حبّك للقطط أو الكلاب يخبرك بعض السمات عن شخصيتك

3 دقائق
القطط أم الكلاب

هل تحب القطط أم الكلاب؟ وفقاً لبعض الأبحاث، فإن إجابة هذا السؤال القديم قد يكشف القليل عن شخصيتك.

مثلاً، هناك فروق ملحوظة بين محبّي الكلاب ومحبّي القطط كتراكيب سكانية. في 2014، ألّفت «ميكل ديلجادو» -باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه وعالمة في سلوك الحيوان التطبيقي في مدرسة ديفيس لطب الحيوانات في جامعة كاليفورنيا- دراسة نَظرت في ما يُدعى بـ «مقاييس الشخصية الأساسية الخمس» عند هؤلاء الذين يدّعون أنهم يفضّلون نوعاً ما عن الآخر، وعند هؤلاء الذين يدّعون أنّ لا تفضيل عندهم، أو أنهم لا يحبّون القطط أو الكلاب.

سمات شخصيتك من تفضيلك للحيوانات الأليفة

المقاييس الخمس هي مقاييس للشخصية شائعة الاستخدام، ويشار لها عادة بالمصطلح «أوشن»: وهو اختصار بالإنجليزية للانفتاح، الضمير الحيّ، ما يُدعي بـ «الانبساط النفسي»، الطيبة والعُصابية (يُقصد بها في هذا السياق الحساسية أو العصبية)، هذه السمات كما تُعرَّف في الأدبيات العلمية، يُمكن تطبيقها بشكلٍ واسع عبر الثقافات، كما أنها تُشكّل طُرقاً عملية لفهم الشخصياّت.

وجدت ديلجادو أنّ المشاركين في الدراسة الذين قالوا أنّهم يفضّلون القطط يميلون لأن يُظهروا مستويات أعلى من الانفتاح والعُصابيّة، بينما من يفضّلون الكلاب يميلون لأن يكونوا أكثر انبساطاً وطيبة.

هذه المُكتَشَفات تنسجم مع نتائج الدراسات السابقة حول نفس الموضوع؛ إذ أن هذه الدراسات وجدت أيضاً أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من محبّي الكلاب؛ يميلون لأن يكونوا مهيمنين أكثر في التفاعلات الاجتماعية، ولأن يكونوا نرجسيين، بينما الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من محبّي القطط هم غالباً من النساء، على الأقل في دراسة واحدة.

مع ذلك، البحوث من هذا النوع ليست مثالية. إذ تقول ديلجادو: «معظمنا يبحث في ظل ميزانيّات محدودة، ونحن نقوم بأبحاث مَسحيّة». وضمن الظروف المثالية، تُنجَز الأبحاث على جماعات سكانية تتضمن أشخاصاً يُمنحون تعويضات على مشاركتهم، لكن في الدراسات المَسحيّة، تقول ديلجادو أن «الأشخاص الذين من المُرجَّح أن يشاركوا في استقصاء عن حيواناتهم الأليفة، وخاصة إذا استغرق وقتاً طويلاً، ينتمون لمجموعة خاصة من الناس». هؤلاء لديهم على الأرجح ارتباط وثيق مع حيواناتهم الأليفة مقارنة بالوسطي، وذلك حسب ديلجادو.

المشاركين في الدراسة

تفيد ديلجادو بأنّ معظم المشاركين في الدراسة هم من النساء؛ إذ أنّهن يمثّلن 85-90% من المشاركين، كما أنّ المشاركين يميلون لأن يكونوا من البِيض، وهذا يتوافق مع التركيبات السكّانية لمالكي الحيوانات الأليفة في الولايات المتّحدة. هذا يعني أنّ الإجابات على الاستقصاء تزوّدنا بمعلومات أكثر عن الطريقة التي تشعر بها جماعة خاصة من مالكي الحيوانات الأليفة تجاه حيواناتها؛ مقارنة بما يشعر به أو يفكّر به جميع مالكي الحيوانات الأليفة.

إضافة إلى ذلك، حسب ديلجادو، فالشركات التي تعمل في مجال الحيوانات الأليفة هي مُمَوِّلة مهمّة لهذا البحث، مما يحدد بشكل تلقائي طبيعة العمل الذي يُنجز ضمنه. إذ أنّ الأبحاث التي تُبيّن أنّ تربية الحيوانات الأليفة أمر مُحبَّذ بطريقة ما -عن طريق ربط سمات شخصية محددة بأنواع محددة للحيوانات الأليفة- تدعم مبيعات الحيوانات ومنتجات العناية بها. بينما الأبحاث التي تُبيّن أنّ امتلاك الحيوانات يدعم أو ينتقص من نوعية حياتها؛ من غير المرجّح أن تدعم المبيعات، وبالتالي تمويلها يكون أصعب.

التساؤل حول الاختلاف بين محبّي القطط ومحبّي الكلاب هو سؤال بسيط حول مسألة معقّدة، فمن ناحية، وفقاً لديلجادو، عندما نسأل هذا السؤال: «نحن نتعامل مع القطط والكلاب وكأنها متكافئة، وهي حيوانات مختلفة للغاية».

هل تختلف القطط عن الكلاب؟

للقطط والكلاب تواريخ مختلفة من ناحية التأنيس، وحاجات مختلفة، وروابط مختلفة مع مالكيها، وسلوكيات طبيعية مختلفة تتوافق بشكلٍ أو بآخر مع حاجات وسلوكيات البشر. ومثل البشر، تختلف القطط عن بعضها أيضاً؛ أي ما ينطبق على شخص ما وقطة محددة قد لا ينطبق على شخص آخر وقطة أخرى.

كل هذه العوامل، بالإضافة إلى الخبرات الشخصية مع الحيوانات الأليفة، وحتى تأثير الإنترنت على ثقافة تربية الحيوانات يمكن أن تؤثّر على تقييم الشخص لنفسه بأنه يفضّل القطط أم الكلاب. حسب ديلجادو، الشيء المهم الآخر الذي لم يُدرس بعد هو ما يجعل الأشخاص الذين يحبّون الحيوانات الأليفة مختلفين عن هؤلاء الذين لا يحبّونها أو يرغبون بامتلاكها. حسب معلوماتنا الحالية، قد يكون هذا الفرق أكثر أساسية وتعقيداً بكثير مما نتوقّع.

أحد المجالات البحثية المستقبلية التي تقول عنها ديلجادو أنها ضرورية؛ هي البحث في كيفية تأثير كورونا والعمل من المنزل على علاقة الأشخاص بحيواناتهم الأليفة. الباحثين في مجال ديلجادو بدؤوا دراسات مَسحيّة منذ بداية الجائحة، ويمكننا أن نتوقع الحصول على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع خلال السنوات القليلة القادمة.

إذاً في النهاية، ربما لا يكون السؤال الذي يجب طرحه هل هل أنت من محبّي القطط أم الكلاب، بل هل تتسع حياتك لحيوان أليف؟ وهل أنت جاهز لجعل سمات «أوشن» الشخصية أو أي ميّزات شخصية أخرى تتوافق مع تربية الحيوان؟

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي