قبو سفالبارد للبذور لا يزال بخير

3 دقائق
حقوق الصورة: Global Crop Diversity Trust via Flickr

أن يحدث عطل في قبو سفالبارد للبذور المصمم ليكون آمناً من الأعطال ، فهذا أمر مثير للسخرية، ولكن القصة أكبر من ذلك.

على موقعه الإلكتروني، تم وصف قبو سفالبارد العالمي للبذور من قبل صندوق أمانة المحاصيل Crop trust -المنطمة غير الربحية التي تديره- بأنه "مرفق لتخزين البذور بنظام آمن من الأعطال، بني ليجتاز اختبار الزمن، والتحديات الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو البشرية". وهو يملك احتياطيات من البذور مأخوذة من مصارف البذورحول العالم، بهدف الحفاظ على إرث تنوع المحاصيل في مواجهة التغير المناخي، والكوارث الطبيعية، والنزاعات البشرية. وهو يعمل منذ أكثر من تسع سنوات.

وفي يوم الجمعة 19 مايو 2017، انتشرت الأخبار عن أن المياه الناتجة عن ذوبان التراب الجليدي تجمعت في النفق وتجمدت، جاعلة الأرضية زلقة بالجليد دون أن تؤثر على البذور. ويبدو أن نظام الأمان ضد الأعطال قد تعطل. ويقول كاري فاولر الذي ساهم في بناء قبو البذور: "ربما لا يكون تعبير الفيضان هو الوصف الدقيق لهذه الحالة. وخلال عملي، كان هناك تسرب للمياه في مقدمة النفق في كل سنة".

لم يكن فولر في قبو البذور هذا العام عندما وقعت "الفيضانات"، ولكن لديه معرفة واسعة بالمشروع والمرافق. وهو يوضح أن نفقاً طوله 100 متر يؤدي إلى قلب الجبل حيث يتم تخزين البذور، على منحدر طفيف. وفي قاعدة المنحدر يوجد محطتا ضخ لإزالة أي مياه يمكن أن تتجمع ، ثم هناك صعود طفيف قبل أن تصل إلى أبواب القبو نفسه، حيث يتم حفظ البذور عند درجة 0.4 فهرنهايت أو درجة -18 مئوية. يقول كاري: "لم يكن يفترض أن يكون النفق محكماً ضد تسرب المياه عند الواجهة، لأننا لم نكن نعتقد أننا سنحتاج إلى ذلك. وما حدث هو أن التراب الجليدي يذوب في الصيف، وتدخل بعض المياه، وعندما تدخل تتجمد. فهي عادة لا تصل إلى مسافة بعيدة.

التراب الجليدي هو طبقة متجمدة من الأرض يفترض أن تكون دائمة، ولكنها قد تتضرر إذا ارتفعت درجة الحرارة، أو قام الإنسان بالحفر داخلها، ما يسمح بالمزيد من وصول الحرارة إليها. وفي حالتنا هذه، كانت المنطقة تمر بموجة حر غير مسبوقة، وقد أدى إنشاء النفق إلى حفر داخل التراب الجليدي وجعله عرضة للتأثّر. وهذا التركيب يعني أن المياه الذائبة قرب المدخل وحتى النفق -حيث تكون الطبقة العليا من التراب أقل سماكة- قد تأخذ طريقها خلاله. ولهذا السبب قام المصممون بتركيب المضخات في المقام الأول.

قبو سفالبارد العالمي للبذور.
حقوق الصورة: Global Crop Diversity Trust via Flickr

يقول فاولر: "وإذا حدث السيناريو الأسوأ، بحيث كان هناك الكثير من المياه، وتعطلت أنظمة الضخ، فإن المياه ستأخذ طريقها باتحاه قبو البذور، ثم ستواجه درجة حرارة -18 مئوية وتتجمد مرة أخرى. ثم سيكون هناك حاجز آخر لدخول القبو هو الجليد". بمعنى آخر، يجب على أي كمية من المياه ستفيض إلى داخل النفق أن تسير بمنحدر 100 متر ثم تعود صعوداً، ثم تغمر أنظمة الضخ، ثم عليها ألا تتجمد عند درجات حرارة أقل من درجات التجمد. وبخلاف ذلك، فلا يوجد أي طريقة للسوائل لتصل إلى مكان البذور. لذلك فإن البذور آمنة على الأرجح. ولا يعني هذا أن دخول الماء إلى النفق وتجمده ليس مؤشراً خطيراً. ففي منطقة سفالبارد، أرض الثلج والجليد والدبب القطبية، ما تزال المياه الذائبة مصدراً للقلق، حتى لو لم تكن تهديداً مباشراً. ولهذا السبب - بحسب صحيفة الجارديان- بدأت الحكومة النرويجية التي تشغّل القبو باتخاذ الإجراءات اللازمة لهذا الشأن.

يقول فاولر: "لا يوجد الكثير من أقبية البذور وسط الجبال في سفالبارد. لذلك فهو مهم بالفعل. ويحتاج القائمون عليه إلى دراسة مصدر دخول المياه وكمياتها، لتقييم حقيقة الوضع". وكانت المجموعات التي تشغل قبو البذور تنظر في هذه القضية منذ سنوات. ويبدو أنها تتحرك قدماً ضمن خطط لمنع تسرب المياه إلى النفق، ومنع تكون الجليد على الأرضيات، ومنع التدفق الموسمي للمياه من دخول القبو. يقول فاولر: "وفي نهاية المطاف، علينا أن ندرك أن كل شيء نسبي في هذه المبادرة. فدرجة الحرارة في الكوكب كله ترتفع، بما في ذلك سفالبارد". وحتى مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن المناطق القريبة من القطبين مثل سفالبارد، تبقى أكثر برودة من غيرها من المناطق الأخرى على الأرض، وهذا يعني أن الأمر سيتطلب طاقة أقل لتبريد قبو البذور وصولاً الى درجات الحرارة المطلوبة. يقول فاولر" :أعتقد أن سفالبارد مكان جيد لنبدأ منه. فهو أفضل من ممفيس أو نيويورك ومن أي مكان آخر".

هل ما زلت قلقاً؟ سنخبرك بما سيجعلك تتنفس الصعداء. يقول فاولر: "افرض أن كل الجليد في العالم قد ذاب، في جرينلاند والقطب الشمالي والقطب الجنوبي، وفي كل مكان، ثم حدث أكبر تسونامي شهده العالم أمام قبو البذور. ما الذي سيحدث للقبو؟ لقد وجدنا أن قبو البذور سيكون على بعد بناء من خمس إلى سبع طوابق من تلك النقطة. وربما لا يخدم هذا الوضع الطريق المؤدي إلى القبو، ولكن البذور نفسها ستكون بخير".

المحتوى محمي