في مدينة سولت ليك سيتي في ولاية يوتا الأميركية، يطلق السكان على فصل الشتاء اسم "فصل الانقلاب" لأنه يميل إلى إحداث ظروف جوية غريبة: تعكس العواصف الثلجية النزعة المعتادة للهواء بأن يصبح أكثر برودة كلما ازداد الارتفاع عبر تبريد سطح الأرض، ليترك وراءه طبقة من الهواء الدافئ تخيم فوق المدينة. يتسبب الانقلاب بنشوء ما يشبه الغطاء الجوي السماوي، في حين تؤدي الجبال المحيطة بالمدينة دور الجدران، لتحصر التلوث في المكان حتى تبدده عاصفة أخرى. تدوم "قبة الضباب الدخاني" الناتجة بمعدل 4 أيام، ولكن بعضها دام 3 أسابيع تقريباً. لا تسبب هذه الفترات الضبابية الكآبة وحسب لدى السكان، فهي خطرة أيضاً. وإليكم فيما يلي نظرة خاطفة عن هذه القبة الضبابية.
كيف تتشكل هذه القبة؟
عادة ما تزداد برودة الهواء بازدياد الارتفاع، ولكن هنالك بعض الحالات التي يتشكل فيها "طبقة" هواء دافئة فوق منطقة معينة. وعادة ما تحدث هذه الانقلابات الجوية التي تشهدها مدينة سولت ليك سيتي عقب العواصف الثلجية. وثمة مناطق أخرى أخرى تشهد انقلابات إشعاعية ليلية غالباً، وذلك عندما تطلق الأرض كميات من الحرارة أكثر مما تتلقاه من الشمس.
مشاكل في القمم
يمكن لظاهرة قبة الضباب الدخاني أن تنشأ في أي مكان، ولكنها تتشكل في كثير من الأحيان في المدن التي تقع بالقرب من السلاسل الجبلية، مثل مدينة بويسي وإيداهو ولوس أنجلوس، حيث ينحصر الهواء البارد في الوديان. كما يمكن أن تتشكل هذه الظاهرة في المناطق التي تشهد هطولات ثلجية كثيفة، وهو ما يجعل الهواء قرب سطح الأرض أكثر برودة من الطبقات الأعلى.
شيء ما في الجو
تحصر الانقلابات جسيمات دقيقة تعرف باسم PM2.5 (مادة جسيمائية بنصف قطر أقل من 2.5 ميكرومتر)، تنتجها محركات السيارات، مواقد النار في العراء، والانبعاثات الصناعية. يمكن أن يؤدي تراكم هذه الانبعاثات وغيرها من الملوثات، مثل الأوزون، إلى خفض مستوى الرؤية، وزيادة حموضة المياه، واستنزاف العناصر المغذية للتربة.
أنفاس مقطوعة
يمكن أن يؤدي استنشاق جزيئات PM2.5 إلى تفاقم بعض الحالات المرضية مثل الربو وفشل القلب الاحتقاني. لذلك فإنه وفي كل مرة تمر فيها سولت ليك سيتي بفترة انقلاب، تشهد غرف الطوارئ في المدينة ارتفاعاً حاداً في عدد الزيارات. وكلما طالت مدة الانقلاب، تزداد الحالات المرضية سوءاً. وإذا ارتفع تركيز هذه الجزيئات الملوثة في الجو كثيراً يتم تعليق الدوام في المدارس، ويطلب من الكبار أداء أعمالهم من المنزل.
هل يمكن السيطرة على هذه الظاهرة
لا يمكن للبشر إيقاف الانقلابات. ولكن بإمكاننا تخفيض انبعاثات "التقبّب". حيث تهدف مدينة سولت ليك سيتي إلى تشديد المعايير الخاصة بانبعاثات السيارات، والعمل على خفض الحركة المرورية عبر توفير خيارات أفضل في النقل العام. ويأمل المسؤولون أن إجراء مثل هذه التدابير الصغيرة مجتمعةً؛ سوف يخفف آثار التقبب بحلول العام 2040.
42%
حجم الارتفاع في عدد زيارات غرف الطوارئ المتعلقة بحالات الربو بحلول اليوم الرابع من ظاهرة قبة الضباب الدخاني.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.