كيف تؤثر النفايات التقنية على المناخ؟

3 دقيقة
كيف تؤثّر النفايات التقنية على المناخ؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Morten B

هواتف محمولة، حواسيب قديمة، وبطاريات تالفة، والمزيد المزيد من الأجهزة الإلكترونية التي ينتهي بها المطاف سنوياً في القمامة بما تحتويه من معادن ومواد كيميائية.

غالباً ما يُنظر إلى النفايات التقنية كوباء مهمَل، إذ لم نستكشف حتى الآن التأثير الطويل المدى لها، ومع ذلك، إذا لم نفكر بطرق صحيحة للتخلص منها ستتسبب بمشكلات خطرة للمناخ والصحة.

ما هي النفايات التقنية؟

وفقاً للأمم المتحدة، فإن النفايات التقنية هي أي منتج يحتوي على بطارية أو قابس كهربائي، وصل إلى نهاية دورة حياته وتمّ التخلص منه، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون وأجهزة الستريو والفاكس.

يتمثل التحدي الرئيسي اليوم في الحجم الهائل للنفايات التقنية، فمع كل تحديث وترقية لللأجهزة الإلكترونية، تصبح الإصدارات القديمة غير صالحة للاستخدام، حيث وصل التراكم السنوي للمخلفات التقنية العالمية في عام 2019 إلى 59 مليون طن، وتمت إعادة تدوير 17.4% منها فقط. علاوة على ذلك، نما إجمالي النفايات التقنية بنسبة 21%. أما ما يتبقى دون إعادة تدوير ويخرج تماماً عن الخدمة، فتقوم بعض الدول بترحيله إلى ما يُعرف بمكب النفايات التقنية كنوع من إدارة النفايات.

كيف تؤثّر النفايات التقنية على المناخ؟

تعد المخلفات التقنية موادَّ غير قابلة للتحلل، ولكنها تحتوي على مكونات شديدة الخطورة على صحة البيئة والإنسان، بما في ذلك:

مثبطات اللهب السامة

في الطرق التقليدية، يتم التخلص من النفايات التقنية في المكبات بحرقها، للحصول على المعادن الثمينة فيها كالحديد والألمنيوم والنحاس، فتطلق كميات هائلة من المواد الكيميائية الضارة في الهواء ما يؤدي إلى إتلاف الغلاف الجوي، وبشكل رئيسي مركبات إيثرات ثنائي الفينيل متعدد البروم (PBDE)، وثنائي الفينيل متعدد البروم (PBBs)، وهي مواد كيميائية تُعرف بمثبطات اللهب، تُضاف إلى بعض المنتجات المصنّعة من أجل تقليل فرص اشتعالها، كما في العبوات البلاستيكية لأجهزة التلفاز والحواسيب الشخصية والأجهزة الإلكترونية الصغيرة. يمكن لهذه المواد أن تنتقل لآلاف الكيلومترات، ملوثة الهواء والماء والتربة. وبما أنها لا تنحل في الماء، فإنها تترسب في قاع البحيرات والأنهار وفي التربة حتى تجد طريقها إلى أجسام الكائنات الحية حيث تتراكم فيها وتسبب المشكلات الخطيرة على الصحة.

المعادن الثقيلة

بالإضافة إلى حرق النفايات التقنية، قد يتم التخلص منها بالدفن في حفر ضخمة في الأرض ثم ردمها، وبالتالي يمكن لبعض المعادن الثقيلة المكونة للنفايات التقنية أن تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية، مثل الكادميوم والزئبق والرصاص والباريوم، ما ينتج عنه تحمض غير عكوس للماء، ومخاطر صحية للإنسان تتمثل بتلف الدماغ والقلب والكبد والكلى والهيكل العظمي، والتأثير على التنوع الحيوي والإضرار بالنظم البيئية فيها. أمّا بالنسبة للمعادن الثمينة كالذهب والفضة، فقد تتم إزالتها من الإلكترونيات باستخدام الأحماض واللحام والمواد الكيميائية الأخرى، وتنتج عنها الأبخرة السامة.

البصمة الكربونية للمنتجات الإلكترونية

لا يؤثر حرق النفايات التقنية فقط على البيئة والمناخ، إذ ينتج أيضاً عن تصنيعها إطلاق كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون في الجو، حيث تمثل صناعة التكنولوجيا حالياً 2-3% من انبعاثات غازات الكربون العالمية، مع احتمال نمو متزايد لهذه الأرقام نتيجة الحاجة إلى المزيد من التكنولوجيا الرقمية في مختلف جوانب الحياة اليومية.

طرق التخلص الصحيحة من النفايات التقنية

أفضل طرق للتخلص من النفايات التقنية:

استخدام الحوسبة السحابية: تقليل النفايات التقنية

السحابة هي تخزين البيانات وإدارتها على شبكة من الخوادم بوجود طرف ثالث على الإنترنت، بهذه الطريقة يمكن تقليل كمية النفايات التقنية عبر تقليل احتياجات الشركات الإلكترونية لمحركات الأقراص الثابتة، ما يطيل عمر الأجهزة الإلكترونية.

إعادة التدوير للنفايات التقنية

بالنسبة للشركات الكبرى، والتي تنتج كميات كبيرة من النفايات التقنية فمن الممكن إيكال مهمة إعادة التدوير لطرف ثالث لمعالجة النفايات بطرق صديقة للبيئة وأقل تكلفة، مثل منظمة "بي أيه إن" (BAN)، وهي منظمة غير ربحية لشركات إعادة تدوير النفايات التقنية بأكثر الطرق أماناً وسهولة.

ومن الاعتبارات الواجب أخذها بعين الاعتبار بشكل فردي قبل تحويل الأجهزة الإلكترونية لإعادة تدويرها:

  • ترقية الحاسوب عوضاً عن استبداله.
  • حذف المعلومات الشخصية المحملة على الجهاز الإلكتروني قبل تنسيقه.
  • إخراج البطارية من الجهاز قبل التخلص منه.

رد الجميل للشركات الإلكترونية

هي سياسة توفرها بعض الشركات الإلكترونية لعملائها، تسترجع بموجبها الأجهزة القديمة بعد شراء العميل لإصدارها الحديث من الجهاز سواء كان جهازاً محمولاً أو لوحياً، بحيث تُقدم خصماً عليه، وبعد ذلك تتعامل الشركة مع طرف ثالث لإعادة تدوير الأجهزة.

تبرع بجهازك القديم

ليست كل الأجهزة القديمة منتهية الصلاحية أو تالفة، بل هي ربما لم تعد تتوافق مع تحديثات العمل، لذا يمكن التبرع بها إلى مؤسسات خيرية أو لأفراد كطلاب المدارس والجامعات، ولكن احرص على استرداد بياناتك الشخصية قبل التبرع به.

إذاً، يتسبب التخلص غير السليم من النفايات التقنية بآثار سلبية على المناخ وتهديدات خطيرة على الصحة، يمكنها تدمير النظم البيئية للأجيال القادمة.

المحتوى محمي