ما أهم الكوارث الطبيعية التي تحدث تغيرات في البيئة؟

3 دقيقة
ما أهم الكوارث الطبيعية التي تحدث تغيرات في البيئة؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Zaleman

تسبب الكوارث الطبيعية خسائر بشرية ومادية باهظة الثمن، وغالباً ما تكون النهاية مجرد البداية؛ إذ وبعد انحسار الكارثة والبدء بعملية التعافي منها، تبدأ تأثيراتها البيئية الخطيرة بالظهور. يمكن تقسيم الكوارث الطبيعية وفقاً للمدة التي يستغرقها ظهور آثارها البيئية إلى كوارث بطيئة وسريعة، فما أهم الكوارث الطبيعية التي تحدث تغيّرات في البيئة؟

الكوارث الطبيعية السريعة

الكوارث الطبيعية السريعة هي التي تسبب آثاراً بيئية مفاجئة وواضحة، ومن الأمثلة عنها:

العواصف وآثارها البيئية

العواصف هي اضطرابات في الغلاف الجوي المحيط بالأرض، ما يؤدي إلى طقس متطرف يتسم بالأمطار الغزيرة والثلوج والرياح الشديدة. بينما قد تكون العواصف الخفيفة مثل العواصف المطيرة مفيدة وضرورية، فإن العواصف الشديدة قد تسبب آثاراً خطيرة على النُظم البيئية الحيوية، ومنها:

  • قتل الأسماك: قد تؤدي الأعاصير المرافقة للعواصف إلى نفوق الأسماك للأسباب التالية:
    • التغيرات في ملوحة المياه.
    • الجنوح بتأثير الفيضانات إلى مناطق لا تحتوي عادة على ماء، ولدى انحسار مستوياته تصبح الأسماك محاصرة في المناطق الجديدة.
    • دوران ماء البحيرات أو البرك الصغيرة: تدفع الرياح القوية الطبقة السطحية من المياه بعيداً، فتتحرك الطبقة السفلية نحو الأعلى حاملة معها الرواسب والمواد العضوية. تحتوي الطبقة السفلية بشكل طبيعي على كميات منخفضة من الأوكسجين الذائب، وكميات أكبر من كبريتيد الهيدروجين، ما قد يتسبب بمقتل الأسماك. علاوة على ذلك، ينتج عن تحليل البكتيريا للمواد العضوية استهلاك المزيد من الأوكسجين الذائب. يستمر الدوران حتى يصبح القاع هو السطح تماماً.
  • اقتلاع النباتات وقتل الحيوانات البرية ما يدمر الموائل الطبيعية، ويُحدث خللاً في التوازن البيئي للمنطقة.
  • إطلاق مواد كيميائية وسامة في البيئة بسبب تدمير المرافق الصناعية.

اقرأ أيضاً: كيف تتحد العواصف والأمطار لتؤلف مزيجاً كارثيّاً؟

الفيضانات

أكثر من يعاني من الآثار البيئية السلبية للفيضانات هي المناطق التي تم تعديلها بشدة بواسطة النشاط البشري، ومن أهم ما تتسبب به:

  • تدمير الموائل الطبيعية للحيوانات البرية والمائية بواسطة مياه الفيضانات، أو بإدخال الرواسب الزائدة والمغذيات والملوثات مثل المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة والحطام إليها.
  • تدمير المحاصيل في المزارع بواسطة الطمي والرواسب أو الغمر بالماء.
  • اقتلاع الأشجار بتدفق المياه السريع.
  • تدمير ضفاف الأنهار والسدود الطبيعية مع وصول الأنهار لأقصى سعة لها، وبالتالي قد تتسع وتزداد الرواسب على طول النهر.
  • نشر الأعشاب الممرضة.

اقرأ أيضاً: كيف تحدث الفيضانات المفاجئة وكيف يمكن درء مخاطرها؟

موجات الحر

هي ارتفاع كبير في درجات الحرارة يستمر لعدة أيام دون أن يترافق بهطولات مطرية. تؤدي موجات الحر إلى تأثيرات بيئية فورية خطيرة، بما في ذلك:

  • نقص في موارد المياه وإجهاد النباتات، وبالتالي تراجع نموها وتساقط أوراقها وزيادة إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكثر مما تمتصه.
  • حرائق الغابات وانتشارها السريع، مثلما حدث خلال موجة الحر التي أصابت روسيا عام 2010، حيث نتج عنها احتراق أكثر من 15 مليون هكتار من الغابات والنباتات.
  • ذوبان الأنهار الجليدية وجفاف النُظم البيئية المائية، يُذكر أن موجة الحر التي أصابت أوروبا عام 2003 أدت إلى خسارة نحو 10% من كتلة الأنهار الجليدية، في النهاية قد يتسبب ذوبان الجليد والاحترار إلى حدوث انهيارات أرضية وما يتبعها من تدمير في النُظم البيئية.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر أنواع الحيوانات في حرائق الغابات؟

الكوارث الطبيعية البطيئة

هي الكوارث التي تستغرق وقتاً أطول لتظهر تأثيراتها البيئية، إلا أنها تكون شديدة وخطيرة، ومنها:

الجفاف

يُعرّف الجفاف بأنه نقص هطول الأمطار خلال فترة طويلة. قد يترافق مع انخفاض في مستويات المياه الجوفية، أو منسوب البحيرات والأنهار، أو زيادة الطلب عليه مقارنة بوسائل حفظه أو إنتاجه. نظراً لأن الماء المكون الأساسي لجميع أشكال الحياة، فإن نقصه يؤثر على جميع جوانب البيئة الحيوية، بما في ذلك:

  • جفاف الأراضي الرطبة والتي تعد موئلاً للعديد من الكائنات الحيوانية والنباتية، ما يتسبب بتناقص في أعدادها وفقدان التنوع الحيوي.
  • زيادة تركيز الملوثات وتراكمها في الأرض والطبقة السطحية من الموارد المائية المتبقية.
  • إجهاد النباتات وفقدان مساحات كبيرة من الغطاء النباتي على المدى الطويل.
  • تعرية سطح التربة بفعل الرياح لعدم وجود الماء فيها، ما يؤدي للتصحر ولعواصف ترابية تؤثر سلباً على الأنواع النباتية والحيوانية، وكذلك على صحة الإنسان.
  • انتشار حرائق الغابات بفعل جفاف أوراق الأشجار وقابليتها للاشتعال، ما يؤدي إلى القضاء على العديد من الأنواع النباتية والحيوانية.
  • هجرة الحيوانات لفقدان مقومات العيش في موائلها، إلا أن معظمها يموت خلال الرحلة أو يفشل في التكيّف مع موطنهم الجديد.

اقرأ أيضاً: نحو عصر من الكوارث: العالم سيشهد 560 كارثة كبرى سنوياً في المستقبل القريب

التملح

التملح هو العملية التي تتراكم فيها الأملاح القابلة للذوبان في التربة. بغض النظر عن آثاره المدمرة للمحاصيل، فإن له أيضاً آثاراً خطيرة على البيئة بما في ذلك:

  • تهديد التنوع الحيوي للمياه العذبة، بسبب تدمير الموائل الطبيعية للكائنات الحية التي تعيش فيها.
  • تآكل التربة لأن الملوحة ترتبط بانخفاض الرطوبة وتراجع الغطاء النباتي.
  • تشكل تربة حامضية في حال وجود أملاح الكبريت فيها.
  • حدوث الفيضانات بسبب انخفاض قدرة التربة على امتصاص مياه الأمطار، وبالتالي ارتفاع معدلات جريان الماء السطحي.
  • وصول الأملاح عبر المياه الجوفية المالحة إلى الطبقة السطحية من مياه الأنهار والجداول، حيث تساعد الأملاح المواد الدقيقة المعلقة مثل جزيئات الطين على التلبد (التجمع والتكتل)، ما يسمح بوصول المزيد من الضوء للطبقات السفلى، ويحفّز تكاثر الطحالب الضارة، ويؤثر سلباً على النظم البيئية المائية.

اقرأ أيضاً: ما الدروس المستفادة من انتشار الطحالب المدمرة في كاليفورنيا حول إدارة الأزمات والكوارث؟

من الجانب الحضري، قد نتمكن من إعادة بناء البنى التحتية وتحسينها لتحمل الكوارث الطبيعية، لكن تعافي النُظم البيئية من الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية يحتاج تخطيطاً بيئياً وتكثيفاً للجهود.

المحتوى محمي