نعلم جميعاً بالجدال الشهير: هل الطماطم من الفاكهة؟ الجواب الصحيح هو: نعم، لكن لا يمكن أن نضعها في سلطة الفواكه. الآن نريد أن نعرّفك على سؤال جديد متعلق بعلم النبات لم تكن تعرف بوجوده: هل الذرة من الحبوب أم الفاكهة أم الخضروات؟
الجواب اختصاصي أكثر مما قد تعتقد. ولفهمه تماماً، يجب عليك أن تعرف بعض الأساسيات حول الذرة. فهيّا بنا.
لكل ساق من نبات الذرة عدة أكواز تنمو عليه، وهي الأعضاء الأنثوية للنبات، وتحتوي على شُرّابة واحدة لكل منها في قممها. هذه الشرابات هي الأعضاء الذكورية، وهي تنتج غبار الطلع (السائل المنوي في عالم النبات).
قبل أن تأخذ الأكواز ذاك الشكل المعروف، تكون صلبة ذات شكل اسطواني مغطاة بمئات البويضات غير الملقحة. وينمو من كل واحدة من هذه البويضات خيط حريري يمتد للأعلى خارجاً من القشرة الخارجية للكوز، حيث يتدلى بانتظار التقاط غبار الطلع بواسطة شعيراته اللَّصقة.
إذا التقط الخيط غبار الطلع، ينمو ليشكل الأنبوب الطلعي، مما يسمح للجينات الذكرية بأن تنتقل باتجاه البويضة لتلقيحها. تنمو البويضات الملقحة بعد ذلك لتشكل البذور. ويتطلب تشكيل كوز واحد إلى حدوث ما سبق 400-600 مرة.
هل ما زلت تتابع حديثنا جيداً؟ حسناً، لنقل الآن لك لما يهم كل هذا الكلام.
كيف نميّز الفاكهة والخضروات؟
وفقاً لـ «مارفن بريتس»، باحث في البستنة وأستاذ في جامعة كورنيل، فإننا نميّز بين الفواكه والخضار اعتماداً على الأجزاء التي نأكلها من النبات. إذا كنا نأكل الأجزاء التي تأتي من المبايض أو الأنسجة التكاثرية الأخرة، ندعو النبات فاكهة، وندعو كل ما يخالف ذلك خضاراً. يقول بريتس: «حبوب الذرة مصدرها زهور/ مبايض نبتة الذرة، لذلك فهي تقنياً من الفاكهة».
على وجه التحديد، الذرة هي من البُرَهْ، وهي نوع من الفاكهة يكون لبّه (مثل الجزء الذي نأكله من الدراق) وغلاف بذراه مندمجين بإحكام. هذا يعني أن الجزء اللبي من الذرة يكون أصغر، مما يجعلها قابلة للتجفيف بشكلٍ جيد. قد تعرف البره عن طريق اسمها الرائج: الحبوب.
لذلك، فالحبوب هي نوع من الفواكه، ومنه، فالذرة هي من الحبوب والفواكه في الوقت نفسه، مثل القمح، والذرة البيضاء والشوفان.
هذا يعيدنا إلى الجزء الأخير من السؤال الأساسي: هل الذرة من الخضار؟ من وجهة نظر علم النبات، الجواب هو لا. ولكن في اللغة الرائجة، «الخضار» هو مصطلح اعتباطي بشكل أساسي.
فكر بالأشياء التي تخطر على بالك عندما تتخيل الخضار. بعضها ينطبق عليه الكلام السابق، مثل الخس والجزر والبطاطا. لكن معظمها لا ينطبق عليه. نحن لدينا صورة عامة عن الخضار تتضمن كل المنتجات غير الحلوة أو الغنية بالعصير. وبالنسبة لمعظمنا، الفواكه هي أشياء يمكننا تناولها مباشرة. يمكنك أن تقطف دراقة أو تفاحة وتلتهمها. ولكنك لن تأكل حبة طماطم مباشرةً (على الرغم من عدم وجود سبب يمنعك عن ذلك بصراحة) وبشكل مشابه، يجب على الأقل طبخ الذرة قبل تناولها، وإضافة القليل من الملح والزبدة أحياناً.
مع الأسف فهذه ليست قاعدة يمكن تطبيقها إذا كنت تبتغي الدقة. وعلى الأرجح أنك ستشوي اليقطين أو البازلاء البيضاء قبل تناولها، وكلاهما من الفاكهة. وبشكل معاكس، نحن نأكل الفلفل نيئاً عادةً كونه من الفاكهة. مع ذلك، العديد من الأشخاص يعتبرون الفلفل من الخضار.
هناك محاججة رصينة (وحتى فلسفية عميقة) تُطرح وتفيد بأن نتّبع التعريف الذي يستخدمه معظم الأشخاص. إذا اعتقد الناس أن القرع هو من الخضار، فقد يكون فعلاً من الخضار. ونفس الأمر ينطبق على الذرة. في هذا السياق، يعترف بريتس أننا نتناول الذرة فعلاً كما نتناول الخضار الأخرى، ولكنه يبين أن هذا لا يجعل الذرة تقنياً من الخضار. سنترك الأمر لك لتقرر أي التعاريف يجب اتباعه. إذ أن هناك محاججات رصينة تدعم كل واحد منها.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً