يعمل اختبار الحمل المنزلي من خلال تحسس وجود هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في البول، حيث ترتفع تراكيز هذا الهرمون بعد وقت قصير من انغراس البيضة الملقحة في بطانة الرحم، إذ تفرز المشيمة هذا الهرمون ليدخل بعد ذلك إلى مجرى الدم والبول.
تبدأ تراكيز هذا الهرمون بالارتفاع بدءاً من مراحل الحمل المبكرة ومن ثم تزداد بشكل مطرد وتتضاعف كل 2 إلى 3 أيام، وهذا ما يُفسّر أنه كلما لجأت السيدة لإجراء اختبار الحمل في وقت مبكر، كان من الصعب رصد وتحسس مستويات هذا الهرمون. علماً أن اختبار الحمل المنزلي قادر على تحسس هرمونات الحمل قبل 5 أيام من موعد الدورة الشهرية المتوقع.
ما مدى دقة اختبار الحمل المنزلي؟
تصل دقة اختبار الحمل المنزلي إلى 99% إن أجري في يوم الدورة الشهرية الفائتة، فإذا كان يوم دورتك الشهرية يوافق الأربعاء فسيكون الخميس هو يوم الدورة الفائتة.
اقرأ أيضاً: هل من الآمن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل؟ ومتى يجب الامتناع عنها؟
تميل الاختبارات عادةً إلى أن تكون أكثر دقة بعد فوات موعد الدورة الشهرية المتوقع، وتوجد مجموعة من المتغيرات التي تؤثر على دقة نتائج اختبار الحمل المنزلي وهي:
- موعد إجراء الاختبار: يُفضل دائماً إجراؤه في الأيام التي تلي يوم الدورة المتوقع كما ذكرنا.
- أخذ موعد الإباضة بعين الاعتبار: قد يتفاوت موعد الإباضة بين الإناث ما يؤثر على صحة توقيت إجراء الاختبار.
- مقدار دقة اتباع التوجيهات.
- الوقت من اليوم الذي يتم إجراء الاختبار فيه.
- فعالية الاختبار: يُفضل دائماً التأكد من صلاحية الاختبار المنزلي.
- تناول أدوية معينة مثل الأدوية التي تعزز الخصوبة عند الأنثى.
أنواع اختبار الحمل المنزلي
يوجد نوعان من اختبار الحمل المنزلي: نوعي وكمي. تحدد الاختبارات النوعية فيما إذا كانت هرمونات الحمل موجودة في البول أم لا، ويُعطي نتيجة نعم أو لا حول ما إذا كانت الأنثى حاملاً، فالإيجاب يعني تحسس وجود ما يكفي من هرمون الحمل ،أما النتيجة السلبية فهي لا تعني وجود هرمونات كافية للتوجه إلى وجود حمل.
بينما تقيس اختبارات الحمل كمية هرمون الحمل، وعادةً ما يتم القيام بذلك لمعرفة مدى تقدم الحمل، إذ يُطلب هذا الاختبار كل بضعة أيام لمعرفة فيما إذا كان مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية يرتفع كما هو متوقع أم لا، الأمر الذي يكون مهماً عند وجود مشكلة في الحمل أو عند وجود تاريخ من الإجهاض المبكر أو في حال الشك في حدوث حمل خارج الرحم.
اقرأ أيضاً: ما أهمية حصول الحامل على كمية كافية من فيتامين ب خلال الشهور الأولى من الحمل؟
متى تحدث السلبية الكاذبة والإيجابية الكاذبة؟
تصل دقة اختبار الحمل المنزلي إلى 99% كما ذكرنا وتتعلق بمجموعة من المتغيرات، وهذا يعني وجود فرصة للخطأ حتّى لو كانت ضئيلة ولا تتجاوز 1% إلا أنها موجودة، وهو رقم مهم عندما نتحدث عن موضوع حساس كالتأكد من حدوث الحمل أو توقعه.
أشيع سبب لحدوث السلبية هو عدم وجود حمل وتأخر الدورة الشهرية لسبب آخر، وقد تحدث السلبية الكاذبة نتيجة انخفاض مستوى هرمونات الحمل، إذ تكون غير قابلة للرصد بوجود حمل وغالباً ما يحدث هذا عند القيام بالاختبار في وقت مبكر، وببساطة قد تكون السلبية الكاذبة ناجمة عن خلل في الاختبار نفسه حين لا يعمل بشكل صحيح.
على الرغم من ندرة حدوث الإيجابية الكاذبة، وهي غياب وجود حمل سريري مع العلم أن الاختبار المنزلي يشير إلى وجود حمل، فإنه يحدث في الحالات التي يتم فيها فقدان محصول الحمل بعد فترة وجيزة من حدوث الانغراس. كما تظهر الإيجابية الكاذبة في حال أُجري الاختبار بعد تناول أدوية الخصوبة بفترة قصيرة، حيث تحتوي هذه الأدوية على هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية. كما تكون نتائج اختبار الحمل المنزلي مضللة في الحمل خارج الرحم أو عند انقطاع الطمث أو عند حدوث مشكلات المبيضين.
اقرأ أيضاً: الحمل خارج الرحم: ما أعراضه وطرق الكشف عنه؟
ما أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل المنزلي؟
أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل المنزلي هو اليوم الذي يلي اليوم المتوقع لدورتك الشهرية، ومن المفضّل إجراؤه في الصباح مع أول عملية تبول في اليوم، إذ يكون البول مُركزاً وتقل بذلك فرص حدوث السلبية الكاذبة، إذ تتفاوت كثافة البول خلال النهار وتتمدد ويصبح أقل كثافة ما يؤثر على دقة النتائج.
أما في حال كانت الدورة الشهرية غير منتظمة لدى الأنثى، فيُفضل التأخر بإجراء الاختبار قدر الإمكان. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الدورة تتراوح من 30 إلى 36 يوماً، فمن المفضل إجراء الاختبار في اليوم 37 أو ما بعده.
اقرأ أيضاً: كيف يتم حساب فترة الحمل بالأسابيع والشهور؟ وكيف يتم تحديد موعد الولادة؟
كما يجب وضع اختلاف وقت الإباضة من شهر لآخر ومن أنثى لأخرى بالحسبان، ويمكن بناءً على ذلك للبيضة الملقحة أن تنغرس في الرحم في أوقات مختلفة، وهذا يعني إنتاج هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية في أوقات مختلفة وبالتالي تختلف أوقات اكتشافه، ومتى يمكن اكتشافه.