كيف يمكن أن تساهم الطحالب الخضراء في حل مشكلة التغير المناخي؟

2 دقائق
كيف يمكن أن تساهم الطحالب الخضراء في حل مشكلة التغير المناخي؟
حقوق الصورة: شترستوك.

يُعد الكربون واحداً من أهم العناصر في الطبيعة ويدور في دورة حيوية مهمة تحافظ على توازن الأرض، وتعزز ظروف الحياة تُسمى "دورة الكربون"، وفيها يتم إطلاق عناصر الكربون في الغلاف الجوي، ثم تعيد الأرض امتصاصه، لتستفيد منه الكائنات الحية من جديد. لكن بعد قيام الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت الأنشطة البشرية تُطلق كميات أكبر من الكربون في صورة غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو واحد من الغازات الدفيئة التي تسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة العالمية. 

يتسبب ارتفاع درجات الحرارة هذا في تعزيز مشكلة التغير المناخي التي أصبحت قضية العصر، وهناكٍ مساعٍ دولية حثيثة لحلها قبل أن يدفع البشر الثمن غالياً. وفي هذا الصدد، استطاعت مجموعة بحثية من جامعة أيرزونا الأميركية استخدام الطحالب لالتقاط كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي واحتجازه في الأرض، ما يساهم في الحد من مشكلة التغير المناخي.  

إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو 

يُعد غاز ثاني أكسيد الكربون واحداً من أهم الغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي، وأشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ (IPCC) إلى أنّ هناك حلاً فعالاً للتخلص من مشكلة التغير المناخي عبر إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدل غيغا طن سنوياً. لكن ما زالت مسألة إزالة هذا الغاز من الجو أمراً صعب المنال، لذلك تتجه الدول إلى تقليل انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون بدلاً من إزالته، إلى أن يحين الوقت الذي يستطيع فيه العلماء تطوير آليات فعالة ومناسبة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الجو، فالحلول المتاحة إما أن تكون باهظة الثمن أو مدمرة للبيئة. 

اقرأ أيضا: ما هي العوامل المؤثرة في مناخ الوطن العربي؟

ما دور الطحالب في حل مشكلة التغير المناخي؟ 

سعى الباحثون في جامعة أريزونا نحو الحل الطبيعي لإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، حيث توصلوا إلى خاصية مميزة لنوع من الطحالب البحرية وحيدة الخلية تُسمى "كوكوليثوفورس" (Coccolithophores). تستطيع هذه الطحالب استخدام ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والكالسيوم من المياه المالحة لتكوين أصداف معقدة من معدن "كربونات الكالسيوم"، وهو يشبه الطباشير. 

تستخدم الطحالب هذه الأصداف في حمايتها ضد العوامل الخارجية وتنظم فترة تعرضها للضوء وطفوها فوق المياه. ولأنها طحالب بحرية، فمن المتوقع أنها تعيش في المحيطات، ولاحظ العلماء أنها تستخلص ثاني أكسيد الكربون من المحيط. وانطلاقاً من هذه الخاصية المميزة، سعى العلماء لاستخدام طحالب الكوكوليثوفورس في استخراج غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. 

استطاع الباحثون في أريزونا تطوير مفاعلات حيوية ضوئية منخفضة التكلفة، تساعدهم في توفير الظروف المناسبة من هواء ومغذيات ومياه، لتنمو أكبر كمية من الطحالب بعد زراعتها داخل تلك المفاعلات التي صُممت بحيث يمكنها استيعاب كميات كبيرة من الطحالب، وأكد الباحثون أيضاً على إمكانية توسيع نطاق تلك المفاعلات. من ناحية أخرى، تستطيع تلك المفاعلات حماية الطحالب من الكائنات الحية الأخرى التي تقتات. 

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر التغير المناخي على دورة المياه الطبيعية؟

يأمل الباحثون في تعزيز قدرات الطحالب على امتصاص أكبر قدر من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ليصل إلى غيغا طن سنوياً، وذلك عبر تحسين كفاءة الجهاز، كما يأملون في أن تكون هذه الطريقة أكثر استدامة من خلال استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الجهاز. ويهدف فريق البحث إلى إبقاء تكلفة إزالة الكربون من الغلاف الجوي أقل من 100 دولار لكل طن، فهذه التكلفة معقولة وستُساعدهم في تحقيق هدفهم بأقل تكلفة وأفضل جودة، ما سيُساهم بشكل ما في إنقاذ الأرض من مشكلة التغير المناخي التي تهدد العالم أجمع هذه الفترة. 

اقرأ أيضا: هكذا سيفسد تغير المناخ رحلاتك الجوية

المحتوى محمي