر أو مرجع تدرس منه ولا يوجد مصدر أفضل من المصدر الخاص بالجامعة والذي ستتم محاسبتك عليه في الامتحان (لأن هدفك ليس فقط الفهم ولكن أيضاً النجاح من خلال تحصيل الدرجات والامتيازات)، وبالتالي أول خطوة هي أن تختار أبسط وأشمل مصدر للدراسة وتثبت عليه طوال السنة بدون أي تغيير.

الخطوة الثانية: إيجاد معلم يشرح ويبسط لك العلم النظري الذي ستتعلمه، سواء كانوا أساتذة الجامعة (إذا كانوا جيدين) أو أطباء مشهورين (خصوصي) يشرحون لمجموعات كبيرة من الطلبة في مراكز قريبة، أو يمكن عبر شبكة الإنترنت.

من المهم جداً وجود أستاذ يشرح لك المادة وخاصة مادة مثل التشريح التي لن تستطيع أن تتخيلها من غير أستاذ يبسط لك ويرسم أمامك، من الأهمية بمكان أن تفهم الأستاذ بشكل جيد سواء كان أستاذاً في الجامعة أو خارجها.

اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة

الخطوة الثالثة: بعد اختيار الكتاب والمعلم اللذين ستفهم منهما سيأتي الرسم والتخيل، وذلك إما من خلال كتب فيها صور التشريح أو تطبيقات فيها جسد الإنسان بطريقة ثلاثية الأبعاد تسهل التخيل أو من خلال الذهاب إلى المشرحة ورؤية الجثث وفحص العينات مباشرة.

الخطوة الرابعة والأخيرة: هي التكرار والحلّ، يجب أن تعيد قراءة الموضوع أكثر من مرة حتى يثبت في ذاكرتك ومن أفضل الطرق للحفظ هي حل الأسئلة عن الموضوع الذي درسته وستجد العديد من المصادر في جامعتك تتمكن من خلالها على التدرب للامتحان.

نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة سالم القتابي، يدرس في كلية الطب.

المحتوى محمي