ما هو لبن العصفور وممَّ يتكون وما فوائده؟

ما هو لبن العصفور وممَّ يتكون وما فوائده؟
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُضرب المثل بلبن العصفور على أنه أمر تستحيل تلبيته، لكن في الواقع لبن العصفور موجود بالفعل، إذ يمكن لبعض أنواع الطيور إفراز نوعٍ من اللبن لتغذية فراخها بشكلٍ مختلف قليلاً عن الثدييات. فما هو لبن العصفور؟ وما الطيور التي تنتجه؟

اقرأ أيضاً: هل تمتلك الطيور حاسة الشم؟ الدراسات تجيب المشككين

ما هو لبن العصفور؟

يُدعى علمياً باسم “حليب الحوصلة” أو “حليب الحمام”، وهو سائل حليبي ينظم إفرازه هرمون البرولاكتين، تغذّي به الطيور مثل الحمام فراخها من منقارها لتأخذه صغارها مباشرة منها، وأهم ما يميزه:

1. لبن العصفور يُفرز من الحوصلة

والحوصلة هي جزء كيسي موجود في نهاية المريء السفلية لدى بعض الطيور التي تستخدمه لتخزين الطعام قبل الهضم، ويُعتقد أن دوره مهم لتناول الطعام بسرعة والطيران قبل أن تهاجم المفترسات الطيور. يُفرز لبن العصفور عن طريق توسّف (تقشّر) الخلايا التي تبطن الحوصلة والمحتوية على كمية كبيرة من السوائل والمكونات المغذية المكوِّنة للبن العصفور.

الحوصلة
الحوصلة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ anitapol

2. مكونات لبن العصفور

يتراوح لون لبن العصفور من الأبيض إلى الأصفر أو الرمادي أو البيج نتيجة احتوائه على مجموعة متنوعة من المواد، ومن أهمها ما يلي:

وعلى عكس حليب الثدييات لا يحتوي لبن العصفور على تراكيز عالية من مصل اللبن والكربوهيدرات.

3. قوام لبن العصفور

لا يكون قوام لبن العصفور سائلاً انسيابياً مثل حليب الثدييات، بل يظهر كمادة لزجة ومفتتة تشبه في القوام والملمس خثارة الجبن القريش الخشنة.

4. توقيت إفراز لبن العصفور

يُفرز لبن العصفور قبل يومين من فقس البيوض، حيث يبدأ الوالدان في صنع المادة اللبنية التي سيطعمانها لصغارهما خلال الأيام العشرة الأولى من حياتهم، وعند انتهاء هذه الفترة، تنخفض مستويات إفراز لبن العصفور إذ تكون الفراخ الصغيرة أكثر قدرة على هضم البذور والحشرات والأطعمة الأخرى التي يطعمونهما إياها.

5. الطيور التي تفرزه

لا تفرز كل الطيور لبن العصفور، لكن هناك ثلاثة أنواع منتشرة من المعروف بأنها تفرزه وهي:

  • الحمام.
  • النحام (الفلامينغو).
  • البطريق الإمبراطوري.

اقرأ أيضاً: لماذا تستطيع بعض الكائنات شرب المياه المالحة ولا نستطيع نحن البشر؟

الوظائف الحيوية للبن العصفور

يفيد لبن العصفور الفراخ في أداء الوظائف الحيوية التالية:

  • نمو الجهاز العصبي والدماغ: فدهون لبن العصفور ضرورية لتكوين الجملة العصبية المُركّبة بأساسها من الدهون. 
  • نمو عظام الفرخ: يحتوي لبن العصفور على الكالسيوم والفوسفور اللذين يساعدان على نمو العظام.
  • تكوين جهاز المناعة: لبن العصفور ضروري لحماية الفراخ من الأمراض والالتهابات، إذ يحتوي على إنزيم الليزوزيم الذي يُحلّل الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، ويحفّز إنتاج خلايا الدم البيضاء لدى الفراخ، ويحتوي على بروتين يسمى بروتين الحليب المناعي أو (IgY).
  • تطوير الجهاز الهضمي للصيصان: يسهم لبن العصفور في تطوير عضو الحوصلة لدى الفراخ، ليصبح جاهزاً لتخزين الطعام وترطيبه. 

حقائق متنوعة عن لبن العصفور

للبن العصفور الخصائص التالية أيضاً:

  • ينتج الحمام الذي يحصل على كمية متنوعة وكبيرة من الطعام لبناً أكثر من الطيور ذات التغذية المحدودة.
  • تمتلك الفراخ التي تتغذى بلبن العصفور الجيد والوفير معدلات بقاء أفضل. 
  • قد تعاني الفراخ المحرومة من لبن العصفور من تأخر النمو وضعف جهاز المناعة والمشكلات الصحية الأخرى، ويمكن أن يؤدي ذلك في النهاية إلى الوفاة.
  • يقوم الذكور والإناث بإفراز لبن العصفور لتغذية الفراخ، عكس الثدييات التي تفرز إناثها الحليب فقط.
  • يحتوي لبن العصفور على بروتين أكثر من حليب البقر، ويمكن مقارنته من الناحية التغذوية بحليب الثدي البشري. 
  • يظهر لبن طيور النحام باللون الأحمر بسبب صبغة الكانتاكزانتين (canthaxanthin) المخزنة في كبد الطائر، وقد يظن الذي يشاهد إفرازه أن الطائر ينزف دماً لكنه بالحقيقة يُفرز لبن الحوصلة الخاص به.

دور لبن العصفور في تربية الطيور

ازدادت الأبحاث المتعلقة بتربية الطيور مؤخراً نظراً لدورها البيئي والغذائي المهم، ووفقاً لبحث منشور في دورية بولتري ساينس (Poultry Science) عام 2023، أجراه الدكتور تشنغ لونغ جين (Cheng-long Jin) وزملاؤه، يُعد لبن العصفور أساسياً لإنتاج حمام صحيح بدنياً وأفضل من حيث المناعة والعضلات والتكاثر من أنواع الحمام التي لم تُطعم لبن العصفور، ويبدو أن هناك إمكانية لنجاح إنتاج حليب محصول الحمام الصناعي في المستقبل القريب لاستخدامه في تغذية الدواجن وأنواع الطيور الأخرى لزيادة إنتاجيتها، لذا من المهم التعمّق بدراسة دور لبن العصفور ومكوناته وتأثيره وكيفية إنتاجه صناعياً؛ لاستخدامه في تطبيقات تربية الطيور وتحسين مستوى الأمن الغذائي لدى الشعوب المعتمدة على تناول منتجات الطيور الغذائية.