8 تشكيلات فريدة ومميزة للغيوم

8 تشكيلات فريدة ومميزة للغيوم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Suzanne Tucker

ربما حدث أن جلست في صباح ربيعي على مرج أخضر، وبدأت بمراقبة الغيوم وتمييز تشكيلاتها الفريدة والمميزة، فوجدت ما يشبه الخروف أو المنزل أو حتى وجه صديقك. لكن، وبعد لحظات تغير شكلها ولونها، وفاجأتك برعد وبرق وأمطار غزيرة. حتى لا يأتي الدش التالي بشكل غير متوقع، قد يساعدك التعرف على أشكال السحب المختلفة ونوع الطقس الذي تجلبه معها. فما أهم تشكيلات الغيوم؟

كيف تتشكل الغيوم؟

السحب أو الغيوم عبارة عن كتل ضبابية من قطرات الماء أو بلورات متجمدة تطفو في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى جزيئات أخرى كالغبار أو ملح البحر. تتشكل الغيوم عندما يتشبع الهواء بجزيئات بخار الماء، ومع ارتفاعها في السماء يزداد الهواء برودة، ويتكاثف البخار حول جزيئات الغبار أو الجليد أو الملح، ويصنع هذه التشكيلات الفريدة والمميزة والرقيقة للغيوم.

تخزن الغيوم المياه المتبخرة من الأنهار والبحيرات والمحيطات، وتحملها وتعيد توزيعها في جميع أنحاء العالم على شكل مطر.

اقرأ أيضاً: ما دور اليود في تشكّل السحب وما تأثيره على طبقة الأوزون؟

أنواع الغيوم

وفقاً لمركز أطلس السحب الدولي التابع لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية (World Meteorological Organization's International Cloud Atlas)، يوجد أكثر من 100 نوع من الغيوم، إلا أنه يتم تصنيف الغيوم وفقاً لمكان وجودها في السماء وشكلها، فهي إما سحب رقيقة عالية تبدو كالريش وإما غيوم متوسطة ركامية ككرات القطن، أو منخفضة تغطي السماء مثل ملاءات السرير. وبشكلٍ عام تتواجد السحب في تشكيلات فريدة ومميزة، ومنها:

1.   الغيوم العدسية

الغيوم العدسية هي غيوم ركامية متوسطة الارتفاع، تأخذ شكل العدسة أو الصحون الطائرة. يتشكل هذا النوع المميز من الغيوم عندما يرتطم هواء سريع الحركة بحاجز طبوغرافي، بحيث يكون متعامداً على الاتجاه الذي يهب منه الهواء. مع صعود الهواء للأعلى يبرد وتتكاثف الرطوبة، مشكّلةً سحابة مسطحة فوق قمة الجبل. 

قد تبدو السحب ثابتة فوق قمة الجبل، إلا أن الرياح في حركة مستمرة. وفقاً لعالم الفيزياء السحابية باتريك شوانغ (Patrick Chuang)، لا يعود الهواء إلى مساره المستقيم مباشرة بعد إزالة العائق، بل يستمر في الحركة الموجية على الجانب الآخر، ولذلك يمكن للغيوم العدسية أن تكون عند كل قمة.

بشكل عام لا يوجد طقس محدد مرتبط بالغيوم العدسية، ولكن وجودها غالباً ما ينذر بالثلوج في غضون 24-48 ساعة القادمة.

الغيوم العدسية
الغيوم العدسية. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Michael Dorogovich

اقرأ أيضاً: غيوم تشبه الأطباق الطائرة

2.   الأمواج المتوحشة

الأمواج المتوحشة أو سحب أندولاتوس أسبيراتوس (Undulatus Asperatus)، وهي عبارة عن ملاءة من السحب المنخفضة التي تغلف السماء، مع تموجات موضعية في قاعدتها، ناعمة أو مرقطة، ويمكن وصفها بأنها سطح بحر مقلوب، تضفي الإضاءة عليها تأثيرات بصرية فريدة. وتنتج عن جبهات الطقس التي تخلق موجات متموجة في الغلاف الجوي.

تتشكل هذه الغيوم نتيجة ارتفاع الكتل الهوائية الرطبة للأعلى ما يخلق سحابة واسعة الانتشار، ومع دفع الرياح التي تهب مع الهواء الصاعد لها، تتشكل تموجات طويلة لأعلى وأسفل. وعلى الرغم من شكلها المخيف، لكنها لا تتسبب بهطولات مطرية أو سوء في الأحوال الجوية، ومع ذلك قد تُتبع بعواصف رعدية.

الأمواج المتوحشة
الأمواج المتوحشة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ VarnakovR

اقرأ أيضاً: نوع جديد غير مكتشف من الغيوم، ويمكنك أن تجده بنفسك

3.   غيوم الماماتوس

غيوم الماماتوس أو السحب الصدرية (Mammatus Clouds)، وتعني باللاتينية الثدي أو الضرع، نتيجة لشكلها، فهي عبارة عن امتدادات نزولية تشبه الحقيبة المرتبطة بتراكم نشط للغاية في المراحل الأخيرة من التطور.

تتشكل الماماتوس بتأثير عملية التسامي، أي تحول الجليد إلى بخار ماء مباشرةً دون المرور بالحالة السائلة. وفقاً لهذه العملية، تمتص بلورات الجليد الحرارة وتتحول إلى بخار، ما يجعل الهواء المحيط أكثر برودة، وبالتالي أكثر كثافة، ويبدأ في الغرق في الجيوب. يشيع تشكل هذه الغيوم تحت سحابة العاصفة في أعقاب الطقس القاسي، كما أنها يمكن أن تتشكل أيضاً من غيوم الطقس المعتدل مثل السمحاقية والسحب الركامية.

غيوم الماماتوس
غيوم الماماتوس. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Menno van der Haven

4.   الغيوم السمحاقية

السحب السمحاقية هي سحب رقيقة، تبدو على شكل خيوط أو شرائط بيضاء رقيقة، وذات مظهر ليفي أو شبيه بالشعر. تتواجد على ارتفاعات عالية، وتسمح بمرور الضوء خلالها.

تتكون الغيوم السمحاقية من بلورات الجليد نتيجة صعود الهواء الجاف للأعلى، وتحول جزيئات بخار الماء إلى الجليد مباشرة (الترسيب). في بعض الأحيان يمكنهم أن تبشر بجبهة دافئة مع المطر، حيث تلتقي الكتل الهوائية عند مستويات عالية، ما يشير إلى حدوث تغيير مرتقب في الطقس. وعلى الرغم من قدرتها على تشكيل الأمطار، فإنها ليست من النوع الذي يصل إلى الأرض نتيجة تبخرها مرة أخرى.

الغيوم السمحاقية
الغيوم السمحاقية. حقوق الصورة: shutterstock.com/ alybaba

5.   سحب ركامية متوسطة

السحب الركامية على ارتفاعات متوسطة، هي طبقة من السحب البيضاء أو الرمادية أو كليهما، توجد بشكل كتل أو بقع مستديرة، وتظهر بأشكال متنوعة. تتكون من مزيج من بلورات الجليد وقطرات الماء، وتتشكل بفعل ارتفاع الكتل الهوائية الرطبة، ثم تكثيفها بفعل التبريد. 

وترتبط الغيوم الركامية المتوسطة بالطقس المستقر، ومن النادر هطول الأمطار منها.

سحب ركامية متوسطة
سحب ركامية متوسطة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ jessicahyde

6.   السحب الركامية الكبيرة

هي مرحلة متقدمة من السحب الركامية الرعدية، وتبدو كقطع من القطن العائمة، أو رأس القرنبيط، وتتميز بأنها تنمو للأعلى بحيث تُضاء قممها بأشعة الشمس، بينما تبقى القاعدة مظللة نسبياً. تتطور جميع السحب الركامية بتأثير الحمل الحراري على مدار اليوم، أي عندما ترتفع كتلة الهواء الدافئة للأعلى، ثم يبرد ويتكاثف بخار الماء بشكل تراكمي، فتنمو في الطول والحجم. غالباً ما ترتبط السحب الركامية الكبيرة بطقس معتدل، إلا أنها قد تترافق بهطولات مطرية رعدية.

السحب الركامية الكبيرة
السحب الركامية الكبيرة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Miguel A. Farina de Jesus

7.   السحب الملتفة

السحب الملتفة هي سحب أنبوبية طويلة قوسية الشكل، تمتد لمئات الكيلومترات، وتبدو كما لو أنها تتدحرج ببطء. تتشكل في تدفق هابط من عاصفة متقدمة، حيث ترتفع كتلة من الهواء الدافئ فوق كتلة باردة، وهو ما يُعرف بالانعكاس، ويشكل حالة جوية غير مستقرة. من النادر رؤية هذه التشكيلات من الغيوم، في الواقع المكان الوحيد الذي تحدث فيه باستمرار هو شمال أستراليا.

السحب اللافتة
السحب الملتفة. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Peter Wollinga

اقرأ أيضاً: تعرف على الودق الظاهرة الطقسية الجميلة والمدمرة

8.   غيوم السندان

كما توحي تسميتها، فإن هذه الغيوم تأخذ شكلاً يشبه سندان الحدادة، وتتشكل كنتيجة لتطور عاصفة رعدية، حيث يرتفع تيار الهواء الصاعد ثم يبرد وتتشكل السحب، ولكن بوجود تيار صاعد قوي قد ترتفع السحب حتى تصل إلى طبقة التروبوبوز، والتي يتوقف فيها الهواء عن البرودة مع الارتفاع، وبالتالي تبدأ السحب بالتحرك بشكل أفقي، فتأخذ السحابة شكل السندان.

غيوم السندان
غيوم السندان. حقوق الصورة: shutterstock.com/ AleksD

قد يكون التيار الصاعد في بعض الحالات الخاصة قوياً بما يكفي لتجاوز التروبوبوز إلى طبقة الستراتوسفير، حيث تظهر قمة السحابة كنتوء فوق مستوى السندان، ويُعرف بقمة التجاوز، وهي نذير لعاصفة هائلة.

المحتوى محمي