لماذا لا تستخدم الدول تكنولوجيا الاستمطار الصناعي لإخماد الحرائق؟

2 دقائق
الاستمطار الصناعي
حقوق الصورة: شترستوك.

لماذا لا تستخدم الدول تكنولوجيا الاستمطار الصناعي للقضاء على الحرائق؟ وكم تكلفتها؟ وما هي تجارب الإمارات والسعودية في ذلك؟

للإجابة عن هذه الأسئلة يجب علينا أولاً معرفة ما هو الاستمطار الصناعي أو Cloud Seeding؟ وما هي الطرق التي تتم بها هذه العملية وشروطها؟

ما هي عملية الاستمطار الصناعي؟

إن عملية الاستمطار هي عملية تكثيف بخار الماء الموجود في الغيوم والذي يشكلها، وتتم عملية التكثيف هذه بعدة طرق أشهرها باستخدام مركب يوديد الفضة Agl وذلك بإيصاله إلى الغيوم بشكله الغازي عن طريق محطات أرضية، لتقوم الرياح بنقله إلى الغيوم المستهدفة، أو بالطريقة الأكثر فعالية وهي استهداف الغيوم ونشر هذا المركب الغازي على الجزء العلوي لها عن طريق الطائرات كما في الصورة أدناه.

الاستمطار الصناعي
حقوق الصورة: ويكيميديا كومونز.

يملك مركب يوديد الفضة بنية بلورية ذرية مشابهة لتلك البنية الموجودة في الثلج (الماء بحالته الصلبة)، حيث يقوم هذا المركب بعملية تكثيف بخار الماء ليتحول إلى سائل (قطرات ماء) تهبط إلى الأسفل بفعل وزنها والجاذبية، أو يقوم بعملية تحويل بخار الماء ذو درجات الحرارة المنخفضة في الغيوم إلى جزيئات ثلجية ليتساقط على هيئة ثلوج.

ما هي صعوبات حدوث الاستمطار الصناعي؟

وبالتالي لكي نستطيع استخدام هذه التقنية يجب أن يكون الجو رطباً يحتوي على غيوم محملة بكميات مناسبة من الماء، ودرجة حرارتها تصل إلى 20- أو 10- درجة مئوية، وأن تكون سرعة الرياح متوسطة لكي لا يحدث تشتت للغيوم والسحب. ووفق الأبحاث الحديثة، إن عملية الاستمطار لا تنجح بشكل ملموس إلا على السحب الأوروغرافية التي تكون فوق الجبال.

والآن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال…

إن أهم أسباب حرائق الغابات هو الجو شديد الجفاف وارتفاع درجات الحرارة صيفاً، حيث نلاحظ في هذا الجو ندرة الغيوم في المناطق الداخلية والساحلية بأغلب الأحيان، وبالإضافة إلى ذلك، عند اندلاع الحرائق ترتفع أيضاً درجات الحرارة، وهذا لا يساعد إلا على الجفاف الزائد وعدم تحقق شروط الاستمطار الصناعي.

تجربة الإمارات 

إن الامارات هي من أوائل دول الخليج العربي التي قامت باستخدام أحدث التقنيات الموجودة للقيام بهذه العمليات، حيث قامت بتركيب رادار طقس متطور لمراقبة الجو على مدار الساعة والأوقات الأمثل للقيام بهذه العملية. وبدأت الإمارات بهذا المشروع عام 2010 وكلف 11مليون دولار، ونجح هذا المشروع في خلق عواصف مطرية في صحراء أبوظبي وقامت حتى وقت قريب من الآن بـ 187 مهمة لحقن السحب بمركب يوديد الفضة بواسطة الطائرات، وقد كلفتها كل مهمة 3000 دولار.

يوجد عدة طرق حديثة غير طريقة تطعيم الغيوم بيوديد الفضة، ومنها استخدام ليزر الأشعة تحت الحمراء ذو الموجات القصيرة. يؤدي هذا الليزر إلى تشكيل برق صناعي في الغيوم وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط الذي يؤدي بدوره إلى عملية تكسير الروابط بين الهيدروجين والنتروجين في الجو، وهذا التفاعل ماص للحرارة يؤدي إلى خلق بلازما (جسيمات مشحونة) تعمل كمصدر تكثيف لبخار الماء، وبالتالي تشكيل قطرات الماء وسقوطها.

نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة عطا الله ججو، الذي يدرس الهندسة الميكانيكية وهندسة الطاقة المتجددة في جامعة دمشق.

المحتوى محمي