يروري هذه القصة جايمي جاكوب، أستاذ هندسة الفضاء في جامعة ولاية أوكلاهوما
حين يرغب معظم متتبّعي العواصف برؤية ما يحدث داخل الإعصار، فإنهم يضعون حسّاسات في طريقه. لكن هذه الحسّاسات توضع في مكان واحد يمرّ به الإعصار ويكمل طريقه. ولذلك فإننا نقوم حالياً بتصنيع طائرات بدون طيار تقوم بجمع بيانات الحرارة والضغط والرطوبة وذلك على أمل تحسين دقة التنبؤات الجوية، والمحافظة في الوقت ذاته على سلامتنا الشخصية بعيداً عن عين الإعصار، ذلك لأننا نضطر أحياناً إلى نطير في أحوال جوية شديدة السوء فقط لنعرف ماذا يجري.
في العام المنصرم كنا نجهز معداتنا في الميدان، وفجأة تشكل إعصار على بعد أقل من 2 كم منّا، مما يعني أنه فوقنا تماماً. وسرعان ما سقط ذلك الجدار الهائل من الغيوم كأنه جرف هاو. كان بوسعنا أن نشتمّ رائحة غاز الأوزون المنبعثة منه كما شعرنا بتياره الكهربائي. كان مشهداً يحبس الأنفاس.
تستمر الأعاصير عادة لمدة لا تتجاوز خمس دقائق من حين ملامستها الأرض، لذا كان علينا أن نجهز أنفسنا بسرعة ونطلق تلك الطائرة رباعية المراوح بعد أن نضع عدة حسّاسات عليها. لا يمكن عادة تحصيل قدر كبير من البيانات من طائرة واحدة، ولكننا عرفنا أن الرياح لم تكن شديدة كما توقعنا، فقد كانت سرعتها بين 64 و80 كم في الساعة.
أما الآن فصار لدينا أسراب من الطائرات الصغيرة بدون طيار التي تتحرك بإعدادات مختلفة، والتي تزودنا بالمزيد من البيانات عن كل عاصفة. ونأمل أن نكون جاهزين في المرة القادمة التي يتشكل بها إعصار فوقنا. فما يزال هنالك الكثير لاكتشافه في عالم التنبؤات الجوية.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 في مجلة بوبيولار ساينس.