تقرير جديد يبيّن أن حظر استخدام الأكياس البلاستيكية يؤتي ثماره

4 دقيقة
تقرير جديد يبيّن أن حظر استخدام الأكياس البلاستيكية فعّال
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lijphoto

طبّقت إدارات المدن والولايات الأميركية مئات السياسات التي تقيّد بيع الأكياس البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة وتوزيعها خلال السنوات العديدة الماضية. يشير تقرير جديد إلى أن هذه القوانين نجحت إلى حد كبير في تحقيق هدفها المتمثل في الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.

يعتمد هذا التقرير الذي نشرته 3 مؤسسات غير ربحية، وهي مؤسسة إنفايرومنت أميركا (Environment America) وصندوق التعليم التابع لمجموعة أبحاث المصلحة العامة الأميركية (Public Interest Research Group Education Fund) ومؤسسة فرونتير غروب (Frontier Group)، على بيانات حكومية وقطاعية وبيّن أن حظر هذه الأكياس يمكن أن يقلل استهلاكها بمعدل نحو 300 كيس بلاستيكي وحيد الاستخدام لكل شخص سنوياً.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن التقليل من كمية المواد البلاستيكية الدقيقة المطروحة في أثناء غسل الملابس؟

حظر الأكياس البلاستيكية ممكن

قالت رئيسة صندوق التعليم التابع لمجموعة أبحاث المصلحة العامة الأميركية، فيه بارك، في بيان صحفي: "الخلاصة هي أن حظر الأكياس البلاستيكية فعال. يدرك المستهلكون بسرعة أن الامتناع عن استخدام هذه الأكياس ممكن، وهم يعتادون بسهولة على جلب الأكياس من المنزل [عند الذهاب إلى المتاجر] أو الامتناع عن استخدام الأكياس عندما يستطيعون ذلك".

نظر التقرير في سياسات حظر الأكياس البلاستيكية على مستوى البلاد، لكنه ركز على 5 سياسات تمثيلية في ولايات نيوجيرسي وفيرمونت وفيلادلفيا ومدينتي بورتلاند في ولاية أوريغون وسانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا. كان القرار الذي طبّق في ولاية نيوجيرسي في عام 2022 الأكثر فعالية؛ إذ إنه أدّى إلى إزالة أكثر من 5.5 مليارات كيس بلاستيكي سنوياً. أدّت السياسات المطبّقة في الولايات والمدن الأخرى إلى إزالة ما يتراوح بين 45 مليون و200 مليون كيس بلاستيكي سنوياً، تبعاً لحجم السكان.

توصّل الباحثون إلى تقديراتهم باستخدام البيانات التي جمعها كل من الوكالات البلدية والأكاديميون والمجموعات في قطاعي البلاستيك والبقالة.

أُصدر في المجمل أكثر من 500 قانون على مستوى المدن يحظر الأكياس البلاستيكية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 12 حظراً على مستوى الولايات، في كل من كاليفورنيا وكولورادو وكونكتيكت وديلاوير وهاواي ومين ونيوجيرسي ونيويورك وأوريغون ورود آيلاند وفيرمونت وواشنطن. وقد تضاف ولايتا جورجيا وماساتشوستس إلى هذه القائمة بسبب مشروعات قوانين جديدة.

اقرأ أيضاً: ما بدائل البلاستيك وكيف يمكن التقليل من استعماله؟

التلوث الناتج عن الأكياس البلاستيكية

الحجة ضد استخدام الأكياس البلاستيكية بسيطة، فهي تتسبب بالتلوث في مراحل حياتها جميعها، بدءاً من استخراج النفط والغاز المستخدمين في تصنيعها. لا تمكن إعادة تدوير هذه الأكياس بعد استخدامها مرة واحدة -مدة متوسطها 12 دقيقة وفقاً لأحد التقديرات- وهي إما تُحرق وإما تُرسل إلى مكبات النفايات حيث يمكن أن تبقى مئات السنين.

من المعروف أيضاً أن هذه الأكياس يمكن أن تتحول إلى قمامة تلوّث البيئة الطبيعية وتتسبب بموت الأحياء البرية. تتسبب الأكياس البلاستيكية، إلى جانب الرقاقات البلاستيكية، بعدد من الوفيات بين السلاحف البحرية والحيتان والدلافين وخنازير البحر أكبر من أي نوع آخر من البلاستيك. يمكن أيضاً أن ينتج عن هذه الأكياس شظايا صغيرة تحمل اسم اللدائن الدقيقة، التي قد يرتبط التعرّض لها بالاضطراب الاستقلابي وتسمم الأعصاب والضرر في الجهاز التكاثري لدى البشر، وغيرها من المشكلات الصحية.

قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة ماس بي آي آر جي (MassPIRG) غير الربحية، وهي فرع مجموعة أبحاث المصلحة العامة في ولاية ماساتشوستس، جانيت دومينيتس: "هناك الكثير من الدراسات التي تبين أن المواد البلاستيكية لا توسّخ البيئة وتلوثّها فحسب، بل إنها تصل حتى إلى مجرى الدم لدينا". بالإضافة إلى ذلك، تطلق اللدائن الدقيقة الغازات الدفيئة التي تسهم في ظاهرة التغير المناخي.

التشكيك في فعالية حظر الأكياس البلاستيكية

مع ذلك، يشكك البعض في فعالية حظر الأكياس البلاستيكية، ومنهم من يعتقد أن تأييد سياسات الحظر بالترافق مع الانخراط في الممارسات الأخرى الضارة بالبيئة مثل استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين هو سلوك نرجسي. في حين جادل آخرون في أن سياسات حظر الأكياس البلاستيكية تضر بالأعمال التجارية، أو أنها تنتهك حرية المستهلكين في استخدام المواد البلاستيكية. اعتباراً من عام 2021، أصدرت 18 ولاية ما يسمى بقوانين حق الشراء، التي تمنع الحكومات المحلية من اعتماد قرارات حظر الأكياس التي فرضتها.

اقرأ أيضاً: ما المشكلة في الوعود التي تقطعها الشركات للتقليل من التلوث البلاستيكي؟

خلص بعض الباحثين، على نحو غير متوقع، إلى أن الأكياس البلاستيكية مفيدة للبيئة مقارنة بالبدائل الورقية أو القماشية. وقد قال الباحثون في دراسة نُشرت في عام 2018 ولاقت صدىً واسعاً أن الأكياس القطنية يجب أن تُستخدم 20 ألف مرة لتعويض الأثر البيئي الناجم عن إنتاجها، في حين انتقدت دراسات أخرى سياسات حظر الأكياس البلاستيكية لأنها أدت إلى ارتفاع كبير في معدل استخدام الأكياس الورقية، التي تستهلك الموارد أيضاً. تبيّن الأبحاث أن إنتاج الأكياس الورقية يستهلك كمية أكبر من الطاقة والمياه مقارنة بإنتاج الأكياس البلاستيكية.

لكن يقول خبراء آخرون إن مؤلفي الدراسة حول الأكياس القطنية أجروا "مقارنة خاطئة" بين الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام والأكياس البلاستيكية، وفشلوا في أخذ تأثيرات البلاستيك على مدى دورة حياته فور التخلّص منه أو رميه في البيئة في الاعتبار. أما بالنسبة للنقاش حول الأكياس البلاستيكية ومقارنتها بتلك الورقية، فتتفق المجموعات البيئية على أن الهدف من سياسات حظر الأكياس البلاستيكية "المصممة جيداً" يجب أن يتمثّل في الحد من استخدام الأكياس التي تستخدم مرة واحدة بغض النظر عن نوعها.

ما بعد البلاستيك

قالت مديرة حملة "ما بعد البلاستيك" في مركز الأبحاث والسياسات في مؤسسة إنفايرومنت أميركا والمؤلفة المشاركة للتقرير الجديد، سيليست ميفرن سوانغو، لموقع غريست: "لا يتمثّل هدف هذه القوانين في دفع المستهلكين إلى استخدام نوع من الأكياس الوحيدة الاستخدام بدلاً من نوع آخر وحيد الاستخدام؛ إذ إن الأكياس الورقية لها تأثيرها البيئي الخاص". تنصح سوانغو بأن تشمل سياسات حظر الأكياس البلاستيكية جميعها رسوماً قدرها 10 سنتات على الأكياس الورقية لتشجيع العملاء على استخدام بدائل قابلة لإعادة الاستخدام.

اقرأ أيضاً: ما هو منشأ النفايات البلاستيكية المتجمّعة في رقعة نفايات المحيط الهادئ؟

حثّ التقرير أيضاً صنّاع القرار على حظر الأكياس البلاستيكية من أي نوع، وليس الأكياس الرقيقة فقط. كشف التقرير عن وجود ثغرة قانونية في بعض التشريعات سمحت لمحال البقالة وغيرها من تجار التجزئة باستخدام أكياس أكثر سماكة تمكن إعادة استخدامها ظاهرياً بدلاً من الأكياس البلاستيكية الرقيقة التي تُستخدم مرة واحدة، على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن المستهلكين لا يستخدمون الأكياس الأكثر سماكة أكثر من مرة. أدت هذه الثغرة في ولاية كاليفورنيا إلى زيادة صافية في وزن الأكياس البلاستيكية المستخدمة لكل شخص بين عامي 2004 و2021.

المحتوى محمي