عند شرائك معجون أسنان ستجد نفسك غارقاً في ادعاءات مختلفة حول ما يستطيع كل نوع من المعاجين القيام به، فأحدها مخصصٌ للأسنان الحساسة بينما الآخر لمحاربة التسوس والتهاب اللثة وتراكم الجير والأخير يبيض الأسنان. ولأن الأمر قد يصل إلى مرحلة الإرباك، يُقدّم طبيب الأسنان نيثان جانوفيتش من عيادة كليفلاند السنية، مجموعة من النصائح التي توضّح كيفية اختيار معجون أسنان مناسب لك.
هل تؤمّن معاجين الأسنان جميعها حماية ضد التسوس؟
لا نستطيع القول إن معجون الأسنان يؤمّن حماية فعّالة ضد العوامل الممرضة الموجودة في الفم التي تُسبب التسوس إلّا عندما يحتوي على 1000 جزء في المليون من الفلورايد، مع ختم موافقة جمعية طب أسنان عالمية، أمّا ما عدا ذلك فيما يتعلق بمعجون الأسنان، من طريقة استخدامه إلى مكوناته، فهو مسألة تفضيل شخصي.
اقرأ أيضاً: لماذا تقاس عدسات الكاميرا بالمليمتر؟ وكيف تختار العدسة المناسبة لك؟
هل يعمل معجون الأسنان المبيض حقاً؟
يقول الطبيب جانوفيتش: "عادةً يكون معجون الأسنان المبيض ذا فاعلية في تبييض الأسنان، إلّا أن النتائج تتطلب الانتظار عدة أشهر لملاحظة الفرق، فمعظم الأنواع لا تحتوي على مكونات تبييض كافية للحصول على نتائج ملحوظة على المدى القصير". وأضاف الطبيب جانوفيتش، أن الاستخدام الطويل الأمد لمعاجين الأسنان المُبيضة قد يسبب زيادة حساسية الأسنان على المدى الطويل، ما يعتبر مشكلة لأصحاب الأسنان الحساسة.
ماذا عن أصحاب الأسنان الحساسة؟
إذا كانت لديك أسنان حساسة فلديك خياران؛ إمّا أن تستخدم معاجين خاصة بالأسنان الحساسة وتكون متوفرة في الصيدليات والمتاجر دون وصفة طبية وبأسعار معقولة، وإمّا أن تستخدم البديل وهو معاجين أسنان قوية خاصة بالأسنان الحساسة لا تُعطى إلّا بموجب وصفة طبية من طبيب الأسنان.
ويُضيف جانوفيتش بهذا الخصوص: "لا شك أن معاجين الأسنان الحساسة التي تُصرف دون وصفة طبية تعمل بشكلٍ جيد للغاية، وأوصي باستخدامها كنقطة انطلاق، ومع ذلك إذا لم تحصل على النتائج التي ترغب فيها، عندئذ اسأل طبيب أسنانك عن إمكانية التحويل إلى استخدام معجون أسنان قوي بوصفة طبية".
هل من الصحيح عدم ضرورة شطف الفم بالماء بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان بالفرشاة؟
أعداد الذين يتبعون عادة شطف الفم بشكلٍ جيد بعد الانتهاء من غسيل الأسنان أكبر من الذين لا يشطفون فمهم، ولكن أي العادتين أكثر صحة للفم؟
بالنسبة لأي معجون أسنان بما في ذلك معجون الأسنان المخصص للحساسية، تجني فوائده من خلال عدم الشطف لأن ذلك يسمح للأسنان واللثة بامتصاص المكونات بالكامل. ومع ذلك، يرغب العديد في شطف الفم وخاصة مَن يستخدمون معاجين الأسنان الحساسة، إذ لا يكون مذاق معجون الأسنان الحساس جيداً مثل معاجين الأسنان العادية.
ينبه جانوفيتش حول هذه النقطة قائلاً: "يقلل شطف الفم من فوائد أي معجون أسنان لأن الشطف يعني إزالة الفلورايد الذي يساعد على إعادة تمعدن الأسنان وتقليل الحساسية". لهذا، فإن القاعدة الأفضل بهذا الخصوص هي عدم الشطف وتجنب الأكل أو الشرب حتى 30 دقيقة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة.
اقرأ أيضاً: لماذا يضاف الكلور إلى مياه الشرب؟ وكيف يضاف بشكل آمن؟
حقيقة أمْ ادعاء: هل معجون الأسنان المفلور يعيد المينا إلى الأسنان؟
تزعم عدة علامات التجارية أن معجون الأسنان يمكنه إعادة بناء مينا السن، والحقيقة هي أن هذا ممكن إلّا أنه يعتمد على حال الأسنان بالوقت نفسه. فمعجون الأسنان المفلور يساعد على بناء وترميم المينا التي لم تتحلل بعد، وبمجرد تراجع المينا واضمحلالها لن يكون معجون الأسنان المفلور عندئذ ما يحقق ذلك.
هل يستحق معجون أسنان الصبار "الألوفيرا" أو معجون مسحوق الفحم التجربة؟
قد تتساءل عما تقدمه إضافة مواد طبيعية كالصبار أو خلاصة الزعتر إلى معجون الأسنان من فوائد صحية للأسنان واللثة، والإجابة هي أن هناك قليلاً من الأدلة التي تشير إلى أن معجون الأسنان الذي يحتوي على الصبار يساعد على محاربة الجير والتهاب اللثة والتسوس بشكلٍ أفضل من معجون الأسنان التقليدي، أضف إلى ذلك أن معاجين الأسنان هذه تحتوي على نسبة أقل من الفلورايد، وهو كما ذكرنا عنصر أساسي لحماية الأسنان واللثة.
أمّا بالنسبة لمعجون أسنان الفحم الذي يعتبر التحديث الأجدد الذي وصل إلى رفوف منتجات العناية بالأسنان، فالحقيقة هي أن الفحم مادة كاشطة أي أنها تؤذي السطح الخارجي للسن، وليس هناك أي دليل يؤكد وجود أي فائدة مرجوة من استخدامه. ما يقوم به الفحم فعلاً هو إتلاف طبقة مينا الأسنان ما يؤدي إلى زيادة الحساسية على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: الفرشاة ليست الطريقة الوحيدة لتنظيف الأسنان
من المهم أن نعزز بحثنا في مواضيع تمس صحتنا وخاصة صحة الفم، وأن نعي أن انتقاء النوع الأنسب لنا من معاجين الأسنان جزء أساسي للحفاظ على صحة الأسنان واللثة، إلى جانب استخدام الخيط وغسيل الأسنان بالفرشاة بطريقة صحيحة. وتذكر دائماً ضرورة أن يحتوي معجون الأسنان الذي تنتقيه على الفلورايد، حتى تتمكن من إزالة البلاك بشكلٍ فعّال.