باحثون من جامعة الملك عبدالله يدرسون كنوز البحر الأحمر

1 دقيقة

بغض النظر عن إسمه الأحادي اللون، يحتوي البحر الأحمر بأعماقه على مملكة لونية رائعة تتألف من الشعاب المرجانية التي تمتد على جانبيه، وتزخر بالأحياء البحرية المتنوعة والتي تشكل بمجملها منظراً بالغ الروعة يمكن لهواة الغوص وصناع الأفلام العلمية التمتع به ونقله للآخرين. لكن كان لدى البعض رأي آخر، فقد أرادوا التمتع بخيرات البحر على موائدهم، وخاصة على الضفة السعودية، فهل أثّر الصيد على التنوع الحيوي والكتلة الحيوية في تلك الشعاب الموجودة في الحوض الجنوبي للبحر؟

انبرى للإجابة على هذا السؤال فريق من الباحثين بمركز أبحاث البحر الأحمر التابع لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فهناك عقبة كبيرة أمام هذا البحث، حيث أنه لم تجر حتى الآن أي دراسة إحصائية للأحياء المائية في تلك البقعة، فكيف يمكن القول، على سبيل المثال، أن عدد الأسماك قد تناقص أو ظل على حاله؟ لقد أتى الجواب من الجانب المقابل، من السودان.

من المعروف أن أنشطة الصيد في الجانب السوداني من البحر الأحمر هي أقل بكثير من تلك التي يمارسها الصيادون السعوديون، لذلك فإن الشاطئ السوداني هو أقرب إلى العذرية وبالتالي يمكن إجراء مقارنة بين الطرفين. قام الباحثون بإجراء مقارنة بين الشعاب المرجانية لكلا الجهتين من حيث وفرة السمك، الكتلة الحيوية والتنوع الأحيائي، آخذين بعين الاعتبار حرارة البحر، المناخ والانواع المرجانية.

ونقلاً عن الموقع الرسمي لجامعة الملك عبدالله، خلصت الدراسة إلى أن الكتلة الحيوية للأحياء المفترسة هي على الجانب السوداني أكبر بثلاثة أضعاف من الجانب السعودي ومن المحتمل أن أنشطة الصيد لها دور بهذا الاختلاف. أما بخصوص الأسماك فقد وجد الفريق البحثي أن وفرة السمك في الشعاب السودانية أكبر بـ 62% والكتلة الحيوية السمكية أكبر بـ 20% من تلك الموجودة بالمحيط الحيوي للطرف السعودي المقابل.

بالنهاية يوصي الباحثون بالتعامل بجدية مع أنشطة الصيد قرب الشعاب المرجانية، مع العلم أن الوضع رغم سوئه لم يبلغ بعد نقطة اللاعودة، فلا زال بالإمكان تدارك الوضع وإعادة الوضع الحيوي في تلك المنطقة الغنية بتنوعها إلى وضعه السابق للتدخل البشري. ويرى أحد الباحثين أنه من الممكن لتلك المنطقة أن تزدهر لتتحول لمدن مخصصة للسياحة البيئية إذا ما تم التعامل معها بإدارة واعية تعمل على حماية أحياءها البحرية.

المحتوى محمي