روى هذه القصة ديلان هيرنانديز، فني صيانة في خفر السواحل الأمريكي:
أول شخصين أنقذتهما، خلال فيضان باتون روج في لويزيانا عام 2016، هما أمّ وابنتها. لقد كان لبيتهما مصطبة خلفية مرتفعة جداً، ومع ذلك فإن الماء كان قد دهمها. لقد مررنا فوقهما بطائرتنا المروحية، ثم حين نظرت إلى الخلف، رأيت شاباً يلوح لنا. فاستدارت المروحية وهبط أحد سباحينا، وربطهما بشكل محكم ورفعناهما ببكرتيّ رفع منفصلتين.
قرر الأب وقتها عدم المغادرة، مثل كثيرين غيره ممن لم يرغبوا في ترك منازلهم في ذلك اليوم. واصلنا على مدار يومين كاملين الطواف في المنطقة لإنقاذ السكان. كنا جميعاً قلقين، لكن في لحظة ما وعندما أفكر بتلك المحادثات التي دارت بيني وبين الطيار والسباح المنقذ، أكتشف أننا قد أنقذنا العديد من الناس وأمضينا وقتاً طويلاً في ذلك حتى بات الأمر عادياً بالنسبة إلينا. ومع الوقت صرنا أكثر مهارة في تحديد النقطة التي يجب أن تقف عندها المروحية وعدد الأشخاص الذين يمكن رفعهم إليها في كل مرة.
تمكنت من إنقاذ 127 شخصاً، لا أدري ماذا حصل مع ذلك الأب الذي رفض المجيء معنا، أعتقد أن قارباً قد ذهب إليه واقتنع أخيراً بالمغادرة. وأرجو أن يكون قد فعل ذلك، لأننا حين عدنا بعد عدة أيام إلى المنطقة وجدنا ذلك المنزل وقد غُمر تماماً بالمياه.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.