الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام ليست صديقة للبيئة كما قد تعتقد

3 دقائق

تشكّل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل أكياس البقالة البلاستيكية، المكوّن الأساسي في النفايات. وبالرغم من سمعتها السيئة هذه، إلا أن هذه المواد ليست بالضرورة بهذا السوء كما يعتقد الكثير من المستهلكين. فوفقاً لدراسة جديدة، هناك عدد من المفاهيم الخاطئة المماثلة حول كيفية تأثير سلوكيات معينة للمستهلكين، مثل استخدام الأكياس البلاستيكية، على البيئة في الواقع.

تقول شيلي ميلر، أستاذة النظم المستدامة في جامعة ميشيغان ومؤلفة الدراسة: «البلاستيك أحادي الاستخدام هو جزءٌ صغير من تحركنا نحو الاستدامة». تتناول ميلر في ورقتها الجديدة، والتي نُشرت هذا الأسبوع في دورية علوم وتكنولوجيا البيئة، 5 مفاهيم خاطئة حول تأثير هذه المواد الشائعة الاستخدام.

دورة حياة البلاستيك

لتنفيذ دراستها، استخدمت ميلر طريقة تُدعى تحليل دورة الحياة، والتي تعمل على تقييم الأثر البيئي للمنتج في كلّ مرحلةٍ دورة حياته بدءاً بإنتاجه وانتهاءً بالتخلّص منه. وقد خلصت الدراسة إلى 5 نتائج رئيسية:

أولاً؛ عادة ما يكون للعنصر المعبأ تأثير بيئي أكبر من مواد التعبئة نفسها.
ثانياً؛ ليس بالضرورة أن يكون تأثير البلاستيك على البيئة، من بين مواد التغليف الأخرى، الأسوأ دائماً.
ثالثاً؛ إن المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام ليست دائماً أفضل من المنتجات ذات الاستخدام الواحد من منظور الاستدامة.
رابعاً؛ إن إعادة التدوير والتسميد (استخدام المنتجات كسمادٍ عضوي للتربة بعد استخدامها) هما نشاطان من أنشطة الاستدامة التي تستحق اهتمامنا أكثر من غيرها.
أخيراً؛ تسهم العديد من مبادرات «صفر نفايات» بالمشكلة التي تحاول حلها بالفعل.

بعض هذه القضايا منطقية. على سبيل المثال، لا تخلق المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام نفاياتٍ أقل إلا إذا أُعيد استخدامها مرات كافية تبرر صناعتها. تقول ميلر: «لنأخذ حقائب التسوق القماشية القابلة لإعادة الاستخدام على سبيل المثال، نحن نعلم أن المستهلكين يفضلونها لأنه بإمكانهم استخدامها عدة مرات، لكننا نعلم أيضاً أن العديد لا يستخدمون هذه الحقائب بانتظام بحيث تبرر حقيقة أن هذه الحقائب تحتاج الكثير من المواد والموارد لصناعتها مقارنة بأكياس البقالة البلاستيكية».

لكن بعض الاستنتاجات الأخرى التي خلصت إليها ميلر أقل منطقية في الواقع. على سبيل المثال، وجدت ميلر أن أثر التغليف البيئي مسؤول عن حوالي 10% فقط من التأثير البيئي الإجمالي للمنتج، والذي تم قياسه عبر مجموعةٍ متنوعة من الفئات. وقد كانت هذه الحال حتى بالنسبة للطعام، وهو مادة يعتقد الكثيرون منا أن تأثيرها ضئيلٌ جداً على البيئة.

وتخلص ميلر إلى نتيجةٍ مفادها أن الحل يكمن في تقليل استهلاكنا ما أمكن. تقول ميلر: «يجب أن نركز أولوياتنا على الاستهلاك الواعي حقاً. وذلك يمنع زيادة النفايات التي تُعد أكبر مشكلةٍ على الإطلاق». من الأمثلة الغريبة على هذه الممارسة، والتي قد تثير دهشتك، هو أن الأثر البيئي للوجبات الجاهزة أقل مقارنة بالوجبات التي نعدّها بأنفسنا، ونشتري مكوناتها من متجر البقالة.

اقرأ أيضا: صور مذهلة للأرض من الفضاء احتفالاً باليوم العالمي للبيئة

نفايات الوجبات الجاهزة

فقد وجدت ميلر وزملاؤها في دراسة أجرتها العام الماضي أن الوجبات الجاهزة، وحتى مع كل عبواتها، تنتج نفاياتٍ أقل بشكلٍ عام لأنها تؤدي بالمستهلكين إلى رمي نفاياتٍ أقل من الطعام مقارنة بما كانوا سيرمونه في النفايات فيما لو اشتروا مكونات الوجبات من متجر البقالة وأعدوها بأنفسهم.

تقول ميلر: «تحاول هذه الدراسة حقاً أن تضع هذه النتيحة في سياقٍ أفضل قليلاً. نحن لا نقول أنه ليس علينا أن نقلق بشأن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ولكننا في الحقيقة نغوص بالتفاصيل إلى درجةٍ تغيب عندها الصورة الكبيرة عنا». يقترح بحث ميلر، بدلاً من تركيز جلّ جهودنا على إعادة التدوير والتسميد وإعادة الاستخدام، تركيز طاقتنا على تقليل استهلاكنا من كل شيء، لأن ذلك أكثر فائدة لأسرتنا ومجتمعنا.

لكّن القضية تتجاوز أكثر من مجرّد عادات المستهلكين. تقول ميلر: «في الواقع، النفايات الصلبة التي ننتجها في منازلنا ليست سوى غيضٍ من فيض. إن الاستمرار في الضغط من أجل التغيير على المستوى المجتمعي لضمان حصول الجميع على الغذاء ومحاسبة الشركات الكبرى على التلوث الذي تسببه جزء مهمٌ من التحول إلى مجتمعٍ مستدام».

وللمفارقة، تُعد المعركة ضد المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، رغم كونها مضللة بعض الشيء، من الأمثلة الحية على الضغط نحو إحداث تغيير حقيقي في قضيةٍ ما. تقول ميلر: «لا، يجب عدم التخلّص منها، بل إننا بحاجةٍ حتى إلى توسيع استخدامها أكثر».

لذلك اسأل نفسك، هل يمكنك إعادة استخدام حقائب التسوق القماشية 200 مرة تسمح لك بتبرير وجودها واستخدامها؟ أم هل من الأفضل تقليل استهلاكك وقضاء وقتك وطاقتك الثمينان في الكفاح من أجل عالٍم أكثر عدلاً واستدامة. قد يفاجئك الجواب.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي