إعصار نادر الحدوث يضرب منطقة حائل بالسعودية

3 دقائق
إعصار نادر الحدوث يضرب منطقة حائل بالسعودية
مصدر الصورة: غولف تودي.

شهدت المملكة العربية السعودية قبل أيام ظاهرة غريبة ونادرة الحدوث، فقد انتشر مقطع فيديو لإعصار ضخم شمال شرق حائل. لكن من حسن الحظ، كان الإعصار في منطقة بعيدة تماماً عن المناطق السكنية. 

علّق المركز الوطني للأرصاد الجوية في السعودية بأنّ هذه الظاهرة نادرة، وتحدث على اليابسة نتيجة عدم الاستقرار الجوي وتُسمى بـ "الإعصار القمعي". وعادةً ما يُصاحب العواصف الرعدية الشديدة التي تبلغ سرعتها 60 كيلومتراً في الساعة. وهي ظاهرة معقدة ونادرة في العالم عموماً، ولكنها قد تحدث في وسط وجنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية. 

ففي 5 شباط/فبراير عام 2008، بينما كان طلاب جامعة يونيون الأميركية في ولاية تينيسي يقضون يومهم الدراسي، وإذ بصوت ينذر بإعصار يقترب، حتى اصطدم بالحرم الجامعي. عمّت الفوضى المكان، وارتفع صوت جرس الطوارئ، حتى وصلت خدمات الطوارئ إلى مكان الحادث الذي يضم 2000 طالباً، وطلب المسؤولون إحضار 100 كيساً احتياطيّاً للجثث. من حسن الحظ، لم يكن هناك وفيات، لكن أُصيب بعض الطلاب وتم نقلهم إلى المستشفى. 

وكانت هناك بعض الخسائر المادية أيضاً، فقد تسببت العواصف في تدمير 70 % من مساكن الطلاب، ووصلت تكلفة الأضرار الكلية للإعصار نحو 40 مليون دولار. كان الإعصار الذي ضرب الحرم الجامعي هو "إي إف فور" (EF4)، وتُقدر سرعته بـ 267 كيلومتراً في الساعة. وتنتشر الأعاصير في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتم الإبلاغ عن 1000 إعصاراً سنوياً في المتوسط، مسببة 80 حالة وفاة وما يُقدر بـ 1500 إصابة. 

اقرأ أيضاً: كيف تتحد العواصف والأمطار لتؤلف مزيجاً كارثيّاً؟

إعصار السعودية 2020

يبدو أنّ السعودية من الدول المعرضة للأعاصير، إذ لم تكن ظاهرة الإعصار القمعي هي الأولى. ففي يوم السبت الموافق 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، اجتاح محافظة الجوف أضخم إعصار تم تسجيله في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد كان يدور حول نفسه بسرعة 200 كيلومتراً في الساعة. ويتحرك أفقياً بسرعة تتراوح بين (36 -75) كيلومتراً في الساعة. وقبل هذا الإعصار بعدة أيام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، شهد الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط فيضانات شديدة. 

كيف يتكون الإعصار؟

الإعصار عبارة عن عمود من الهواء، يدور حول منطقة ضغط منخفض، قد يبلغ متوسط عرضه نحو 800 كيلومتراً، بينما يصل ارتفاعه إلى 16 كيلومتراً. ولكي تتكون هذه الكتلة الهوائية القمعية الدوّارة، يجب أن تصل درجة حرارة سطح البحر إلى 26.5 درجة مئوية، وتحتفظ بهذه الحرارة على عمق 50 متراً، ما يؤثر على استقرار الغلاف الجوي فوق سطح البحر. بعد ذلك، تتشكل رياح شديدة بفضل الحرارة المنخفضة والرطوبة العالية فوق المياه، ثم تبدأ في خلق تيارات دوّارة، وتتحرك بسرعة، فيتكون الإعصار

ما حجم خسائر الأعاصير؟

عادةً ما تتشكل الأعاصير فوق المياه، وعندما تقترب من الأرض، تسبب خسائر فادحة، منها:

  • التأثير على النظام البيئي على طول الساحل.
  • نقل كمية كبيرة من رمال الشاطئ إلى أماكن أخرى.
  • اقتلاع الأشجار من أماكنها ونقلها إلى أماكن أخرى.
  • غرق المناطق منخفضة الارتفاع نسبياً عن سطح البحر، بما فيها من منازل ومنشآت. 
  • ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح بين 6 إلى 9 متراً.
  • تحطيم السفن.

بالإضافة إلى هذه الخسائر، تتسبب الأعاصير في الرياح والأمطار الغزيرة. 

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الرياح على شعورنا بالبرد؟

موسم الأعاصير

يختلف موسم الأعاصير باختلاف المنطقة، فمثلاً: 

  • عادةً ما يبدأ موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي بداية من يونيو/حزيران وينتهي في نوفمبر/تشرين الثاني كل عام. 
  • أما في شرق المحيط الهادئ، فيبدأ موسم الأعاصير في 15 مايو/أيار وينتهي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني. 

أما في حالة الأعاصير القوية، فعادةً ما تحدث بين شهري آب/أغسطس وأكتوبر/تشرين الأول. ومن أبرز الأعاصير القوية التي ظهرت في تلك الفترة، إعصار هارفي في تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي أحرزته البشرية، إلا أنّ التنبؤ بالأعاصير والعواصف القوية، ما زال أمراً صعباً، لكن هناك بعض العوامل التي قد تشير لاحتمالية حدوث إعصار قريباً، منها: درجة الحرارة وسرعة الرياح والضغط الجوي وتاريخ المنطقة، فهناك بعض المناطق التي تحدث فيها عواصف شديدة وأعاصير. بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى التي يعرفها الخبراء والمتخصصون في مجال الرصد. 

ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بالأعاصير والعواصف الشديدة المصحوبة بالرياح المستمرة، ويعتمد توقيت تشكل الأعاصير على مجموعة متنوعة من العوامل. تتضمن بعض هذه العوامل مدى ارتفاع درجة حرارة المياه وقص الرياح والمتغيرات الأخرى التي يراقبها الخبراء عن كثب على مدار العام في محاولة للتنبؤ بحدوثها.

تتسبب الأعاصير والعواصف الشديدة في خسائر كثيرة للبشر، خاصة إذا هاجمت منطقة سكنية، كما حدث في حالة جامعة يونيون الأميركية، ما يجعلها واحدة من أهم وأقوى الظواهر التي يحرص العلماء والمتخصصون على دراستها والبحث عن طرق تساعدهم على التنبؤ بها بدقة. 

المحتوى محمي