خلافاً للاعتقاد السائد، فإن للسعودية أربعة فصول متمايزة، من الشتاء البارد نسبياً، إلى الصيف الحار والحارق، ويختلف المناخ من منطقة إلى أخرى، فما هي طبيعة المناخ السائد في المملكة العربية السعودية؟
سمات مناخ المملكة العربية السعودية
تقع المملكة العربية السعودية شمال مدار السرطان. وعلى الرغم مما يتميز به مناخ المناطق التي تقع على مدار السرطان من اعتدال في المناخ العام، فإن ما يسود فيها هو المناخ الصحراوي، حيث تتألف السعودية من ثلاثة أقاليم مناخية، وهي:
- المناخ الصحراوي بأكبر نسبة وفي معظم المناطق.
- السهوب والتي تمتد على طول المرتفعات الغربية بطول 160 كيلومتراً نحو الشمال، وبعرض 480 كيلومتراً على خط عرض مدينة مكة.
- منطقة المناخ المعتدل على المرتفعات جنوب السعودية، حيث درجات الحرارة والرطوبة المعتدلة.
لا يتجاوز معدل هطول الأمطار 150 ملليمتراً على مدار العام، باستثناء الجزء الجنوبي الغربي حيث قد يتراوح ما بين 400-600 ملليمتراً سنوياً في مرتفعات عسير.
تتميز السعودية بصيف حار وجاف في المنطقة الوسطى، إذ قد تتجاوز درجات الحرارة 43 درجة مئوية، في المناطق الداخلية، بينما يكون الجو أكثر اعتدالاً في المناطق الساحلية بسبب القرب من المسطحات المائية الكبيرة، وتتراوح درجات الحرارة فيها ما بين 27-38 درجة مئوية. أما شتاءً، فقد تنخفض درجات الحرارة في المناطق الداخلية إلى نحو 8 درجات مئوية، بينما تكون السواحل أكثر دفئاً، وتصل درجات الحرارة فيها إلى 29 درجة مئوية. ويعتبر الربيع أقل وضوحاً في السعودية، لكنه يترافق بالأمطار والضباب.
تصل الرطوبة لأعلى معدلاتها في الصيف في المناطق الساحلية وبعض المرتفعات حيث تتجاوز 85%، مع الندى والضباب الليلي وفي الصباح الباكر، إلا أنها تنخفض في المناطق الداخلية، كما في وادي الدواسر في غرب صحراء الربع الخالي، وهو المنطقة الأكثر جفافاً في المملكة.
تهب الرياح على المملكة من البحر الأبيض المتوسط في فصلين نصف سنويين، يبدأ الأول من ديسمبر/ كانون الأول حتى يناير/ كانون الثاني، بينما يمتد الفصل الثاني من مايو/ أيار حتى يونيو/ حزيران، بحيث تتراوح مدة كل فصل ما بين 30-50 يوماً، وبسرعات رياح تبلغ 48 كيلومتراً في الساعة. تنقل معها هذه الرياح الجافة القادمة من الشمال ملايين الأطنان من الرمال على شكل عواصف رملية.
اقرأ أيضا: هل تضر السيارات الكهربائية بالمناخ؟
أنواع المناخ الصحراوي
يرتبط مفهوم المناخ الصحراوي بالجفاف والحرارة والمساحات الشاسعة من الرمال، إلا أن هذا لا يمثل سوى جزء من الحقيقة، فهناك نوعان رئيسيان للمناخ الصحراوي وهما: المناخ الصحراوي الحار والبارد، بالإضافة إلى نوع ثالث أقل انتشاراً وهو المناخ الصحراوي المعتدل.
ولتصنيفها يُعتمد على "متساوي الحرارة"، وهو الخط الذي يصل بين النقاط المتساوية في درجات الحرارة، فإذا تجاوز متوسط درجة الحرارة السنوية لمنطقة قاحلة 18 درجة مئوية تعد منطقة ذات مناخ صحراوي حار، أما إذا انخفض إلى ما دون 18 درجة مئوية فتُصنف على أنها منطقة ذات مناخ صحراوي بارد.
المناخ الصحراوي الحار
ويسود في المناطق الممتدة إلى الدرجة 30 شمال وجنوب خط الاستواء، وتُعرف بالتلال شبه الاستوائية، وذات الضغط الجوي المرتفع. يتميز مناخ هذه المناطق بالحرارة العالية التي قد تتجاوز الـ40 درجة مئوية، بينما تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون الصفر خلال شهور الفصل البارد، كما في الصحراء العربية في السعودية وشبه الجزيرة العربية، والصحراء الكبرى شمال إفريقيا، وصحراء سيمبسون في أستراليا.
المناخ الصحراوي البارد
وهي المناطق الواقعة على الجانب الآخر من الجبال العالية المواجهة للريح، حيث تتصدى قمم الجبال العالية للرياح المحملة بالرطوبة وتمنعها من التقدم، ما يقيد من هطول الأمطار، وبحيث تكون أكثر جفافاً من مناطق المناخ الصحراوي الحار. ومن الأمثلة عنها، صحراء غوبي في منغوليا، وصحراء باتاغونيا في الأرجنتين، وكابتانا في آسيا الوسطى.
لماذا مناخ السعودية حار؟
استناداً لبحث نشره باحثو جامعة الملك عبدالله في دورية "ديناميكيات المناخ" (Climate Dynamics)، تؤثر مجموعة من العوامل على المناخ الحار والجاف في السعودية، مثل النينو (التذبذب الجنوبي) وتذبذب شمال الأطلسي، والدورات الأخرى كمراكز الضغط العالي والمنخفض، ودوران الرياح الموسمية الصيفية الهندية.
وجد الباحثون، أن هبوط دوران الرياح الموسمية من الغلاف الجوي العلوي إلى الغلاف الجوي السفلي، يؤدي إلى زيادة جفاف المنطقة، ويشكل موجات حرارة عالية، مع العواصف الرملية، وبشكل خاص خلال الرياح الموسمية القوية.
كما يتأثر المناخ الجاف للسعودية بالرياح التجارية البحرية، حيث وبما أن معظم السعودية تقع في منطقة المناخ الصحراوي الحار، فإنها تخضع للضغط العالي، فتهب الرياح التجارية المحملة بالأمطار من المناطق الأكثر برودة إلى الأكثر دفئاً، وتصبح أقل ملاءمة لهطول الأمطار، وتنخفض الرطوبة النسبية حتى يصبح التكاثف أمراً نادر الحدوث.
إذاً، وعلى الرغم من الواحات والشواطئ الرملية، فإن المناخ الصحراوي السائد في المملكة العربية السعودية يجعل منها أحد أكثر البلدان حرارة في العالم.
اقرأ أيضا: