7 علوم زائفة منتشرة في العالم العربي وأسباب انتشارها

6 دقيقة
8 علوم زائفة منتشرة في العالم العربي وأسباب انتشارها
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: تنتشر العلوم المزيفة من حولنا بشكلٍ كبير، وازداد انتشارها مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة تأثيرها في العقول الشابة، هذا أدّى إلى اتساع شريحة المؤيدين للعلوم المزيفة مثل التنجيم والأبراج وقراءة الكف والعلاج بالطاقة والعلاج بالبورات وما شابه. ,يعود سبب انتشار هذه العلوم المزيفة لسهولة نشرها وعدم وجود رقابة على محتواها أو تدقيقها من قِبل جهة علمية مختصة، وأحياناً حاجة الناس إلى إجابة أو وسيلة بسيطة كحلول لمشكلاتهم، فمرضى السرطان في المراحل المتقدمة الذين لا ينجح علاجهم الكيميائي، قد يلجؤون إلى هذه العلوم المزيفة للحصول على أمل بالشفاء حتى لو كان مزيفاً. يمكن الكشف عن العلوم المزيفة من خلال التحقق من مصدرها واعتمادها من قِبل الجهات الرسمية العلمية، والتحقق من وجود أبحاثها العلمية في المجلات المحكمة ومدى خضوعها لتقييم من قِبل المختصين، ووجود نتائج ملموسة وقابلة للقياس والبرهان، وابتعاد أتباع هذه العلوم عن اللغة العاطفية التي تؤثّر نفسياً في الناس دون وجود نتائج ملموسة.

بعد ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وتنامي أعداد المستخدمين و"المؤثرين" على مختلف المنصات الرقمية المتاحة للجميع، بدأ الكثير من الناس وخاصةً أبناء جيل زد بالنظر إلى المحتوى المنشور على هذه المنصات كأنه وثيقة معتمدة، ما زاد انتشار عدة علوم زائفة في العالم العربي وعلى مستوى العالم، فما هي أبرز هذه العلوم الزائفة؟ وكيف يمكن الكشف عنها؟

اقرأ أيضاً: ازدياد أعداد المؤمنين بنظريات المؤامرة في العالم العربي

7 علوم مزيفة تنتشر في العالم العربي 

يمكن تعريف العلوم المزيفة بأنها نظام من النظريات والفرضيات والأساليب التي لا تتبع المنهجية العلمية؛ أي لا توجد براهين تثبت وجودها ولا تخضع لتقييم من الأقران المختصين. وتشمل أبرز العلوم المزيفة التي تنتشر في العالم العربي ويقتنع بها الكثيرون ما يلي:

1. التنجيم والأبراج

يؤمن مناصرو هذا العلم المزيف بوجود علاقة بين الظواهر الفلكية والأحداث أو الحظوظ التي يمتلكها الشخص، وتستند النشرات التنجيمية إلى حركة الأجرام السماوية المختلفة الحقيقية والمتخيلة، ولا توجد أدلة تثبت صحة هذا النوع من العلوم. لكن الكثيرين في العالم العربي يصدقون هذا العلم الزائف وهناك العديد من محطات التلفاز والراديو التي تبث ما يقوله المنجمون يومياً في سبيل كسب الجماهير وإرضاء فضولهم عما سيحدث لهم في يومهم وإن كان الحظ حليفهم وفقاً لحركة الكواكب واصطفافها.

ذكر البروفيسور إلياس فرنيني، مدير قسم علوم الفضاء في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، في المنتدى العربي للعلوم والاتصال الإعلامي المنعقد عام 2023 في جامعة الشارقة عام 2023، أنه لا تزال هناك نساء يأتين إليه للحصول على المشورة بشأن ما إذا كان بإمكانهن قص شعرهن عند ظهور القمر المكتمل، وأن هناك نساء حوامل لجأن إليه لسؤاله عما إذا كان من المقبول مغادرة المنزل في أثناء كسوف الشمس لأسباب غير صحة العينين. 

بالإضافة إلى ما سبق توفّر العديد من المحطات العربية منصات للمنجمين الذين يشاركون تنبؤاتهم، ومن المعروف وجود منجم في تغطية القنوات لسهرة رأس السنة يشارك التنبؤات المزعومة للسنة الجديدة.

2. فنغ شوي 

هو نظام صيني قديم للتصوف والجماليات يعتمد على علم الفلك والتصميم الهندسي للسكن وتدفق قوة غير مرئية تُدعى "تشي"، حيث تستند الأدلة التي تُعتمد لإثبات فاعليته إلى الحكايات والقصص، ويستخدم بعض مصممي الديكور هذه الرواية الصينية لتغيير الأثاث أو الديكور ليناسب تدفق الطاقة. لا يعتمد أسلوب فنغ شوي على منهجية علمية، ما يجعل كل شخص من أنصار الفنغ شوي يفسّر الأمور والطاقة وفقاً لحاجته، ولا يجتمع اثنان في الرأي بخصوص تفاصيل تطبيق هذا الأسلوب.

3. العلاج بالروائح العطرية

يستخدم مختص العلاج بالروائح العطرية مزيجاً من الزيوت العطرية العلاجية المفترضة التي يمكن استنشاقها أو استخدامها في التدليك. لا يوجد دليل طبي جيد على أن العلاج بالروائح العطرية يمكن أن يمنع أو يعالج أو يشفي من أي مرض. 

اقرأ أيضاً: حقائق غريبة قد تسمعها أول مرة

4. العلاج بتقويم العمود الفقري (الكايروبراكتينغ)

هو أحد أشكال الطب البديل الذي يهتم في الغالب بتشخيص وعلاج الاضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي وخاصة العمود الفقري، ويعمل من خلال طقطقة الرقبة والعمود الفقري دون وجود أساس علمي وإثبات يبرهن على فاعليته.

تُعد هذه الممارسة خطيرة بشكلٍ خاص ويمكن أن تسبب الوفاة أو الشلل، وهذا ما حدث مع المدربة الأميركية دانييل مارتن، التي خضعت لجلسة تقويم من هذا النوع، أدّت لتمزق الشريان السباتي في عنقها ووفاتها بعد عدة أيام في المشفى عام 2023. على الرغم من أن هذه حالة نادرة لكنها كافية للحذر من هذه الطريقة.

5. العلاج بالبلورات

يضع بعض المراهقين والشباب بلورات أو أحجاراً كريمة في سلسلة على أعناقهم وفقاً للاعتقاد بأن البلورات لها خصائص علاجية، وكان هذا العلاج شائعاً بين الشعوب الأصلية في أميركا بشكل خاص قبل ظهور العلم، وعادت شعبيته إلى الظهور في سبعينيات القرن العشرين. لا يوجد دليل علمي على أن العلاج بالبلورات له أي تأثير في الصحة.

6. العلاج بالطاقة

له عدة أسماء مثل الطب الطاقي والشفاء بالطاقة والطب الاهتزازي و"البرانيك هيلينغ" (Pranic Healing)، وهو أحد فروع الطب البديل الذي يعتقد مؤيدوه أن هناك خبراء يمكنهم توجيه "طاقة الشفاء" إلى المريض وتحسين حالته المرضية. يمكن أن تكون طريقة الشفاء المفترضة هذه مباشرة مع لمس أو غيبية، حيث يكون المريض والخبير المعالج في موقعين مختلفين. لا توجد أدلة علمية تدعم هذه الممارسات وتظهر لها فاعلية تفوق الأدوية العلمية الموصوفة.

7. قراءة الكف والفنجان

تكثر هذه العلوم المزيفة في جلسات الصباح بين الجيران والأصحاب، حيث يكون هناك "خبير" أو "خبيرة" قادر على قراءة الكف أو الأشكال التي تخلفها بقايا فنجان القهوة. وفي بعض الحالات يتلقى قارئ الطالع هذا مبلغاً جيداً من المال لقاء أتعابه. تعتمد التنبؤات في هذه الطريقة على شكل وخطوط وتضاريس اليدين أو الأشكال التي ترسمها رسابة القهوة، ويزعم هذا العلم المفترض وجود قدرات ومواهب لدى قارئ الطالع تمكّنه من معرفة المستقبل ومعرفة فيما إذا كان الشخص سيتزوج أم لا مثلاً، ويتنبأ بأحداث اليوم القادمة السعيدة أو الحزينة وما يجب القيام به لتفاديها. بالطبع ليس هناك دليل علمي يثبت صحة هذه الطرق على الرغم من انتشارها بشكلٍ كبير في الأوساط العربية، ويمكن أن يحتال مَن يقوم بهذه الخدعة على الناس بمبالغ طائلة.

مثلاً هنا فيديو توجد عليه نحو مليوني مشاهدة عن "أسرار قراءة الفنجان"، وهناك نحو 2500 تعليق على الفيديو، ما يدل على الوصول الكبير لهذا النوع من العلم المزيف عربياً.

