موسم أعاصير عنيف، لكنه لم ينته بعد. فماذا سيحدث؟

3 دقائق
المحيط الأطلسي في 28 سبتمبر 2017

أخيراَ، تجاوزنا ذروة موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، وهذه أخبار موضع ترحيب عند الناس الذين يعيشون على طول الساحل، ولكننا على أي حال لم نخرج من دائرة الخطر بعد. ويمكن لمواسم الأعاصير، وخاصة في السنوات التي تشهد مثل هذا النشاط، أن تثير بعض العواصف السيئة في أكتوبر وحتى نوفمبر. ويعتبر قدوم الخريف علامة على قرب هدوء الموسم، ولكن ينبغي ألا نخفض من مستوى حذرنا.

كان موسم أعاصير الأطلسي لعام 2017 بشكل من الأشكال، أعلى قليلاً من المتوسط ​​حتى الآن. فقد رأينا 13 عاصفة مسماة، وثمانية أعاصير، وخمسة أعاصير خطيرة. ويشهد الموسم المتوسط ​​12 عاصفة، وستة أعاصير، وثلاثة أعاصير تصل إلى الفئة الثالثة أو أشد. وهذا يتماشى مع معظم التنبؤات الرئيسية التي حذرت من موسم أعاصير فوق المتوسط ​​هذا العام.

ولكن السرعة التي أثار فيها هذه الموسم العواصف القوية كانت أكبر بكثير من المعتاد، فقد تطورت ثماني عواصف مسماة متتالية إلى أعاصير خلال مدة 45 يوماً، ما بين منتصف أغسطس إلى نهاية سبتمبر، وكان ست منها قد وصل اليابسة على شكل إعصار، والأسوأ من ذلك، أن ثلاثاً منها -وهي هارفي، وإيرما، وماريا- كانت من الفئة الرابعة أو الخامسة.

ولا يزال أمامنا شهران كاملان متبقيان من موسم الأعاصير. ويبدو أن الظروف ستكون مواتية لتطور العواصف خلال النصف الأول من أكتوبر على الأقل. وأبرزت توقعات المركز الوطني للأعاصير في 28 سبتمبر 2017 اهتماماً بمنطقة حوض الكاريبي لتطور الأعاصير المدارية المحتملة خلال الأيام الخمسة المقبلة. وتشير النماذج إلى إمكانية زيادة النشاط في منطقة غرب الكاريبي خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين.

وتعتبر منطقة غرب الكاريبي المكان الذي يتوقع  بدء تشكل العواصف منه خلال هذا الوقت من السنة. وتعتمد نقاط نشوء الأعاصير المدارية على الموسم. وعادة ما تبدأ العواصف في الظهور بالقرب من إفريقيا خلال ذروة الموسم، عندما تساعد حرارة الصيف الأمواج المدارية في القارة الإفريقية وتدفع المياه. وهذه هي البذور التي تنشأ منها عواصف مثل إيرما وماريا، والتي يمكننا أحياناً مراقبتها لأسابيع قبل أن تبدأ بتهديد اليابسة.

وتميل الأعاصير المدارية التي تتشكل في وقت مبكر وفي وقت متأخر من الموسم  إلى أن تكون أقرب إلى الشاطئ، حيث أن تشكلها غالباً ما يتأثر بأنماط الطقس النشطة المرتبطة بالمواسم المتغيرة. ولا تميل هذه العواصف إلى أن تكون شديدة مثل تلك الأعاصير التقليدية التي تستغرق أسابيع لتتشكل عبر المحيط الأطلسي، ولكنها يمكن أن تكون أقوى قليلاً، ويمنحنا قربها من اليابسة وقتاً أقل قليلاً للتحضير قبل أن تشكل تهديداً.

ولا تعني العاصفة التي تتشكل قرب اليابسة بالضرورة أنه ليس لديها الوقت لتشتد، فقد تطور الإعصار هارفي من منخفض مداري إلى إعصار من الفئة الرابعة في غضون بضعة أيام فقط عندما كان يمتد عبر خليج المكسيك. وقد تطور الإعصار ويلما ليكون الإعصار الأشد المسجل في المحيط الأطلسي (بأقل ضغط جوي) دون أن يتحرك أكثر من بضع مئات من الكيلومترات من حيث بدأ كمنخفض مداري قرب جامايكا.

محتوى الحرارة المحيطية في 28 سبتمبر 2017.
حقوق الصورة: الإدارة الوطنية للمحيط والغلاف الجوي

ومن دواعي القلق بوجه خاص لما تبقى من الموسم، أن مياه غرب الكاريبي لا تزال دافئة جداً. وتمد درجات حرارة سطح البحر الدافئة الأعاصير بأسباب بقائها وازدهارها، ولكن السطح سوف يمد هذه العواصف بطاقتها لفترة طويلة. وتثير الرياح العنيفة أثناء الإعصار أمواج المحيط عندما تمتد هذه العواصف. وتسبب هذا الإثارة موجات متقلبة، مما يؤدي إلى سحب الماء البارد إلى السطح من الأسفل. ويمكن أن يساعد الماء البارد في قمع نشاط الإعصار المتأخر في أعقاب عاصفة قوية.

ولم نر أي عواصف قوية تتحرك فوق منطقة غرب الكاريبي هذا العام، وبالتالي فإن المياه هناك كانت تثار دون انقطاع تقريباً طوال الموسم. ويعتبر محتوى الحرارة المحيطية -وهو مقياس يأخذ في الاعتبار عمق المياه الدافئة- أعلى من المعدل في هذا الجزء من حوض المحيط. وهذا يعني أن أي عواصف يمكن أن تتشكل في منطقة البحر الكاريبي هذا العام، لديها خزان عميق من المياه الثائرة لتستفيد منها عندما تشتد. وهذا ما يثير احتمال أن أي عاصفة ستتشكل يمكن أن تواجه تكثيفاً سريعاً إذا كانت الظروف الجوية مواتية، والتكثيف السريع هو نفس العملية التي سمحت لجميع العواصف الأربع القوية هذا العام بالوصول إلى شدتها العالية.

والخبر السار هو أن موسم الأعاصير قد اقترب من نهايته أخيراً. وعندما تبدأ الرياح الباردة للخريف بالسيطرة على اليابسة، فإن أنماط الطقس العدائية ستجعل الغلاف الجوي فوق المحيط غير مناسب للأعاصير المدارية. وستصبح المياه أكثر برودة، وسيكون الهواء جافاً، وستكبح الرياح أي عاصفة رعدية تحاول أن تتشكل. ولسوء الحظ، فإننا بعيدون عن هذه النقطة. ولذلك حافظوا على يقظتكم، وركزوا على توقعات الطقس، على الأقل خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.

المحتوى محمي