أخيراً، أتى ذلك الوقت من العام مرة أخرى، والذي نضع فيه لأنفسنا أهدافاً نرغب في تحقيقها العام القادم. بعضنا يخطط لزيادة نشاطه الرياضي والذهاب إلى النادي، وبعضنا الآخر سيخصص بعضاً من المال للأعمال الخيرية، أو قضاء المزيد من الوقت مع العائلة. ولكن بالنسبة للمهتمين بالبيئة، قد يكون من الصعب تحديد أهداف من شأنها أن تحدث فرقاً في الواقع ضد تغير المناخ دون الوقوع ضحية الغسيل الأخضر (تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة ما) والمزاعم التي ترفع السقف عالياً إلى درجةٍ يصعب تصديقها بالفعل.
فيما يلي بعض الطرق العملية والأكثر فعالية لاتخاذ قرارات مستدامة للعام الجديد.
تناول الطعام المحلي وبوعي
الأكل بوعي هو الطريقة الأسهل لتحقيق أهداف المناخ الشخصية. يُعد هدر الطعام مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم، ليس فقط بسبب العواقب الأخلاقية للوجبات التي تجد طريقها أخيراً إلى مكب النفايات بدلاً من أن تكون طبقاً لشخصٍ آخر بحاجتها، ولكن أيضاً بسبب البصمة الكربونية والتلوث الذي تسببه هذه القمامة.
في الحقيقة، للطعام الذي نتناوله تأثيرٌ شديد جداً على الكوكب، خصوصاً إذا كانت الكثير من الأطعمة التي نتناولها تعتمد على الحيوانات. تتمثل بعض الطرق لإعادة التفكير في نظامك الغذائي، دون التضحية بأطباقك المفضلة، في إعادة النظر بكمية البروتين التي تحتاجها كي يكون نظامك الغذائي صحياً (يستهلك الكثير منا أكثر بكثير مما نحتاج إليه بالفعل) وشراء أقل قدرٍ ممكن من الأطعمة المصنعة.
ضع في اعتبارك أخيراً شراء حاجياتك من المزارعين المحليين. وركّز على شراء الأطعمة الموسمية المحلية في منطقتك، وقم بإجراء القليل من البحث عن المزارعين الذين ينتجون الأطعمة التي تفضلها.
غير عاداتك في تسوّق الملابس
للموضة السريعة تأثيرٌ شديد على الكوكب. فمن الظروف القاسية للعمال في هذا القطاع، وجبال الملابس غير المستعملة التي ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، إلى التلوث البيئي الهائل الناجم عن تصنيع الملابس وشحنها إلى جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يحتاج الناس في الواقع إلى شراء ملابس جديدة أحياناً، كما أن الوصول إلى منتجات شركات تصنيع الملابس المهتمة بالبيئة ليس متاحاً أو ميسور التكلفة دائماً للجميع.
حارب دورة الموضة غير المستدامة هذا العام من خلال مقاومة الرغبة في «اكتناز» أو شراء الكثير من الملابس المستعملة بغض النظر عن تاجر التجزئة الذي يبيعها. بينما قد يبدو من الأخلاقي الشراء من متاجر الألبسة المستعملة للتوفير، تذكر أن دورة الموضة السريعة يمكن أن تستمر حتى من خلال شرائك الملابس المستعملة أيضاً. إن كنت تشعر بالفتور تجاه السترة التي وضعتها في عربة تسوقك، سواء كانت مستعملة أم ما زالت بطاقة المصنع عليها، تذكر الفائدة العظيمة التي ستكون لها بالنسبة لمتسوق يحتاجها حقّاً.
تعامل مع بنكٍ أخضر (بيئي)
هناك علاقة مثيرة للجدل بين البنوك وتغير المناخ. على الرغم من أن البنوك الكبيرة قد تبدو أكثر «اخضراراً»، إلا أنها عادةً ما تستثمر معظم رأس مالها في المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري. لحسن الحظ، هناك مؤسسات مالية تتيح لك وضع أموالك في المكان الذي تريده وبعيداً عن متناول الشركات العملاقة المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تقوم بعض البنوك، مثل بنك «أتموس»، بتمويل مشاريع حلول المناخ حصراً، بينما تستثمر العديد من البنوك الأخرى أموالها في الشركات الصغيرة والمحلية.
كانت ميغان هريندزا، المديرة التنفيذية والمؤسِّسة المشاركة لشركة «مايتي ديبوسيتس» لتقييم البنوك بناءً على أثرها الاجتماعي، قد قالت لدورية بوبيولار ساينس في مايو/أيار: «وضع أموالك في بنكٍ ذي معايير صديقة للبيئة أشبه بالتصويت. إنه أبسط الطرق وأكثرها تأثيراً لإحداث تغيير دائم من أعلى إلى أسفل على مستوى النظام استجابةً للعمل الشعبي من خلال التنسيق بين ملايين الأشخاص».
ازرع حديقة تحارب انبعاثات الكربون
دفعت الجائحة المزيد من الناس إلى الزراعة لتأمين طعامهم، ولكن هناك طريقةٌ أخرى لاستخدام مهارات البستنة المُكتسبة هذه من خلال زرع أحواض الكربون المصغرة في فناء المنزل أو في المساحات الخضراء المجاورة. أولاً، قم ببعض البحث حول الأشجار والشجيرات والأعشاب المحلية في منطقتك واختر منها الأنواع التي تقوم بتخزين الكربون بشكلٍ جيد في أوراقها وجذورها، وفي نفس الوقت، تفيد الحشرات وأنواع الحياة البرية الأخرى، ثم قم بزيارة المشاتل أو المزارعين المحليين لمعرفة مدى توفرها. يجب أن تخطط لحديقتك قبل حلول الصقيع، لأن الزراعة بعد ذلك ستصبح أصعب.
في الواقع، يعد اختيار النباتات المناسبة أيضاً جزءاً واحداً فقط من معادلة عزل الكربون، فالطريقة التي تعتني من خلالها بها تحدث فرقاً كبيراً أيضاً. يجب عليك في هذا الصدد استخدام الأسمدة التي يمكن أن تصنعها من مخلفات مطبخك مثلاً والأسمدة غير الكيماوية. على هذا النحو، ستبدو حديقتك ورائحتها أكثر حيوية.