كيف نجت التماسيح من الكويكب الذي قضى على الديناصورات؟

3 دقائق
نجاة التماسيح
حقوق الصورة: آريباي لينغفيت/ شترستوك.

كيف نجت التماسيح من الكويكب الذي قضى على الديناصورات؟ سؤال يطرحه طفل، لكن طرحه الكثير من العلماء من قبل وإليكم الإجابة.

هناك سببان رئيسيان لنجاة التماسيح من هذه الكارثة. أولاً، تستطيع التماسيح أن تعيش لفترة طويلة جداً دون تناول الطعام. ثانياً، كانت التماسيح تعيش في المناطق الأقل تأثّراً باصطدام الكويكب بالأرض.

نجاة التماسيح من الكويكب
تمساح مياه مالحة مصاب بالندوب نتيجة لمعركة يستريح بالقرب من نهر دينتري في شمال كوينزلاند. حقو الصورة: مايكل لي.

عندما ضرب الكويكب الأرض

قبل نحو 66 مليون سنة، كانت الديناصورات تحكم الأرض. ولكن بعد ذلك، ضرب كويكب عملاق (يزيد قطره عن 9 كيلومترات) منطقة بحرية ضحلة قرب نيو مكسيكو.

كان الانفجار الناتج عن التصادم هائلاً، وتسبب بهزّات أرضية وأمواجٍ مديّة وحرائق وحتى أمطاراً سامة حول العالم. وأيضاً، ضرب الكويكب أسوأ منطقة ممكنة، حيث كانت الحجارة سهلة التفجّر. تسبب ذلك بإطلاق كميات هائلة من الغبار في السماء، ما حجب ضوء الشمس لشهور عديدة، وسبّب مررو الأرض بشتاء طويل ومظلم وبارد للغاية.

دون ضوء الشمس، ماتت النباتات الخضراء، وتبعتها الحيوانات التي تتغذّى على هذه النباتات، وكذلك الحيوانات اللاحمة التي كانت تتغذّى على الحيوانات النباتية.

يعتقد العلماء أن ثلاثة أرباع أنواع الحيوانات التي كانت على الأرض قد انقرضت بعد هذا الحدث، ومن ضمنها معظم الديناصورات. لكن تمكّنت بعض الديناصورات من البقاء لعدة أسباب.

بقيت واحدة من المجموعات الأساسية من الديناصورات على قيد الحياة، وذلك بسبب قدرتها على الطيران وإيجاد الطعام في أماكن بعيدة. حمى الريش هذه الحيوانات من البرد، وتمكّنت من تناول البذور المدفونة التي وجدتها قرب النباتات الميتة باستخدام مناقيرها.

ما يثير الدهشة هو أن أنواع الديناصورات التي نجت لا تزال موجودة حتى الآن، ونحن ندعوها الطيور!

اقرأ أيضاً: كيف يبدو طعم الديناصورات؟

نجاة التماسيح تعود لامتلاكها بعض أساليب البقاء الفعالة

التماسيح هي مجموعة أخرى تشتهر بأنها تمكّنت من النجاة من الكويكب. وضوحاً، لا تستطيع التماسيح أن تطير، وهي لا تمتلك الريش، ولا تتناول البذور. ولكن كان بحوزتها أسرار أخرى للنجاح.

أولاً، تستهلك أجسام التماسيح كمية قليلة جداً من الطاقة. تستلقي التماسيح لفترات طويلة، وتتنفس ببطء، كما أن لها معدّل ضربات قلب منخفض. هذا هو السبب الذي يجعلها قادرة على حبس أنفاسها تحت الماء لأكثر من ساعة.

يعني هذا أيضاً أن التماسيح تستطيع أن تعيش دون تناول الطعام لأشهر، وأحياناً لأكثر من عام. هذه الأمور كانت مفيدة للغاية بالنسبة للتماسيح عندما كان إيجاد الطعام (مثل الحيوانات الأخرى) صعباً بعد اصطدام الكويكب.

بالمقابل، كانت الديناصورات نشطة أكثر بشكل عام، ما يعني أنها كانت تحتاج للمزيد من الطاقة، وخصوصاً الأنواع اللاحمة منها مثل «الفيلوسيرابتور». دون الطعام، تناقصت أعداد هذه الديناصورات بسرعة.

نجاة التماسيح من الكويكب
الديناصورات مثل الفيلوسيرابتور عانت للبقاء على قيد الحياة دون وجود ما يكفي من الطعام بعد اصطدام الكويكب بالأرض، وهذا إذا نجت من الاصطدام في المقام الأول. حقوق الصورة: شترستوك

كانت التماسيح أيضاً تعيش في أماكن لم يُحدث موت النباتات الخضراء فيها تغيرّاً كبيراً. فكّر في الغابات أو المروج (حيث كانت تعيش العديد من الديناصورات): إذا ماتت النباتات، ستموت كل الحيوانات التي تعتمد عليها، ويشمل هذا الحيوانات اللاحمة التي لن تتمكن من إيجاد الطعام.

لكن التماسيح التي نجت كانت تعيش في الغالب في أماكن مثل الأنهار والبحيرات والسواحل. لا تحتاج الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق إلى النباتات كثيراً. تُجرف النباتات الميتة والبقايا الحيوانية إلى هذه المناطق من الأراضي المجاورة، وهي تؤكل عن طريق حيوانات صغيرة تأكلها حيوانات كبيرة بدورها، مثل التماسيح.

إذن فعلى عكس الديناصورات التي كانت تعيش على البر، لم تعانِ التماسيح التي كانت تعيش في الأنهار من الجوع بعد موت النباتات.

اقرأ أيضاً: غبارٌ في حفرة: إليك الدليل القاطع على انقراض الديناصورات

الثدييات نجت أيضاً

يفسّر سبب مشابه لماذا نجت أسلاف البشر من اصطدام الكويكب. هذه الحيوانات هي الثدييات الصغيرة التي عاشت قبيل نهاية عصر الديناصورات، والتي تطورت في النهاية إلى أنواع عديدة من الثدييات الموجودة حالياً (ومن ضمنها البشر).

كانت معظم هذه الثدييات صغيرة، كائنات شبيهة بالجرذان تتجول بين بقايا الأوراق الميتة على الأرض، وتتغذّى على الحشرات والديدان. لم تعتمد هذه الكائنات الصغيرة على النباتات الخضراء الحية، بل على الأوراق الميتة ولحاء الأشجار الذي يسقط منها.

إذن، تماماً مثل التماسيح، نجت أسلافنا الصغيرة من الكويكب جزئياً لأنها لم تعتمد بشكل رئيسي على النباتات الخضراء كغذاء. مهارات البقاء هذه هي السبب في وجودنا اليوم!

للبشر تاريخ طويل: 3.8 مليار سنة. يوضّح هذا الفيديو تطور البشر من أشكال الحياة الاولى.

المحتوى محمي