انغمس في عجائب محيطات الأرض الواسعة كما يظهرها المصورون بتفصيل كبير.
فاز المصور السويدي أليكس دوسون بالمرتبة الأولى في مسابقة أفضل مصور فوتوغرافي تحت مائي لعام 2024 لقاء صورة مثيرة للعجب بعنوان "عظام الحوت". قدّم المصورون من مختلف أنحاء العالم 6,500 صورة فوتوغرافية لمناطق تحت مائية، ولكن صورة دوسون الآسرة هي التي فضّلتها لجنة التحكيم.
قال رئيس لجنة التحكيم، أليكس مستارد: "صُورت صورة عظام الحوت في أصعب الظروف؛ إذ غطس غواص حبس الأنفاس تحت صفيحة غرينلاند الجليدية لينظر على جيف الحيتان. تحفزنا تركيبة هذه الصورة على التفكير في تأثير البشر في الكائنات العظيمة التي تعيش في الأرض".
اقرأ أيضاً: شاهد بعضاً من أجمل الصور المذهلة عام 2023
تشمل الصور البارزة الأخرى من مسابقة عام 2024 صورة لسمكة قرش تستعرض ابتسامتها المسننة وأخرى لسمكة أسد مذهلة تسبح وصورة لحوت يفتح فمه على مصراعيه لتناول وجبة خفيفة من أسماك السردين.
يجلب الصيادون المحليون في شرق غرينلاند ما اصطادوه ويتقاسمونه فيما بينهم. يصيد صيادو بلدة تازيلاك عادة أقل من 12 حوتاً من حيتان المنك من أصل مجموعة مستقرة يزيد عددها على 100 ألف حوت في شمال المحيط الأطلسي. وتُسحب الحيتان إلى الشاطئ في أثناء المد العالي ويتجمع العديد من العائلات لتقطيع الجلود والشحم واللحم في أثناء الجزر المنخفض.
يُستهلك كل حوت بأكمله تقريباً، ولكن مياه المد تسحب الهياكل العظمية إلى البحر مجدداً ويمكن العثور على البقايا في المياه الضحلة حيث تتغذى اللافقاريات البحرية المختلفة والأسماك على بقايا اللحم.
أعلنت جزر البهاما أن مياهها أصبحت "محمية لأسماك القرش" في عام 2011. وشهدتُ العديد من اللقاءات التي لا تُنسى مع هذه الأسماك قبالة جزيرة غراند بهاما. تنهض العشرات من أسماك القرش الليمونية من الأعماق عند الغسق وتحيط بقارب الغوص.
شرعت في التقاط صور نصفها تحت الماء والنصف الآخر فوقه وأنا جالس على منصة السباحة وجسدي نصف مغمور بالماء.كان البحر هائجاً في ذلك اليوم، وكان الظلام حالكاً تقريباً، وكانت أسماك القرش مفعمة بالحيوية والفضول الشديدين ولم تتردد في ملامسة بيت الكاميرا. استبدلتُ بالمصابيح الوامضة مصباحين أماميين لضمان استمرار الإضاءة في هذه الظروف. واستخدمت وضع التصوير المتتابع مع ضبط الغالق على سرعة مرتفعة لتصوير لقطات ساكنة لأسماك القرش وهي تتحرك بدقة أكبر. تمكّنت مع الكثير من الصبر والحظ من التقاط بعض اللقطات القريبة للغاية وتسليط الضوء على الألوان الرائعة لغروب الشمس. كان هذا لقاءً مباشراً مذهلاً.
اقرأ أيضاً: شاهد أجمل الصور القريبة للطبيعة والحيوانات في عام 2023
تختار أسماك الجيترة المعيونة أصداف حلزونات البوق الفارغة لتعيش فيها، ولكن يبدو أنها يمكن أن تكون مبدعة أيضاً. اختار عدد كبير من هذه الأسماك العيش في القوارير الزجاجية المرمية في قاع نهر فال بين الأسماك المرلينية الوردية الجميلة. بالفعل، التصرف بالموارد بحكمة يجنّب الحاجة.
ركّزت جهودي خلال رحلة عمل ميدانية استمرت عدة أسابيع في جزر بي بي التايلاندية على توثيق سلوك قردة المكاك الآكلة للسلطعون، ولا سيما رحلات البحث عن الطعام التي تجريها في الماء. اكتسبت هذه القردة تكيفات فعالة للغاية للعيش في مناطق قريبة من البحر، وهي تغامر بالسباحة لأسباب مختلفة منها التنقل والبحث عن الطعام وتبريد الجسم واللعب.
قردة المكاك ماهرة في السباحة؛ إذ يمكنها الغوص مدة تصل إلى نصف دقيقة وتستطيع قطع مسافات قصيرة بسرعة أكبر من أغلبية البشر. توفّر هذه الصورة نظرة سريعة نادرة على حركة أحد ذكور هذه القردة وهو يسبح.
التقطت هذه الصورة في جزيرة ليمبيه الإندونيسية. كان أخطبوط جوز الهند هذا جالساً في تجويف صغير في الرمال. وتوجد في الخلفية صدفة يعيش فيها أخطبوط آخر من النوع نفسه. بدأ الأخطبوط بلمس عدسة الكاميرا بعد أن التقطت بعض الصور، ما مكنني من التقاط هذه الصورة مع التركيز على عينه.
ما هو أكثر إثارة للدهشة من رؤية طائر تحت الماء هو أن يحاول هذا الطائر مهاجمة الكاميرا في أثناء صيده للأسماك الصغيرة في غابة عشب البحر. بدت طيور الغاق أكثر نشاطاً وفضولاً من المعتاد في صيف عام 2023 في أحد مواقع الغوص الشهيرة في مدينة مونتيري الأميركية.
