ما الرياضات التي تتفوق فيها النساء على الرجال؟

ما الرياضات التي تتفوق فيها النساء على الرجال؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Overearth
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتمتع الرجال بكتلةٍ عضليةٍ أكبر وصفاتٍ بدنية أخرى تجعلهم يتفوقون على النساء في العديد من الألعاب الرياضية، فهل يعني هذا أن المنافسات كلها في ميادين الرياضة بين الرجال والنساء ستنتهي بفوز الرجال؟ في الواقع، لا. ثمة العديد من الرياضات التي يمكن أن تتفوق فيها النساء أو تنافسن بجدارة على الأقل، بل إن البنية الجسدية للرجال قد تكون سبب خسارتهم في بعض المنافسات مع النساء. وإليك أهم هذه الرياضات.

ما سر اختلاف القدرات الرياضية ما بين الرجال والنساء؟

ذكرت دراسة منشورة في دورية المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة (International Journal of Environmental Research and Public Health) عام 2019، أن اختلاف الأداء الرياضي ما بين الرجال والنساء قد لوحظ بطرق مختلفة، وقد يكون التفسير الأكثر ترجيحاً لفجوة الأداء الرياضي بين الجنسين ناتجاً عن اختلاف التعبير الجيني للعضلات الهيكلية البشرية وتفاعلها مع الهرمونات الجنسية؛ إذ أدّت هذه الحقائق إلى تمتع الرجال بعضلات أكبر وألياف عضلية أكثر وظيفية، ما يؤدي إلى زيادة القوة العضلية أو زيادة القدرة على التحمل أو كليهما. 

اقرأ أيضاً: لماذا ينام الإنسان عدد ساعات أقل من الرئيسيات الأخرى؟

ومع ذلك، يمكن القول إن سبب اختلاف الأداء الرياضي ما بين الجنسين يُعزى إلى العديد من العوامل، مثل السمات التشريحية والفيزيولوجية والعوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى المعرفة التدريبية والقدرة على الوصول إلى المعدات. من الناحية التشريحية، يتمتع الرجال بالمتوسط بقلوب ورئات أكبر حجماً ودهون عضلية أقل وكتلة عضلية أكبر من النساء. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الرجال عدداً أكبر من خلايا الدم الحمراء، ما يمنح أجسامهم قدرة أكبر على توصيل الأوكسجين إلى أنحاء الجسم كافة. تمنح هذه الاختلافات الرجال تفوقاً رياضياً خصوصاً في الألعاب الرياضية التي تعتمد على القوة أو الحجم، وتجعلهم يبرعون في رياضات الجري السريع أو رفع الأثقال على سبيل المثال. لكن هل يعني هذا أن الرجال أفضل من النساء في ميادين الرياضة جميعها؟ 

اقرأ أيضاً: هل نحتاج بالفعل إلى ساعات نوم أقل مع التقدم بالعمر؟

ليس تماماً؛ فقد وُجِد أن أجسام النساء أكثر قدرة على إدارة الغلوكوز، وهو سكر بسيط يستخدمه الجسم للحصول على الطاقة، وتخزينه في العضلات، حيث تستطيع أجسامهن استخدامه على نحو سريع عند المشاركة في الرياضات التي تنطوي على قدرة عالية على التحمل، كما يمتلكن نسبة أعلى من هرمون الأديبونكتين (Adiponectin) الذي ينظّم عملية التمثيل الغذائي للدهون، ونسبة أعلى من الأحماض الدهنية والدهون الثلاثية العضلية.

كما تميلُ أجسامهن إلى امتلاك نسبة أكبر من الألياف العضلية التي تتميز ببطء التمثيل الغذائي التأكسدي، وهي ألياف عضلية أضعف قوة وأعلى قدرة على التحمل وأسرع في التعافي من التعب مقارنة بالرجال، الذين يمتلكون في المتوسط نسبة أكبر من الألياف العضلية سريعة الانقباض، الأقوى والأسرع من عضلات الإناث ولكنها الأسرع تعباً. بالإضافة إلى ذلك، قد تتمتع النساء بقدرة أعلى على التركيز في أداء المهام المتعددة ومرونة أكبر للتعافي من النكسات والإخفاقات على المستوى النفسي. وبناءً على هذه المعطيات، إليك الرياضات التي يمكن أن تتفوق فيها النساء.

اقرأ أيضاً: مسكّن مجاني: كيف يمكن للمرء أن يحيا بلا ألم؟

ما الرياضات التي تتفوق فيها النساء على الرجال أو تنافسن فيها الرجال بجدارة؟

السباحة لمسافات طويلة

تمكنت النساء من تحقيق أداء مماثل للرجال في سباق السباحة لمسافات طويلة، سواء في حوض السباحة أو في المياه المفتوحة، في حين تفوقن على الرجال في مسابقات السباحة لمسافات أطول. إذ وعلى الرغم من تمتع الرجال بقيم أعلى لمحددات الأداء الفيزيولوجي مثل المعدل الأقصى لاستيعاب الأوكسجين، وانخفاض الحمل الخارجي عند العتبة اللاهوائية (يكون الرجال عموماً قادرين على إنتاج قوة بدنية أعلى عند العتبة اللاهوائية مقارنة بالنساء، والعتبة الللاهوائية هي مرحلة معينة من التمرين يحتاج عندها الجسم إلى طاقة أكبر مما يمكن الحصول عليه من أوكسجين التنفس)، فإن قدرة أجساد النساء على تخزين كمية أكبر من الدهون، الذي يكسبهن ميزة العزل الزائد والطفو في أثناء السباحة، وتمتعها بكفاءة أعلى في إنتاج الطاقة من أكسدة الدهون، قد أكسبتهن ميزة رابحة في فعاليات السباحة لمسافات طويلة في المياه المفتوحة التي تزيد على 30 كيلومتراً، إذ كنّ أسرع من الرجال بنحو 0.06 كيلومتر/ الساعة، وكن أفضل أيضاً في السباحة في المياه الباردة التي تنخفض درجة حرارتها عن 20 درجة مئوية.

اقرأ أيضاً: حقيقةٌ أمْ وهم؟ العلم يخبرنا عن الحب من أول نظرة

سباق الجري لمسافات طويلة 

على الرغم من الميزات الفيزيولوجية والتشريحية آنفة الذكر عند الرجال، التي ترتبط بالتفوق في رياضات القوة مثل الركض السريع ورفع الأثقال، فإن عضلات الرجال أكثر عرضة للإرهاق من عضلات النساء، بالإضافة إلى أن كفاءة أجسام النساء في استخدام الغلوكوز وأكسدة الدهون للحصول على الطاقة في أثناء تمرينات التحمل، جعلتهن يتفوقن على الرجال في منافسات الجري لمسافات طويلة.

ركوب الدراجات الهوائية لمسافات فائقة

هي رياضة يكون فيها أداء النساء أفضل من الرجال أيضاً كلما طالت المسافة، حيث تنخفض الفجوة في أداء الجنسين كلما اقترب طول السباق من 640 إلى 800 كيلومتر وزاد عليه.

الفروسية وسباق الخيول

تعد الفروسية من الألعاب الرياضية التي يمكن أن يتنافس بها الرجال والنساء ضد بعضهم بعضاً، إذ لا يكون للاختلافات في البنية الجسدية أي تأثير على النتيجة، فالصفات المطلوبة للفوز في الفروسية هي أن يكون الشخص فارساً قديراً، والفروسية هي الحدث الأولمبي الوحيد الذي يمكن أن يتنافس فيه الرجال والنساء بشكلٍ مباشر وجهاً لوجه، بل وتهيمن النساء على الأحداث؛ إذ غالباً ما تشهد هذه الفعاليات فوز النساء على الرجال في الكثير من المنافسات. بالإضافة إلى ذلك، فإن أداء راكبي خيول السباق من النساء ليس أفضل ولا أسوأ من أقرانهن من الرجال عند الركوب على خيول ذات قدرات مماثلة.

اقرأ أيضاً: كيف يقوم عقلنا باتخاذ قرارات سريعة دون تفكير؟

الريشة الطائرة ورياضة التنس

غالباً ما تنطوي هذه الأنواع من الرياضات على مسابقات منفصلة للرجال والنساء، لكن يمكن أن يتنافسا فيها على قدم المساواة، بل إن اللاعبات النساء كن المهيمنات في رياضة تنس الطاولة في الساحة الدولية. بالإضافة إلى ما ذُكر، ثمة أنواع أخرى من الألعاب الرياضية حيث يمكن للنساء أن تتنافسن مع الرجال وأن تحرزن الفوز، إذ غالباً ما تعتمد نتائجها على المهارة والتدريب إلى حدٍ كبير وليس على القوة البدنية بشكلٍ أساسي؛ مثل البولينغ وتسلق الصخور والرماية والغوص الحر والغولف.

يمكن القول إن القدرة على المنافسة قد لا تكون على قدرٍ متماثلٍ بين الرجال والنساء في الألعاب الرياضية جميعها، فالاختلافات الفيزيولوجية قد تُميّز الرجال في مجالات معينة، وقد تُميّز النساء أيضاً في مجالات أخرى. ومع ذلك، فقد أثبتت النساء أنفسهن وقدرتهن على المنافسة في العديد من الألعاب الرياضية التي يتنافسن فيها مع الرجال.