الشركات أصبحت تدرك أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة

2 دقائق
يمتلك مصنع فورد روج في ميشيغان سقفاً مغطى بالنباتات

تستخدم مدينة جورج تاون المحافظة بولاية تكساس مصادر الطاقة المتجددة في جميع أعمالها، إذ تعدّ الرياح والطاقة الشمسية أكثر قابلية للتنبؤ وأقل تكلفة من النفط والغاز. وقد يبدو هذا التوجه غريباً بالنسبة لولاية محافظة، حيث تميل المدن التي يغلب عليها الطابع اليساري إلى تشجيع استخدام الطاقة النظيفة، لكن هذا تحول بديهي، بحسب ما وصفه العمدة الجمهوري ديل روس.

وفي 14 من هذا الشهر، قام جو براون - رئيس تحرير مجلة بوبيولار ساينس، وعلي فيلشي (معد الأنباء في محطة MSNBC) بتشكيل فريق لمناقشة الأسباب التي تجعل قرار التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة هو الأفضل للناحية البيئية وناحية الأعمال أيضاً.

جو براون (يسار الصورة) وعلي فيلشي في مقر مجلة سافور
حقوق الصورة: مات تايلور جروس

ناقش الاثنان الكوارث الطبيعية التي تكلف دافعي الضرائب مليارات الدولارات، ففي عام 2017، كلّف 15 حادثاً مناخياً الحكومة الأميركية أكثر من مليار دولار لكل منها على الأقل. ويقول فيلشي: "كانت أكثر الحوادث تكلفة في الولايات المتحدة هي الفيضانات"، لذا تؤتي الأموال التي تنفق على الاستعداد لهذه الحوادث ومنعها - من خلال نصب المنازل وتثبيت الرفوف – ثمارها ضعفين أو ثلاثة أو ربما أربعة أضعاف. ومع استمرار العلماء في العثور على أدلة على أن تغير المناخ يجعل هذه العواصف أسوأ، فقد أصبح من الواضح بأن التخفيف من الاحترار العالمي يجب أن يكون على رأس قائمة التدابير الوقائية.

ولكن الشركات والمواطنين العاديين غالباً ما يفشلون في الاستعداد بشكل صحيح لمواجهة هذه الكوارث، لأن الأموال التي تنفق على الوقاية من آثارها هي أموال خاصة، في حين أن التكاليف بعد الحادث غالباً ما يتم تخصيصها من خلال المنظمات الحكومية مثل الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA). ويفشل الكثيرون في الربط بين تكلفة التحول إلى الطاقة المتجددة والمدخرات المخصصة لتجنب الكوارث الطبيعية. ويقول فيلشي: "أعتقد بأن أي شخص يمتلك الحد الأدنى من المعرفة العلمية، يدرك بأن هذه مشكلة. ولكن إذا كنت لا تعيش بالقرب من الساحل، فقد لا تعبأ بالأمر".

وعلى نطاق أوسع، فإن تكاليف التحول إلى الطاقة المتجددة تبدو ضخمة لأنها تدفع مقدماً، لكنها أكثر توفيراً على المدى البعيد. فعلى سبيل المثال، جاهدت الدنمارك من أجل تخزين طاقتها المولّدة من الرياح لحين الاحتياج إليها أوقات ارتفاع الطلب على الكهرباء، ثم شجعت السكان على شراء السيارات الكهربائية. حالياً، تعمل هذه المركبات مثل بطاريات متحركة، ويمكن للناس بيع الطاقة مرة أخرى عند ركن السيارات. ويقول براون: "إنهم يقدمون حوافز نقدية للناس".

ولا يعتبر مكسب الشركات التي تحافظ على البيئة مادياً فحسب، فهي تكسب ثقة العملاء أيضاً. إذ استطلع براون آراء الجمهور لمعرفة من اشترى منتجات شركة الملابس "باتاجونيا" المشهورة بوعيها البيئي، فوجد أن معظم من تعاملوا مع الشركة كان بسبب هذا الوعي. على الجانب الآخر، لا تشتهر شركات فورد وهاينكن بوضع الحفاظ على البيئة ضمن أولوياتها، ولكن قد يتغير ذلك قريباً.

فبعد أزمة الوقود الأخيرة في عام 2010، أنشأت فورد شاحنات F150 والتي هي أخف وزناً وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة. كما وظفت الشركة المهندس المعماري بيل ماكدونو لإعادة تصميم مركز فورد روج، وهو منشأة تصنيع مبنية على الأراضي الرطبة في ميشيغان. وقد أعيد تصميمها بحيث اتسعت مساحة المصنع، وأصبح قادراً على تنقية مياه العواصف السامة، ويذكر بأن السقف مغطى الآن بالنباتات التي تنظف مياه الأمطار وتعدّل درجة حرارة المبنى.

ويقول فيلشي: "هذه الخيارات ليست أقل تكلفة، ولكن بمجرد أن يقتنع الجميع بما تفعل ويشتركوا معك في تنفيذه، فهذا هو الإرث الذي تتركه، وهذه هي علامتك التجارية التي حافظت عليها، وأعتقد بأن ذلك سيكون نقطة تحول".

ومع ذلك، فإن حكومات الولايات والحكومات المحلية - مثل حكومة البلدية التي يرأسها العمدة ديل روس في جورج تاون بولاية تكساس - لديها القدرة الأكبر على إحداث تغييرات طويلة الأمد في مجال استخدام الطاقة الملائمة للبيئة، إذ أن لديها القدرة على الموافقة على مشاريع البناء الجديدة وإصدار التصاريح. ويدعو فيلشي لإجراء المزيد من المحادثات مع القادة المدنيين، بالإضافة إلى زيادة الوعي الفردي. ويقول فيلشي: "اذهب للتصويت لمن يعمل لصالح البيئة، علينا أن نثبت وجودنا جميعاً".

المحتوى محمي