استُخدِمت العديد من المنتجات التي تحتوي على الكبريت في الزراعة سواءً في التسميد، أو لمكافحة الحشرات والفطريات وغيرها. وتختلف منتجات الكبريت التي يمكن استخدامها، والتي قد تكون عبارة عن مساحيق جافة أو مساحيق قابلة للذوبان في الماء أو سائل أو غاز تبخير. ومن بين منتجات الكبريت العديدة التي يمكن استخدامها زراعياً، هناك الكبريت الميكروني. فما هذا المنتج وما فوائد استخدامه في الزراعة؟
ما هو الكبريت الميكروني (Micronized Sulphur)؟
مركب كبريتي يتكون بشكل أساسي من جزيئات الكبريت الأولية فائقة النعومة، إذ يتراوح متوسط قطر جزيئات الكبريت نحو أقل من 10 ميكرون (1 ميكرون يساوي جزءاً من مليون من المتر). يؤدي حجم الجزيئات متناهي الصغر إلى زيادة مساحة سطح المنتج، ما يؤدي بدوره إلى زيادة معدل التفاعل الكيميائي، لذلك يكون مسحوق الكبريت أكثر كفاءة وسرعة في معالجة التربة وتسميدها وعلاج الأمراض الفطرية أيضاً عند مقارنته بحبيبات الكبريت ذي الحجم الأكبر.
اقرأ أيضاً: ما هي الأراضي الرطبة وكيف نحميها؟
استخدامات الكبريت الميكروني في الزراعة
تسميد التربة
الكبريت هو أحد العناصر الغذائية الأساسية السبعة عشر التي تحتاجها النباتات لإكمال دورة حياتها، وهو مكون رئيسي يلزم لاصطناع البروتين والكلوروفيل والزيت في الأنسجة النباتية، كما أنه ضروري للامتصاص الفعّال للنيتروجين بواسطة الجذور. بشكل عام، تختلف احتياجات النباتات من الكبريت باختلاف أنواعها، وغالباً ما تحتاجه بكميات صغيرة في وقت مبكر من موسم النمو، وبكميات أكبر أثناء مرحلة النمو الخضري السريعة، وبكميات معتدلة أثناء ملء الحبوب بالنسبة لبعض المحاصيل.
وعنصر الكبريت النقي هو عنصر خام كاره للماء غير ذواب في التربة، وينبغي حتى تستطيع النباتات الاستفادة منه أن يتأكسد ويتحول إلى كبريتات (أملاح أو إسترات لحمض الكبريتيك)، وهو الشكل الذوّاب في التربة الذي تستطيع النباتات امتصاصه. وتحدث عملية الأكسدة هذه بشكل طبيعي بواسطة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة. لكن وحتى تستطيع ميكروبات التربة أكسدة الكبريت لا بُدّ من أن تصل إلى سطح عنصر الكبريت، فإذا كانت جزيئات الكبريت كبيرة الحجم، تكون مساحة السطح المعرضة للأكسدة أصغر، أما ومع تقليل حجم الجزيئات، تزداد مساحة السطح الإجمالية بشكل كبير ما يسمح بتحويل الكبريت بشكل أسرع إلى الكبريتات.
اقرأ أيضاً: ما مدى الكفاءة الحقيقية لآليات التعويض الكربونية؟
إذاً، يؤثر الكبريت الميكروني على التركيب العضوي للتربة خلال وقت أقصر بكثير من منتجات الكبريت الأُخرى، ما يساعد في تحقيق النتيجة المستهدفة بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الكبريت الميكروني مع المغذيات الكبرى يسمح بتوزيع الكبريت بين حبيبات السماد على نحو أكثر اتساقاً.
اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام مياه الصرف الصحي لإنتاج الأسمدة الصديقة للبيئة؟
مكافحة الفطريات والإصابات الحشرية والوقاية منها
يستطيع الكبريت أن يقتل الفطريات عند حصول التلامس بينهما، وذلك لأنه قد يدخل إلى خلايا الفطريات ويؤثر على عملية التنفس، كما يستطيع أن يقتل الحشرات إذا لامسته أو أكلته، لأنه يعطل وظائف الجسم الطبيعية ويغيّر قدرتها على استخدام الطاقة. بشكل عام، تحتوي مبيدات الكبريت الميكروني على كبريت بنسبة 80-90%، وهو يُستخدم كمبيد للفطريات والأكاروسات، والوقاية من العديد من الإصابات الحشرية والأمراض الفطرية في الخضروات والفاكهة ونباتات الزينة، فهو يؤمّن تغطية أفضل لأسطح أجزاء النبات والتصاقاً أكبر بها.
من الإصابات التي يُستخدم الكبريت الميكروني للسيطرة عليها هي:
- البياض الدقيقي.
- جرب النبات.
- تبقّع الأوراق.
- العثّ.
- يرقات الحشرات ومراحل حياتها المختلفة.
- العفن الأسود.
- العفن البني.
- صدأ التفاح.
- صدأ السفرجل، وغيره.
يشار إلى أنه لا يجب رش الكبريت الميكروني للوقاية من الإصابات الفطرية في حال تم استخدام رذاذ الزيت البستاني خلال الأسبوعين الماضيين، أو عندما تتجاوز درجة حرارة الجو قرابة 26 درجة مئوية.
اقرأ أيضاً: البكتيريا الخطيرة تزدهر على الألياف البلاستيكية في البحر الأبيض المتوسط
تعديل درجة حموضة التربة
تتكيّف بعض النباتات مع ظروف التربة الحمضية بشكل أكبر، وقد تنمو بشكل سيئ عندما يكون الرقم الهيدروجيني للتربة مرتفعاً (قليلة الحموضة)، لذلك يلجأ بعض المزارعين عندما يكون الرقم الهيدروجيني للتربة مرتفعاً إلى إضافة الكبريت الخام مباشرة إلى التربة، والذي تحوله ميكروبات التربة إلى حمض الكبريتيك، أو يضاف عن طريق مزجه بمياه الري. وغالباً ما تكون هذه الممارسات فعّالة، ولكنها باهظة الثمن وتستغرق وقتاً طويلاً. بالمقابل، فإن إضافة الكبريت الميكروني بعد زراعة المحصول يكون أكثر فعالية في خفض الأس الهيدروجيني للتربة وأكثر سرعة وأقل تكلفة.