تُرى، كيف سيكون العالم من دون الشوكولاتة؟ وما بدائل القهوة الصباحية عندما تختفي؟ هل تستطيع الاستغناء عن العسل بفوائده الكثيرة؟ ربما عليك التفكير في إجابات منطقية لهذه الأسئلة قبل اختفاء بعض الأطعمة التي يعتمد عليها معظم البشر في حياتهم اليومية نتيجة التغيرات المناخية، فتُصبح الظروف غير ملائمة لنمو النباتات المطلوبة لتصنيع تلك الأطعمة.
ما هي أبرز الأطعمة التي ستختفي نتيجة التغيّر المناخي؟
هناك عدد كبير من الأطعمة المهددة بالانقراض نتيجة التغيّر المناخي، من ضمنها ما يلي:
-
مشروب القهوة
القهوة هي المشروب الأكثر شعبية في العالم، فهي المشروب الصباحي المفضل لدى الكثير من شعوب العالم ومحبي الكافيين عموماً، لكن قد تختفي من الوجود في يوم ما، فقد اتضح أنّ التغيّرات المناخية الطارئة على الأرض مؤخراً ترفع من درجات الحرارة، ما يؤثر سلباً على عملية زراعة حبوب البن، فيقل إنتاجها.
ومن المتوقع أن تقل مساحة المناطق الصالحة لزراعة البن المستخدم في تصنيع قهوة أرابيكا في إفريقيا بنسبة 65% بحلول 2080، حسب دراسة منشورة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بدورية بلس وان (Plos One). من ناحية أخرى، هناك بعض التهديدات حول غزو بعض أنواع الفطريات المسببة للأمراض والحشرات لنبات البن، ما يُضر بصحة الإنسان. ومن المتوقع أن تتقلص مساحة الأراضي الصالحة لزراعة البن في بعض مناطق أميركا اللاتينية بحلول 2050 بنسبة 88%.
-
الشوكولاتة
تتمتع الشوكولاتة بفوائد صحية كثيرة، إضافة إلى طعمها اللذيذ الساحر الذي جذب البشر منذ قديم الزمن. وغالباً ما تنمو أشجار الكاكاو في المناطق القريبة من خط الاستواء التي تتمتع بالحرارة الدافئة وارتفاع مستوى الرطوبة والأمطار الغزيرة. لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، تتأثر البيئة الزراعية في تلك المناطق، وفي النهاية يقل إنتاج الكاكاو، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في تلك المناطق نحو 2.1 درجة مئوية بحلول 2050.
-
الموز
يشتهر الموز بقيمته الغذائية المرتفعة، فهو مصدر ممتاز للبوتاسيوم وغيره من العناصر المفيدة. ويتمتع بقدرته على النمو في المناطق الدافئة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ستزداد فرصة انتشار زراعة الموز حول العالم بنسبة 50% بحلول 2070، لكن قد تساهم الحرارة المرتفعة في تقليل كميات المياه المتاحة لزراعة الموز، أضف إلى ذلك زيادة فرصة انتشار الفطريات الضارة التي قد تقضي على حياة الموز.
-
العسل
يؤدي نحل العسل دوراً بارزاً في حفظ التوازن البيئي، لكن مع التغيّرات المناخية التي تعاني منها الأرض بصورة ملحوظة، بدأت أعداد النحل في الانخفاض، نتيجة انتشار الطفيليات التي تهاجم نحل العسل وتنشر الأمراض في مستعمراته، وهذه الطفيليات تزدهر في درجات الحرارة المرتفعة، وهناك بعض العوامل الأخرى المتسببة في إلحاق الضرر بالنحل، وهي: فقدان الموائل نتيجة إزالة الغابات وقلة خبرة بعض الناس في رعاية مستعمرات النحل. كل هذا يقلل كميات العسل المتاحة، فترتفع الأسعار، ورويداً رويداً يختفي العسل.
-
الأفوكادو
زاد الطلب على ثمرة الأفوكادو خلال السنوات الأخيرة، ما وسع نطاق زراعتها، إذ تحتاج كل ثمرة إلى 72 غالوناً من المياه. ومع الظروف المناخية المتغيرة، انخفضت القدرة الاستيعابية لكثير من الأراضي الزراعية لعدم توافر الظروف المناخية المناسبة، ما يؤثر على قوام التربة ويقلل من المياه اللازمة لإنماء ثمرة الأفوكادو. وتُشير التقديرات إلى أنّ كميات الأفوكادو ستقل للنصف بحلول 2050.
-
الفراولة
تحتوي الفراولة على نسبة كبيرة من العناصر الغذائية والفيتامينات، وهي من أكثر الفواكه التي أحبها الإنسان منذ زمن طويل، وهي تزدهر في الربيع والصيف والخريف في درجات حرارة تتراوح بين 15 إلى 27 درجة مئوية. وبفعل التغيّرات المناخية، ارتفعت درجات الحرارة وازدادت كميات غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الجوي، ما أثر سلباً على نمو الفراولة وجودتها. أضف إلى ذلك أنّ الفراولة تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لكي تنمو بمعدل جيد، لكن تقل المياه المتوفرة لزراعتها بمرور الوقت نتيجة التبخر في البيئات الدافئة.
-
المأكولات البحرية
تتأثر الحياة البحرية بالتغيّرات المناخية كثيراً، خاصة وأنها تمتص نحو 93% من الحرارة الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة المياه وتلوثها، وبالتالي تتأثر المأكولات البحرية، ففي السنوات الأخيرة الماضية، انقرضت أنواع كثيرة من الأسماك، وتُقدر أعدادها بنحو 80 نوعاً، إضافة إلى الأنواع التي لم يحصها الإنسان بعد، كما انخفضت أعداد الأسماك المهاجرة.
-
الفواكه ذات النواة الحجرية
وهي تشتمل على الخوخ والمشمش والنكتارين والكرز وغيرها. هذه الفواكه أكثر عرضة لمخاطر التغيّر المناخي الذي يتسبب في رفع درجات الحرارة، فلا تستطيع تلك الفواكه الصمود كثيراً وتتأثر بفعل التغيّرات المناخية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تساهم الطحالب الخضراء في حل مشكلة التغيّر المناخي؟
إنّ مشكلة التغيّر المناخي لا تؤثر فقط على طعامنا بل على حياتنا أيضاً، لذلك من الضروري أن يجد الإنسان حلولاً تساعده في الحد من آثار التغيّر المناخي وتخفيف الأنشطة التي تعزز ارتفاع درجة حرارة كوكبنا، تجنباً للمشكلات التي تخرج عن سيطرة الإنسان، وستؤثر بالسلب على حياة الأجيال القادمة إذا لم يتخذ الإنسان ردود فعل إيجابية.