خططتُ بمعرفتي لذلك للغطس في ظهيرة يوم مشمس على أمل تصوير طائر الغاق تحت غابة عشب البحر التي تخترقها شمس ما بعد الظهر. اقتربت هذه الطيور بأعداد كبيرة مني ونقرت على رأسي وعلى أسطوانة الأوكسجين وتتبّعتني وحاولت أيضاً أن تأكل الكاميرا.
توقف الطير في الصورة عن الحركة للحظة، ربما بعد رؤية انعكاسه في منفذ قبة الكاميرا، ما سمح لي بالتقاط صورة رأسية له.يعتمد عدد كبير من الأنواع، منها طيور الغاق هذه، على غابات عشب البحر السليمة ليزدهر. لكن لسوء الحظ، انخفض حجم غابات عشب البحر المحلية بنسبة تزيد على 80% في العقد الماضي بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه والافتراس غير المراقب من قنافذ البحر.
اقرأ أيضاً: شاهد 31 صورة من أجمل الصور الفلكية لعام 2023
جزر راجا أمبات الإندونيسية هي وجهة معتادة للعديد من الغواصين، ولسبب وجيه. تتمتع هذه المنطقة بتنوع هائل وتحتوي على أعداد كبيرة من أنواع الحياة البحرية التي تذهلك في أثناء السباحة ومشاهدة معالم الشعاب الطبيعية في محاولة للعثور على إطار باستخدام مصوّبة الكاميرا.
تمثّل هدف زيارتي الأولى إلى هذه الوجهة الساحرة في التقاط صورة تجسد التنوع الهائل لأنواع الحياة والألوان والتركيبات التي تتبادر إلى الذهن عند التفكير في بيئة "راجا أمبات البحرية التقليدية". لفتت انتباهي سمكة الأسد هذه التي تعشش بجانب إحدى زنابق البحر السوداء والمحاطة بمئات الأسماك الزجاجية الصغيرة، وأصبحت هذه الصورة المفضلة لدي في ذلك العام. أتاحت لي عدسة عين السمكة والقبة الصغيرة الاقتراب إلى مسافة سنتيمترات من الهدف وملء الإطار بالمشهد.
انتشرت في صيف عام 2023 مجموعات صغيرة من صغار أسماك البرَّكودة في قمة كل شعبة مرجانية في قرية مرسى شقرة في البحر الأحمر كما يحدث عادة، ولكن اجتمعت هذه الأسماك معاً تدريجياً أول مرة خلال الأعوام الـ 11 التي عشتها هناك مشكّلة كرة طعم عملاقة واحدة في مدخل الخليج، ما لم يترك للغواصين سوى خيار المرور من خلالها في بداية كل رحلة غوص ونهايتها. قضى الغطاسون بالقناع ساعات يومياً وهم يطوفون فوقها مفتونين بحركاتها.
وتمكّنت في صباح أحد الأيام الصافية والهادئة بصورة خاصة من مشاهدة هذه الغواصة الحرة وهي تلعب بينهم وتصويرها، وهي تدفع الأسماك لتغيير تشكيلها بينما تغوص بين كل نفس واحد وآخر. مع مرور فصل الخريف، نمت الصغار وجذبت كرة الطعم هذه الأسماك الصيادة مثل أسماك النهاش والشيم والبركودة الأكبر حجماً التي تغذّت عليها مدة عدة أشهر وخفتها عن الوجود بحلول الشتاء.
هذه صورة لاثنتين من إناث أسماك البوت الكبير من جنس الزواركياس تتقاتلان. لا يتقاتل الذكور فقط بعضهم مع بعض خلال موسم التكاثر بهدف الحصول على عش مناسب للتكاثر، بل تتقاتل الإناث أيضاً، كما يتقاتل الذكور والإناث بعضهم مع بعض لسبب غير معروف.
لا يمكن العثور على هذه الأسماك عادة إلا في أماكن محدودة للغاية في جنوب اليابان. فكرت طويلاً وملياً قبل التصوير في كيفية إبراز أهم خاصيتين في اللقطة: النمط المرقّط الفريد داخل أفواه هذه الأسماك وأفواهها التي تفتح بزاوية تصل إلى 180 درجة. اخترت أن أصور القتال في أكثر لحظاته شدّة باستخدام المصباح الوامض المزود بمخروط لتكوين خلفية سوداء. يشرفني أن أشارك هذه اللحظة الساحرة.
كان لي شرف الدعوة للمنافسة في مسابقة العقبة الأولى للتصوير تحت الماء في الأردن مع مجموعة رائعة من المصورين الفوتوغرافيين، وكان من أبرز معالمها هذا "المتحف العسكري تحت المائي". في هذه الصورة منظر غير عادي لآلات حربية غارقة على عمق 15-28 متراً ومستقرة على طول الشعاب المرجانية في تشكيلات قتالية تكتيكية.
رغبت في إبراز تناظر دباباتَي تشيفتن والحضور الجلي للمدفعين من عيار 120 ملليمتراً فيهما، لكن الموقع الذي تمكنت من التقاط هذه الصورة بعدسة عين السمكة فيه كان مشغولاً بمركبة إسعاف عسكرية. لذلك، جربت التقاط صورة بانورامية من 6 لقطات من نقطة بين المدفعين، ما أتاح لي إعادة إنشاء الموقع الافتراضي في الخلف وإبراز تناظر أنيق للدبابتين، مدعوماً بالنقطة البؤرية المركزية لرفيقي الغواص في الخلف.