إن انقلاب عصر يوم صيفي إلى ليلة قارسة البرد تنخفض فيها الحرارة إلى ما دون الصفر لا يعتبر في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة أمراً غير مألوف. ولكن ليس ثمة مكان شهد خلال 24 ساعة تقلبات حرارية كالتي شهدتها مدينة لوما في ولاية مونتانا. ففي يومي 14 و 15 يناير من عام 1972، قفز الزئبق في موازين الحرارة ما بين 47.7 درجة مئوية تحت الصفر و 9 درجات مئوية، في تغير حراري بلغ 56 درجة تقريباً، محطماً جميع الأرقام القياسية السابقة. والواقع أنه يمكن اعتبار هذا الشهر بأسره في لوما ومدينة غريت فولز، أقرب جيرانها، مثالاً نموذجياً لتأرجح الحرارة صعوداً وهبوطاً بشكل حاد ومفاجئ، والناجم عن حدوث مواجهة عنيفة بين كتل هوائية حارة وباردة.
1- تحت الضغط
جلبت هبّة هوائية قادمة من القطب الشمالي معها برداً قارساً عندما شقت طريقها في 11 يناير إلى غريت فولز . تترافق هذه الرياح القطبية عالية الضغط عادة بسماء صافية، وعدمُ وجود غطاء عازل من الغيوم يفسح المجال لمزيد من الانخفاض في درجات الحرارة خلال الليل. كما أن وجود ثلج يغطي الأرض يحبس الحرارة داخلها، ويبقي الهواء الشديد البرودة لفترة أطول.
2- وقت التأرجح
إن رياح الشينوك الآتية من جهة جبال روكي هي التي تسببت بالقفزة الحرارية القياسية في لوما. فبينما ينحدر الهواء الدافئ الرطب هابطاً الجبل، يرفع الضغط الجوي المتزايد حرارة الهواء- وهو ما يدعو إلى تسمية هذه الرياح بآكلة الثلوج- وهكذا تقفز حرارة المدن الصغيرة قرب السفوح من درجة التجمد إلى الاعتدال خلال ساعات، وأحياناً خلال دقائق.
3- خطوط الجبهة
يمكن لكتلة هوائية باردة أن تحل بسرعة شديدة محل كتلة دافئة، وهو ما شهده سكان مونتانا في 18 من يناير. فمع تحرك الجبهة الهوائية يبقى جدار الهواء البارد الأكثر كثافة قريباً من الأرض، مرغماً الهواء الدافئ على الارتفاع، ومتسبباً بهطول المطر في حال كان يحمل ما يكفي من الرطوبة. تتسبب هذه الكتل الهوائية بتغييرات حرارية طويلة الأمد نظراً لكبر أحجامها، وقد تمتد على مساحة آلاف الكيلومترات المربعة.
4- العمل بالتناوب
عند حدود التقاء كتلتين هوائيتين، قد تختلف درجات الحرارة بين الجانبين بمقدار كبير. وإذا تسببت تغيرات الضغط الكبيرة في حدوث حركة تموجيّة للحدود الفاصلة، يمكن لطقس البلدة الواقعة تحتهما أن يتأرجح بسرعة ما بين الدفء والبرد كما حصل في غريت فولز يوم 22 يناير لمدة سبع ساعات. ويمكن أن تستمر لعبة شد الحبل بين درجات الحرارة أيامأ عدة.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.