تبدو هذه التشيكلات من الغيوم أشبه بالأطباق الفضائية العجيبة، وهناك آلاف من الناس الذين يلتبس عليهم الأمر ويعتقدون أنهم رأوا بالفعل الأطباق الطائرة ولكن هذه الظاهرة الجوية العجيبة تبدأ هنا على الأرض.
يحتاج تشكل هذه الظاهرة إلى مقوّمات أولها وجود جبل منعزل. فالقمة المنفردة تدفع الهواء المتدفق نحو الأعلى بينما تسحبه الجاذبية نحو الأسفل، مما يؤدي إلى حدوث موجة جوية مستمرة صعوداً وهبوطاً فوق الجبل. لا يمكنك عادة رؤية هذه الموجة، لكن في حال انخفضت درجات الحرارة أعلى القمة إلى نقطة الندى (أي درجة التكثف) تبدأ السحب بالتشكل.
ولكي تتكون الغيوم على هيئة أطباق طائرة فلا بد من وجود العنصر الثاني، وهو القمة المتناظرة المخروطية الشكل. هذا يعني أن الهواء يصعد على ارتفاعات مماثلة على طول الجبل، وينتهي بشكل يشبه العدسة. ومع وجود مقدار كاف من بخار الماء والجريان الهوائي يمكن أن تتشكل أكثر من طبقة فوق بعضها بعضاً.
ولأن هذه الأقراص الرقيقة التي تدعى "السحب العدسيّة" تتشكل بسبب جريان هوائي قوي يرتفع وينخفض باستمرار فإنها قد تسبب مطبّات غير آمنة على الطائرات. لكن طياري الطائرات الشراعية الذين يعشقون المغامرات والتشويق يطاردون بالطبع هذه السحب، ويحاولون أن يتلقطوا موجة الهواء المرتفع ويركبونها. وقد نجح طيار جسور مرة في الارتفاع بطائرته ما يزيد على 15 ألف متراً.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.