ماسة أوكافانغو الزرقاء: معجزة من الطبيعة

ماسة أوكافانغو الزرقاء
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

المصطلح الصناعي للأحجار الملونة بشكل طبيعي هو «الأحجار الخيالية»، مما يجعل ماسة «أوكافانغو الزرقاء» النادرة ذات الـ 20.46 قيراطاً من بوتسوانا «حجراً أزرقاً غامقاً خيالياً». ولكن حتى هذا الوصف لا يؤتي هذه الماسة التي تتميز عن 99.98% من أحجار الألماس المستخرجة الأخرى حقها.

هذه الماسة الكبيرة بشكل غير عادي، والتي تم الكشف عنها في معرض جديد في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك في الأيام الاولى من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، هي بحجم حبة لوز في قشرتها. من المحتمل أن تكون قد تشكلت على عمق يتجاوز 667 كيلومتراً، تحت جزء من الأرض الداخلية يسمى «المنطقة الانتقالية». ظهر الحجر في مايو/أيار 2018 في منجم «أورابا» في بوتسوانا، وعثرت عليه شركة  أوكافانغو للألماس.

كيف تشكلت ماسة أوكافانغو الزرقاء

ولكن أكثر ما يلفت الانتباه على الفور في هذه الماسة هو لونها: فهي تحصل على وهجها اللازوردي من البورون الذي مصدره هو مياه البحر. عادة، يحتوي الماس نسبة من النيتروجين أعلى من نسبة البورون، وذلك لأن النيتروجين أكثر وفرة في البيئة، كما أن البورون لا يوجد عادة في أعماق الأرض حيث تتشكل المعادن. لكن الماسة الزرقاء هذه تمثّل حالة نادرة بسبب احتوائها على نسبة أعلى من البورون قياساً بنسبة النيتروجين.

كيف إذن وصل البورون إلى هذا الماسة؟ تحتوي المحيطات على البورون، والذي تتم إعادة تدويره في القواعد الأرضية الصخرية وطبقة الوشاح من خلال عملية تسمى «الاندساس». عندما تصطدم صفيحة تكتونية في المحيط بشكل طبيعي بأخرى قارية وتنزلق تحتها، يتم دفع البورون عميقاً إلى المنطقة الانتقالية. تختفي آثار البورون مع الوقت، وقد ينتهي المطاف به داخل الماس.

يقول «جورج هارلو»، وهو جيولوجي ومدير قاعات الجواهر والمعادن في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي: «هذا دليل آخر يدعم نظرياتنا التي تفسر حركة الطبقات الأرضية».

يقول هارلو إن العلماء تعلموا عن عملية الاندساس في الـ 50 عاماً الماضية فقط، لذا فإن هذه الفكرة النظرية وراء تشكل ماسة أوكافانغو الزرقاء تزيد من فهمنا الحالي لعملية أساسية تحدث في كوكبنا، وهي حركة الصفائح التكتونية. مع ذلك، فإن علماء المعادن لا زالوا يجهلون السبب وراء التركيب الكيميائي لهذه الماسة. يقول هارلو: «نحن لا نعلم تماماً سبب انخفاض نسبة النيتروجين في هذا الحجر». الماس الذي يحتوي على نسبة أكبر من النيتروجين له لون مصفرّ، لذا فإن ماسة أوكافانغو الزرقاء شبه الخالية من العيوب تعتبر اكتشافاً كبيراً.

حتى يُصك مصطلح ملائم أكثر لمثل هذه الأحجار، فلا ضير في إطلاق اسم الأحجار الخيالية عليها.