تعرف على قيلولة أديسون التي تساعدك على الإبداع

2 دقائق
قيلولة الإبداع
حقوق الصورة: يوريكازاك/ شترستوك.

لتوماس إديسون، أحد أكثر المخترعين عبقريةً في العالم، عملية مشهورة لإيجاد الحلول عندما كان يقع في حيرة من أمره؛ وهي أخذ قيلولة. لكنها لم تكن مجرد قيلولة عادية، ولا حتى قيلولة لمدة 15 دقيقة. فوفقاً لروايات مختلفة، كان يأخذ قيلولةً على كرسي، ممسكًا بقطعة من الرخام أو كرة فولاذية، وعندما كان يوشك على الغفوّ، كانت الكرة أو قطعة الرخام تسقط من يده ويوقظه ضجيجها، وعند هذه النقطة كان يجد في كثيرٍ من الأحيان حلاً للغزٍ لطالما صعُب اكتشافه.

جميعنا يمكن أن نكون إديسون

في دراسةٍ حديثةٍ نُشرت في دورية "ساينس"، تمكن باحثون في معهد باريس للدماغ من تكرار ما كان يحدث مع إديسون، وفتحوا فرصاً جديدة لالتقاط الأفكار التي قد تكون بعيدة المنال لولا ذلك. حيث أظهروا أن الإبداع يزداد عندما يستيقظ الناس تماماً بعد الاستغراق في نومٍ خفيف، وقبل أن يغطوا في نوم أعمق.

تشير الدراسة إلى أن الانتقال من اليقظة إلى النوم هو النقطة المفصلية التي يجد فيها الدماغ الحلول التي ربما كانت عصيّةً في وقتٍ سابق. وللأسف، أدى الانتقال إلى نومٍ عميق إلى إبطال النتائج؛ ما يعني أنه لا يمكننا الذهاب إلى النوم والاستيقاظ وفي يدنا كل الإجابات.

وإليك كيفية تنظيم التجربة: تم إعطاء المشاركين في الدراسة مشكلةً رياضيةً لحلها. تضمنت المشكلة قاعدة خفية تمكن المشاركين من حل المشكلة بشكلٍ أسرع. بعد عشر دقائق، طُلب من الأشخاص الذين لم يستطيعوا العثور على الفور على القاعدة الخفية الاسترخاء في غرفة مضاءة بشكلٍ خافت حاملين شيئاً ما بأيديهم، وإذا دخلوا في حالة النوم وأسقطوا الشيء الذي في أيديهم وأيقظهم، طُلب منهم استئناف العمل على حل المشكلة الرياضية. بلغت نسبة المشاركين الذين تمكّنوامن إيجاد القاعدة الخفية ثلاثة أضعاف أولئك الذين ظلوا مستيقظين أثناء فترة الاستراحة، أو الذين غطوا في شكلٍ أعمق من النوم.

تمثل الدراسة مرحلة جديدة في البحث حول الارتباط بين الإبداع والنوم، إذ درست الباحثتان دلفين أودييت وسيليا لاكو وزملاؤهنّ النوم في المراحل المبكرة، أو "النوم غير الريمي" (N1). ولم تتم دراسة النوم في هذه المرحلة المبكرة كثيراً حتى الآن، وتقترح هذه الدراسة المزيد من الفرص لمعرفة المزيد عن العلاقة بين النوم وحل المشكلات.

جرب قيلولة الإبداع هذه في المنزل

تقترح هذه الدراسة فائدة خفية أخرى للعمل من المنزل في ظل الوباء، فقد يتمكن الأشخاص من اغتنام فرصة أخذ قيلولة سريعة خلال النهار دون أن يتعرضوا لمسائلاتٍ في العمل.

والفكرة هنا ليست حرفياً أخذ قيلولة، بل محاولة البدء في أخذ قيلولة، ولكن الاستيقاظ قبل أن تغفو حقاً. إن الأمر يستحق المحاولة، طالما أنك لا تضحي بحصّتك الجيدة من النوم في الليل.

وإذا كنت تعمل على تقديم المزيد من الحلول الإبداعية لعملك، فجرّب طريقة إديسون في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحيرة، ويجدر بالذكر أن ألبرت آينشتاين والفنان السريالي الشهير سلفادور دالي استخدما نفس الحيلة لتعزيز الفكر الإبداعي باستخدام مفتاحٍ أو أدوات أخرى يحدث سقوطها ضجيجاً.

اقرأ أيضاً: نولد بالموهبة لكن الإبداع يمكن «تنميته»

طرق أخرى لتعزيز الإبداع

إذا لم تكن من هواة تجربة هذه الطريقة، أو كنت لا تضمن الاستيقاظ فوراً وتخاف من الانجراف في نومٍ عميق، فيما يلي طرق أخرى لتحسين حل المشكلات الإبداعي الخاص بك:

  • كن مستعداً لالتقاط أفكارك فور مراودتها لك عن طريق الاحتفاظ بدفتر في متناول يدك (أو سهولة الوصول إلى تطبيق الملاحظات على هاتفك المحمول)، وتتبع نتائج تطبيق هذه الأفكار بمرور الوقت لتحديد أياً منها المناسبة لك، ولا تعتمد على ذاكرتك، سجل الأفكار.
  • قم بإجراء مهامك الخاصة نفسها في أوقاتٍ مختلفة من اليوم لتحديد ما إذا كان لديك وقت من اليوم تكون فيه أكثر إبداعاً بما يناسب أسلوب عملك.

لطالما تم إهمال المرحلة المبكّرة من النوم نسبياً من قبل علم الأعصاب الإدراكي، إذ يتمّ التركيز بشكلٍ أكبر على مرحلة "حركة العين السريعة" (REM)، لكن يفتح هذا البحث مجالاً جديداً غير عادي للدراسات المستقبلية، خاصةً آليات الدماغ الإبداعية إذ غالباً ما يُنظر إلى النوم على أنه مضيعة للوقت والإنتاجية. ولكن من خلال إظهار أنه ضروري في الواقع لأدائنا الإبداعي، نأمل أن يعيد هذا البحث التأكيد على أهميته.

المحتوى محمي