إذا ألقينا نظرة على روتين رواد الفضاء في محطّة الفضاء الدولية؛ سنجد أنهم يقومون بمناوباتٍ لمدة 12 ساعة يومياً؛ تتضمّن ساعتين ونصف من التمارين الرياضية، 6 ساعات من العمل في المختبر وأعمال أخرى، ينامون 8 ساعات، ويتبّقى لديهم 4 ساعاتٍ للمرح والتسلية في أجواء انعدام الجاذبية.
قد يتصلّون بذويهم على الأرض إذا كان التوقيت مناسباً، ليبقوا على تواصلٍ معهم ويعرفوا أحوالهم وآخر المستجدات، أو يستمتعون بمشاهدة أصدقائهم على الأرض يلعبون كرة القدم، كما ترسل ناسا أيضاً على متن رحلاتها إلى المحطّة أشياء للتسلية؛ مثل الأدوات الموسيقية؛ كالجيتار والساكسافون، كذلك لعبة الشطرنج المصممة للعب في ظروف انعدام الجاذبية كي يقضي روّاد الفضاء بعض الوقت في التسلية والمرح.
اقرأ أيضاً: 20 عاماً في المدار: محطة الفضاء الدولية تخبرنا تجربة العيش في الفضاء
الترفيه أمر هام
يُعدّ الترفيه أمراً مهماً، لأنّه من الوارد أن تكون هناك آثار جانبية خطيرة للملل في الرحلات الفضائية الطويلة. يقول جيمس بيكانو؛ كبير علماء النفس العامل في ناسا: «قد يتسبب الملل بأخطاء في الأداء». قد يحدث الكثير من القلق نتيجة عُطل في أداةٍ تحافظ على مسار مركبةٍ فضائية تزن مئات آلاف الأطنان. في الواقع، يحافظ وقت اللعب على ضمان سلاسة أداء العمليات، ويساعد الناس على التواصل مع أحبائهم على بعد آلاف الأميال في الفضاء.
قد لا تُتاح لرواد الفضاء فرصة التواصل مع الأرض دائماً، أو قد لا يكون لديهم مساحة كافية لعزف الجيتار. قد تتطلّب خطط ناسا للذهاب إلى المريخ بحلول عام 2040 القيام برحلةٍ تصل مدتها إلى 7 أشهرٍ في مركبةٍ فضائية تحتوي على غرفةِ معيشةٍ تتسع لسيارتين فقط. كما سيكون الحفاظ على إشارةٍ مستقرّة دائماً للتواصل مع المركبة البعيدة صعباً. تبحث الوكالة في توفير خياراتٍ أخرى لروّاد الفضاء؛ مثل الواقع الافتراضي المُعزز، لذا يمكن للمسافرين بين الكواكب قضاء فترة ما بعد الظهر على الشاطئ.
ماذا سيفعل الأشخاص الذين سنرسلهم إلى الفضاء ليشيدوا المستعمرات والمتاجر على المريخ والقمر؟ يقول بيكانو: «ليست لديّ أي فكرة»، ولكن يمكنك إلقاء نظرةٍ على محطة أبحاث ماكموردو في القطب الجنوبي التي كانت تضمّ في السابق حارة واحدةً للعبةِ البولينج؛ التي كانت تُعدّ يدوياً، بينما تضمّ الآن مقهىً واسعاً لتناول المشروبات. يقول بيكانو: «نحن كبشرٍ مبتكرون، فإذا أرسلت جنوداً أو علماءَ إلى بيئاتٍ ضيّقة أو مضطربة، فسيجدون طريقةً للتسلية واللعب. إنّه أمرٌ يدهشني دائماً».
نشرت القصة في العدد 19 ضمن أعداد مجلة بوبيولار ساينس، 2020