اقرأ أيضاً: إليك 7 من أخطر المواد الكيميائية وأكثرها سمية في العالم

أسباب انتشار العلوم المزيفة 

أبرز أسباب انتشار العلوم المزيفة تتلخص بما يلي:

  • اليأس والحاجة للأمل قد يدفعان الكثير من الناس إلى التصديق بالعلوم المزيفة والعلاجات غير المعترف بها رسمياً، نتيجة عدم وجود علاج طبي معتمد فعّال لحالتهم أو لرغبتهم في الحصول على معلومات حول مستقبلهم. 
  • توفير منصات التواصل الاجتماعي منصات مفتوحة غير خاضعة للتقييم من قبل مختصين، واعتبار المشاهدين المحتوى العلمي (المزعوم) المنشور على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك موثوقاً ويمكن الاعتماد عليه.
  • انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية يُعدّ من بين أعلى المعدلات في العالم، ما يسمح بانتشار العلوم المزيفة عربياً بشكلٍ أكبر نتيجة كثرة المحتوى العلمي المزيف الذي يُعرض في هذه المنصات. 
  • بساطة عرض المحتوى العلمي المزيف وقربه من المشاهدين، إذ يوفّر المؤثرون عبارات بسيطة وغير اختصاصية ليوصلوا العلوم المزيفة للناس، بينما يستخدم الكثيرون في الوسط العلمي والأكاديمي مصطلحات اختصاصية تخلق فجوة بين العموم والعلوم.
  • غزارة المحتوى عن العلوم المزيفة وتوفر فيديوهات ومنشورات وصور يومية عنه، بينما العلم الحقيقي القائم على البراهين والمنهجية العلمية يستغرق وقتاً طولاً ويخضع لعدة مراحل من التدقيق والتنقيح قبل أن سمح الهيئات العلمية المعتمدة بنشره.
  • سهولة تعلم العلوم المزيفة، إذ لا تحتاج إلى الكثير من البيانات والمهارات لتبني العلوم المزيفة والحصول على لقب خبير بها، يكفي أن تحضر بضع دورات أو فيديوهات أو تقرأ كتابين لتحصل على شهادة أو مقابلة بصفة خبير على إحدى منصات التواصل الاجتماعي بهذه المجالات.

اقرأ أيضاً: كيف ينجح الممثلون في البكاء واستثارة المشاعر عند الحاجة؟

كيف يمكنك كشف العلوم المزيفة إن صادفتها؟

يمكنك الكشف عن العلوم المزيفة باستخدام الفلاتر الفكرية التالية:

  • ما هو مصدر المعلومات؟ 

هل الشخص الذي يروّج لهذا العلم خاضع للتقييم من قِبل جهة رسمية معتمدة أم أنه يقوم بترويج دعائي لهذا النمط من العلوم لكسب مادي من ورائه؟

  • هل هذا العلم يستخدم لغة عاطفية؟ 

أي لا يعتمد على البيانات القابلة للقياس، ويُثير المشاعر بتصريحات مثل: "لن يشعر بأهمية هذه العلوم سوى الذين يعانون هذه الحالة، وأنها ستغيّر حياتك للأفضل وعليك أن تثق بها" دون وجود دليل ملموس قابل للقياس.

  • هل هناك شهادات رسمية تدعم هذا المحتوى؟

ويمكن أيضاً البحث عن مرجعية إلكترونية للمحتوى المطروح، مثل الدوريات المحكمة التي تُظهر أن هذا البحث خضع للتدقيق من قِبل مختصين أم لا.

  • هل هناك ادعاءات بالحصرية؟

أي يدّعي صاحب المحتوى أن علمه حصري وسري لا يُتاح إلّا لبعض الأشخاص أصحاب الامتياز والفكر النيِّر، وفقاً للمروجين لمحتوى العلم الزائف.

  • هل هناك نوع من المؤامرة وراء هذا العلم؟ 

يظهر ذلك من خلال تصريحات مثل لا يريد الأطباء أن تعرف هذا أو أن الحكومة كانت تخفي هذا الموضوع لسنوات.

  • هل هناك فائدة مالية أو ترويج في هذا العلم؟

حيث يطلب بعض رواد العلوم المزيفة التمويل لدعم "الأبحاث" في هذا المجال أو شراء منتج معين للحصول على كسب مادي.

المحتوى محمي