ما هو سبب تنميل القدمين عند الجلوس لفترات طويلة؟

2 دقائق
سبب تنميل القدمين
shutterstock.com/ siam.pukkato

ما هو سبب تنميل القدمين، أو ماذا يحدث عندما تُنمّل قدمنا؟ سؤال ورد من «هيلين إي»، 8 أعوام، سمرفيل، ماساتشوستس.


تخيل أنك جلست للتو لمشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل، وقررت أن تجلس مُقاطعاً ساقيك لأنها وضعية مريحة.

عندما ينتهي البرنامج الذي تشاهده، تحاول الوقوف ولكنك تتفاجأ بأن قدمك اليمنى لا تعمل! في البداية لا تستطيع تحريكها، ثم تشعر وكأنها تحتوي على دبابيس وإبر في كل نقطة. تشعر بعدم الارتياح والغرابة لمدة دقيقة أو دقيقتين؛ ولكن سرعان ما يمكنك الوقوف والمشي بشكل طبيعي.

ما الذي حدث للتو؟

أنا متخصص في فيزيولوجيا التمرين؛ أي أنني عالم يدرس ما يحدث لأجسامنا عندما نتحرك ونمارس الرياضة. كان الهدف من الكثير من أبحاثي هو فهم كيف يتخاطب الدماغ ويتحكم في الأجزاء المختلفة من أجسامنا. عندما تُنمّل قدمك، يكون السبب هو أن هناك خطأ ما في الاتصال بين عقلك والعضلات في تلك المنطقة.

في كل مرة تقرر فيها تحريك جسدك - سواء قررت الوقوف أو المشي أو ممارسة الرياضة، يرسل دماغك إشارات إلى عضلاتك ليضمن أنها تتحرك بشكل صحيح. عندما يكون الدماغ غير قادر على التخاطب مع عضلة أو مجموعات من العضلات، يمكن أن تحدث بعض الأشياء الغريبة؛ ومنها ذلك الإحساس الغريب بالتنميل في أحد أطرافك - هذا هو سبب تنميل القدمين.

فيديو يشرح طريقة عمل الجهاز العصبي:

يبدأ التنميل عادةً بشعور بالخدر أو الوخز في المنطقة المعنية. يُعرف هذا الإحساس؛ والذي غالباً ما يصفه الناس أيضاً بالوخز «بالدبابيس والإبر»، باسم «التنميل المؤقّت».

يعتقد بعض الناس خطأً أن نقص تدفق الدم هو سبب تنميل القدمين؛ إذ يتصورون أنه يحدث عندما يكون الدم الذي يحمل المغذّيات عبر جميع أنحاء الجسم، غير قادر على الوصول إلى قدمك؛ لكن هذا ليس صحيحاً.

عندما تُنمّل قدمك، فهذا يعود في الواقع إلى أن الأعصاب التي تربط الدماغ بالقدم تتعرض للضغط نتيجة الوضعية التي تتخذها. تذكر أن هذه الأعصاب هي التي تحمل الإشارات ذهاباً وإياباً؛ مما يسمح للدماغ والقدم بالتواصل. إذا تم ضغط الأعصاب لفترة قصيرة، فلن تستطيع الإحساس بقدمك كالمعتاد، وذلك لأنها لا تكون قادرةً على إيصال الإشارات التي ترسلها عادة إلى دماغك والمتعلّقة بما تشعر به أو ما إذا كانت تتحرك.

بمجرد أن تبدأ في التحرّك مرة أخرى، يتم تحرير الضغط المطبّق على الأعصاب؛ «تستيقظ» الأعصاب وتبدأ في الإحساس بشعور الوخز. لا تقلق، هذا الشعور سيستمر فقط لبضع دقائق وبعدها سيعود كل شيء إلى طبيعته.

الآن يأتي السؤال المهم: هل هذه الحالة خطيرة؟ في معظم الأوقات؛ عندما تُنمّل قدمك أو أي جزء آخر من الجسم، يكون ذلك مؤقتاً ولا يستدعي القلق. وفي الواقع؛ نظراً لأن هذه الحالة تستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط، فقد لا تتذكر أنها أصابتك في نهاية اليوم.

على الرغم من أن هذه الحالة لا تتسبب بأي ضرر دائم؛ إلا أنك ستفضّل على الأرجح أن تتجنّب الشعور المزعج الذي تشعر به عندما ينمّل أحد أطرافك. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

  • غيّر وضعيتك بشكلٍ متكرر.
  • لا تجلس مُقاطعاً قدميك لفترة طويلة.
  • عندما تجلس لفترة طويلة، حاول الوقوف عدة مرات.

على الأرجح ألّا تستطيع أن تتجنّب التنميل دائماً، لذلك لا تقلق إذا أصابك من حين لآخر. يختفي هذا الشعور بسرعة كبيرة، وربما يمكن أن يذكرك بتلك الإشارات الدماغية المهمة التي عادةً ما تنقلها أعصابك دون أن تلاحظ ذلك.

المحتوى محمي