تعرّف إلى أكثر الشعوب استهلاكاً للقهوة

حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

فاحت رائحة القهوة في العالم لأول مرة من منطقة كافا (Kaffa) في إثيوبيا عام 850 للميلاد، عندما اكتشف راعي غنم صدفةً أن قطيعه أصبح أنشط وأكثر حيوية بعد أن تغذّى على حبوب شجرة برية شبيهة بالكرز. ويا للذة ما اكتشف! ثم وبطريقة ما، وصلت نباتات البن البرية إلى شبه الجزيرة العربية، وباتت تُزرع هناك بحلول القرن الخامس عشر.

ووفقاً للموسوعة البريطانية بريتانيكا (Britannica)، فإن أول "قهوة" أو "مقهى" قد شرّع أبوابه للعالم كان في مدينة مكة المكرمة في القرن الخامس عشر ولاحقاً في القسطنطينية، ثم أُدخلت القهوة إلى الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. ومع ذلك، تنحّت الدول العربية منذ زمن عن عرش الشعوب الأكثر استهلاكاً للقهوة، وسلّمت التاج لبلدان أخرى باتت أكثر إدماناً. وإليك هوية هذه الشعوب، وبعض الإحصائيات والحقائق المثيرة الأخرى المتعلقة بذلك المشروب السحري الذي اكتسح العالم من مشرقه حتى مغربه.

اقرأ أيضاً: لماذا قد نشرب القهوة ثم ننام؟

أكثر الشعوب استهلاكاً للقهوة 

مليار شخص حول العالم تقريباً مدينون اليوم لراعي الغنم ذاك، فلولاه لما بدأ نهارهم ولا استمر كما يجب. لكن وعندما يتعلق الأمر بمقدار ما يشرب الناس من القهوة، فلا أحد يتفوق على الشعب الفنلندي، وذلك بناءً على نصيب ما يستهلكه الفرد من البن وليس على الاستهلاك الإجمالي للبلد بأكمله. وفقاً لموقع بي بي سي (BBC) وبناءً على إحصائيات أجرتها منظمة البن الدولية عام 2016 عن الاستهلاك الفردي للبن. تترتب الشعوب الأكثر استهلاكاً للقهوة على النحو التالي:

  1. فنلندا: تعد فنلندا أكبر مستهلك للقهوة في العالم على أساس الفرد؛ إذ يستهلك الشخص نحو 12.5 كيلوغرام من البن سنوياً.
  2. السويد: يستهلك الفرد نحو 11 كيلوغراماً من البن سنوياً.
  3. آيسلندا: يستهلك الفرد نحو 8.9 كيلوغرام من البن سنوياً.
  4. النرويج: يستهلك الفرد نحو 9 كيلوغرامات من البن سنوياً.
  5. الدنمارك: يستهلك الفرد نحو 8.3 كيلوغرام من اللبن سنوياً.
  6. النمسا: يستهلك الفرد نحو 8.1 كيلوغرام من البن سنوياً.
  7. سويسرا: يستهلك الفرد نحو 7.3 كيلوغرام من البن سنوياً.
  8. اليونان: يستهلك الفرد نحو 7.2 كيلوغرام من البن سنوياً.
  9. البوسنة: يستهلك الفرد نحو 6.5 كيلوغرام من البن سنوياً.
  10. ألمانيا: يستهلك الفرد نحو 6.2 كيلوغرام من البن سنوياً.

يُذكر أن الإحصائيات قد تختلف قليلاً بين عام وآخر، لكن تبقى الدول الأوروبية مهيمنة على الاستهلاك وفقاً لتقرير منظمة البن الدولية لعام 2023. أمّا بالنسبة للاستهلاك الإجمالي من حبوب البن على مستوى الدول، تأتي الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة الأولى عالمياً، تليها ألمانيا، ثم اليابان، ففرنسا ثم إيطاليا.

إحصائيات أخرى عن القهوة

القهوة دون شك واحدة من أكثر المشروبات استهلاكاً على مستوى العالم، وسلعة من أكثر السلع تداولاً. تُزرع في أكثر من 70 دولة استوائية، وتعد البرازيل أكبر البلدان المنتِجة للبن على مستوى العالم؛ إذ تنتج نحو 40% من الإنتاج العالمي سنوياً، في حين تعد فيتنام ثاني أكبر منتِج على مستوى العالم، تليها كولومبيا ثم إندونيسيا وإثيوبيا. في المقابل وعلى الرغم من أن الجزء الأعظم من إنتاج البن يحدث في نصف الكرة الجنوبي، فإن أغلب الاستهلاك يحدث في نصف الكرة الشمالي؛ إذ يشكّل الاتحاد الأوروبي -الدول الاسكندنافية خصوصاً- والولايات المتحدة الأميركية أكبر الأسواق المستهلكة والمستوردة للبن عالمياً.

اقرأ أيضاً: هل نحن مستعدون للعيش بدون قهوة أو شوكولاتة؟

القهوة والصحة

القهوة مزيج معقد من أكثر من ألف مادة كيميائية، ومن المحتمل أن يكون فنجان القهوة الذي تشربه في المقهى مختلفاً تماماً عن القهوة التي تحضّرها في المنزل، وذلك بناءً على نوع حبة البن المستخدمة وطريقة تحميصها وطحنها وتخميرها.

تشير الأبحاث، وفقاً لموقع جامعة هارفارد، إلى أن القهوة تعد مشروباً صحياً عند تناوله باعتدال، أي بمعدّل 3-5 أكواب قياسية يومياً (سعة الكوب 8 أونصة سائلة وتعادل 30 مليلتراً)، وهي كمية تحتوي بشكلٍ متوسط على 400 مليغرام من الكافيين (يحتوي الكوب على 95 مليغرام من الكافيين). في الواقع، تشير مجموعة من الأدلة إلى أن الاستهلاك المعتدل من القهوة المحتوية على الكافيين لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات كما كان يُعتقد في السابق، بل إن استهلاك 3-5 أكواب قياسية من القهوة يومياً يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

وفي سياقٍ مماثل، أشارت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن تناول 400 مليغرام من الكافيين يومياً لا يرتبط عموماً بآثار سلبية على الصحة. ومع ذلك، ثمة تباين كبير في مدى حساسية الأشخاص للكافيين ومدى سرعة استقلابهم له، وهذا يتعلق بعدة عوامل مثل وزن الجسم والأدوية التي يتناولها الشخص والحساسية وغيرها؛ إذ قد لا يحتمل بعض الأفراد الكميات الكبيرة من الكافيين بسبب أعراض التوتر والقلق والأرق الناتجة عنه.

اقرأ أيضاً: تغيّر المناخ سوف يزيد تكلفة القهوة ويجعل طعمها أسوأ

وعلى وجه التحديد، قد يرغب الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التحكم بضغط الدم في التخفيف من تناول القهوة، كما تُنصح النساء الحوامل بالتقليل من تناول الكافيين إلى أقل من 200 مليغرام يومياً، وهي الكمية الموجودة في فنجانين من القهوة، وذلك لأن الكافيين يمر عبر المشيمة إلى الجنين ويرتبط بفقدان الحمل وانخفاض وزن المواليد عند الولادة.

عموماً، قد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى الشعور بالأرق والتوتر والقلق وزيادة معدل ضربات القلب والغثيان واضطراب في المعدة وصداع وشعور بالتعاسة، في حين أن الاستهلاك السريع لنحو 1200 مليغرام قد يسبب تأثيرات سمية مثل النوبات.

المحتوى محمي