أغمض عينيك وتخيل الشكل الذي تبدو به الأرض. قد تتخيل دائرة، زرقاء على الأغلب بسبب لون المحيطات، مع دوامات من الغيوم، وكتلة من اليابسة ذات اللونين الأخضر والبني أحياناً، وتطفو الكرة كلها في كتلة من السواد اللامعقول. أنت تتخيل الأرض على صورة لا يمكن أن تراها بعينيك المجردتين. وربما سترسم في خيالك صورة أخذتها من اللقطة الشهيرة الموجودة أدناه، والمعروفة باسم "الجوهرة الزرقاء". وقد التقط رواد الفضاء على متن مركبة الفضاء أبولو 17 هذه الصورة في السابع من ديسمبر عام 1972. كما التقطت صور أخرى لا حصر لها للأرض، والتي شكلت تخيلاتنا عن الأرض إلى الأبد، ومع ذلك فإن القليل فقط من البشر من رأوا كوكب الأرض بأعينهم المجردة.
وهؤلاء البشر -ومعظمهم رواد فضاء- يقولون بلا استثناء تقريباً أن تجربة رؤية الأرض من الفضاء الخارجي قد غيرتهم على المستوى الشخصي بعمق. وأصبحوا يقولون: إن تلك التجربة قد زادت من قيمة الأرض لدينا، وجعلت شكوانا البشرية تافهة، والأخطار البيئية التي نسببها لهذا الكوكب أكثر خطورة.
واليوم هو اليوم العالمي للبيئة، أو ما تسميه الأمم المتحدة "يوم الناس"، وذلك لحث الناس على عمل شيء ما للعناية بالأرض. ولكن، ولكي نعتني بالأرض علينا أولاً أن نتذكر ما هو سبب أهمية الأرض. وأي طريقة للقيام بذلك أفضل من مجموعة صور رائعة للأرض مأخوذة من الفضاء الخارجي، مع كلمات تمثل وجهة نظر أولئك الذين حظوا بفرصة رؤية الكوكب مباشرة من خلال هذا المنظور الفريد. استمتعوا.
"كلما ابتعدنا أكثر فأكثر، كانت الأرض تتضاءل، حتى تقلصت في النهاية إلى حجم جوهرة صغيرة، أجمل بكثير مما تتخيل. كان ذلك الجسم الحي الجميل الدافئ يبدو هشاً جداً، وحساساً جداً، بحيث إذا لمسته بإصبعك فسوف يتفتت. إن رؤية شيء كهذا يجب أن تغير الإنسان".
جيمس إيروين – رائد فضاء من طاقم أبولو 15
"كنت أنظر إلى سواد الفضاء وقد نُثر عليه كونٌ من الأضواء، لقد رأيت منظراً مهيباً. كان هناك في الأسفل كوكب يرحب بي. كنت أرى كل الأشياء العزيزة علي، كل مآسي البشر ومهازلهم، قابعة هناك داخل قشرة هشة رقيقة ومتحركة من الغلاف الحيوي. هناك حيث الحياة، حيث كل الأشياء الجميلة".
لورين أكتون – الفيزيائي ورائد الفضاء.
"كان المشهد جميلاً جداً، ولكني لم أرَ سور الصين العظيم".
يانغ ليوي – أول رائد فضاء صيني.
"الوحدة الهائلة مذهلة، وتجعلك تدرك ما تملكه هناك على الأرض".
جيم لوفيل – رائد الفضاء من طاقم أبولو 8
"يبدو العالم نفسه أنظف وأجمل بكثير. وربما نستطيع جعله كذلك، بالطريقة التي أرادها له الله، من خلال إعطاء كل شخص ذلك المنظور الجديد من الخارج في الفضاء".
روجر شافي – رائد فضاء من وكالة ناسا
"عندما تقوم بجولة في ساعة ونصف حول الأرض، ستبدأ بإدارك أن هويتك هي في هذا الكائن الكلي، وهذا ما يصنع تغييراً. ستنظر إلى الأسفل ولن تتخيل كم عبرت من الحدود مرات ومرات دون أن تراها. هناك مئات من الأشخاص يتقاتلون في الشرق الأوسط فوق خط متخيل لا تحس به، ولا تراه".
راسل شفايكارت – رائد فضاء من طاقم أبولو 9
"كانت الأرض صغيرة، زرقاء فاتحة، ووحيدة بشكل مؤثر، بيتنا الذي يجب أن ندافع عنه كأثر مقدس. كانت الأرض كروية بالتأكيد. أعتقد أنني لم أكن أعرف ما تعنيه كلمة كروي من قبل حتى رأيت الأرض من الفضاء".
أليكسي ليونوف - رائد فضاء روسي
"لدينا هذا الاتصال بالأرض، أعني ببيتنا. لا أدرى كيف يمكن أن تعود إلى الأرض دون أن تتغير بطريقة ما. قد يكون هذا التغيير خفياً. سيكون هناك اختلاف في استجابة الأشخاص عند عودتهم من الفضاء. ولكنني أعتقد أن كل شخص، عموماً، لديه ذلك الأثر العميق في ذكرياته، عن الصورة التي يبدو عليها كوكب الأرض. لا يمكنك أن تأخذ هذا الأمر باستخفاف".
نيكول سكوت - رائدة فضاء من المحطة الدولية
"لقد صدمني أن حبة البازلاء الصغيرة الزرقاء الجميلة تلك هي الأرض. أغلقت إحدى عيني بإبهامي، وغطيت الأرض بإبهامي الأخرى. لم أشعر أنني عملاق، بل شعرت أنني صغير جداً".
نيل أرمسترونغ – رائد الفضاء من طاقم أبولو 11
"سينمو لديك وعي مباشر بالكون، وتوجه للجماهير، وإستياء عميق من الوضع العالمي، وإحساس قسري بفعل شيئاً ما حيال ذلك. ستبدو السياسة الدولية تافهة جداً. سترغب أن تمسك أحد السياسيين من الخلف وتجره مئات الآلاف من الأميال، وتقول له: انظر إلى هناك، وتشتمه".
إدغار ميتشيل ، رائد فضاء من طاقم أبولو 14
اقرأ أيضا: