هل يمكن أن يولد الأطفال بأجسام مضادّة لفيروس كورونا؟

2 دقائق
اطفال, كورونا,ولادة الاطفال في زمن كورونا
shutterstock.com/ KieferPix

وثّق العلماء أول حالةٍ معروفةٍ لطفل مولودٍ حديثاً يحمل أجساماً مضادةً لفيروس كورونا بعد تلقّي والديه اللقاح، ووفقاً لتقرير أوّلي لدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران؛ كانت الأم؛ وهي عاملة رعاية صحية في الخطوط الأمامية في فلوريدا، قد تلقّت الجرعة الأولى من لقاح موديرنا عندما كانت حاملاً في الأسبوع السادس والثلاثين، وبعد 3 أسابيع؛ وقبل تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، أنجبت المرأة فتاةً سليمةً وقويةً مع فترة حملٍ كاملة، وقد تلقت الأم الجرعة الثانية من لقاح موديرنا بعد ولادة طفلها وفق الفاصل الزمني المحدد بين الجرعتين؛ والبالغ 28 يوماً.

وبعد ولادة الطفل مباشرة؛ أخذ العلماء عيناتٍ من الدم من الحبل السّري لاختبار وجود الأجسام المضادة لفيروس كورونا؛ والذي يشير وجودها عادةً لدى البالغين إلى شكلٍ من أشكال الإصابة بالفيروس والشفاء منه.

حالات مشابهة

لم تكن تلك الحالة الأولى من نوعها التي تعبر فيها الأجسام المضادة لفيروس كورونا إلى الجنين عبر المشيمة؛ إذ كان هناك عدة حالاتٍ مشابهة وموثقة خلال العام الماضي. توثّق إحدى الدراسات التي خضعت لمراجعة الأقران؛ والمنشورة في دورية «الجمعية الطبية الأميركية» في مارس/ آذار العام الماضي، أن 6 أمهاتٍ مصابات بأعراضٍ معتدلة لمرض كوفيد-19 قد نقلن جميعاً أجساماً مضادة لأطفالهن، ولم تظهر أية أعراض عليهم. وأظهرت ورقة أخرى؛ نُشرت في دورية «جاما بيادرتكس» في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن 72 امرأة من أصل 83 امرأة حامل؛ جميعهنّ كن يحملن الأجسام المضادّة (50 منهن لم تظهر عليهن أية أعراض)، أنجبن أطفالاً يحملون الأجسام المضادة عند الولادةن لكن هذه الحالة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تُظهر انتقال المناعة للطفل من خلال اللقاح لوحده، ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف مدى الحماية التي توفرها هذه الأجسام المضادة للطفل حديث الولادة، أو كم تدوم.

تحسين النسل, أطفال, رضيع, طب

في الواقع؛ عادةً ما تتلقى الأجنّة بعض المناعة التي تتمتّع بها الأم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وفي حين يدرك العلماء إمكانية انتقال الأجسام المضادة للعدوى من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، إلا أن مستوى المناعة التي يحصل عليها المولود الحديث يمكن أن يكون مختلفاً عن مناعة الأم في الواقع؛ على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث في عام 2016 أن فرصة نقل النساء الحوامل للمناعة ضد الحصبة إلى أطفالهن أكبر من فرصة نقل المناعة ضد شلل الأطفال، وفي هذا السياق؛ تُوصى الحوامل بالتطعيم ضد أمراضٍ مثل الإنفلونزا، الدفتيريا، السعال الديكي (مرضٌ شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي)، والتيتانوس أثناء الحمل، لنقل المناعة إلى الأطفال.

تُعتبر المناعة التي يحصل عليها المواليد الجُدد من أمهاتهم مؤقتة؛ حيث تبدأ في التلاشي بعد بضعة أسابيع أو أشهر (تختلف المدد الدقيقة باختلاف نوع الجسم المضاد). يشير مؤلفو الدراسة السابقة أن هناك حاجةً إلى مزيد من الدراسات والتوثيق لتحديد كمية الأجسام المضادة لفيروس كورونا المُتوقّع نقلها إلى الطفل أثناء الحمل، كما يوصي الباحثون بدراسة المدة التي تدوم خلالها هذه الأجسام المضادة عند حديثي الولادة كي نتمكّن من تحديد عمر الطفل المناسب لتلقي اللقاح فيما بعد.

في الواقع؛ تم استبعاد الحوامل من تجارب اللقاح الأولى، لذلك لم يكن هناك إدراك كثير بشأن هذا الأمر، ولكن ذلك بدأ يتغيّر؛ فقد بدأت شركتا فايزر وبيونتك مؤخراً مرحلةً جديدةً من تجارب اللقاح (مرحلة 2/3) تضمّ 4000 امرأة حامل يتمتعن بصحةٍ جيدة. ومع بدء هذه التجارب، وولادة المزيد من الأطفال الذين يحملون أجساماً مضادة لأفرادٍ تلقوا التطعيم، فإن النتائج المتوقعة ستساعد الأطباء والباحثين على التوصّل لأفضل الطرق لحماية هؤلاء الأطفال.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي