يمكن أن يكون الطقس الفضائي مضطرباً إلى حد كبير. تؤدي ظاهرة القذف الكتلي الإكليلي (CMEs) العنيفة جداً، والتي تُعرف أيضاً بالتوهجات الشمسية، إلى حدوث ظاهرة الشفق القطبي الجميلة ليلاً أو لانقطاع التيار الكهربائي وتتداخل مع العديد من المعدات التكنولوجية، وحتى إنها تعرّض رواد الفضاء للخطر من الإشعاعات التي تحملها.
هل يمكننا التنبؤ بشكلٍ أفضل بالتوهجات الشمسية، كما نتنبأ بالطقس على الأرض هنا؟
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تدمر التوهجات الشمسية والطقس الفضائي الحضارة البشرية؟
نحو تحسين التنبؤ بالطقس الفضائي
قام فريق من العلماء من مؤسسة "نورث ويست ريسيرش أسوشييتس" (NWRA) بدراسة بيانات من مرصد ديناميكا الشمس (SDO) التابع لناسا واكتشف بعض القرائن الجديدة التي يمكن استخدامها للتنبؤ بالطقس في الغلاف الجوي العلوي للشمس. حيث حدد الباحثون إشارات صغيرة في هالة الشمس (الغلاف الجوي الخارجي للشمس) يمكن أن تساعد في تحديد الوقت الذي يُحتمل فيه أن تنتج بعض المناطق في الشمس دفقات من الضوء والجسيمات أثناء التوهجات الشمسية.
نشر الفريق نتائج دراسته في 16 يناير/ كانون الثاني في مجلة الفيزياء الفلكية (Astrophysical Journal)، وكان أبرزها اكتشاف أن الهالة تنتج ومضات "تشبه الشرارات المتطايرة من الألعاب النارية قبل انفجارها" في المناطق التي توشك على الانفجار.
إشارات تحذيرية قبل حدوث التوهجات الشمسية
درس العلماء سابقاً النشاط في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي للشمس (في الغلاف الجوي والكروموسفير تحديداً) وكيف يمكن أن يكون دليلاً على توهج وشيك في المناطق النشطة. عادة ما تترافق هذه الإشارات التحذيرية بوجود عددٍ من البقع الشمسية (مناطق تزداد فيها القوة المغناطيسية للشمس وتبدو داكنة وأكثر برودة من المنطقة المحيطة).
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة من جامعة ناغويا في اليابان، كي دي ليكا، في بيان: «يمكننا الحصول على بيانات مختلفة جداً من هالة الشمس تختلف عن تلك التي نحصل عليها من الغلاف الضوئي للشمس (الفوتوسفير). وقد تمنحنا النتائج التي توصلنا إليها مؤشراً جديداً لتمييز المناطق النشطة من الشمس التي من المرجح أن تنفجر قريباً عن تلك التي قد تظل هادئة لفترة من الزمن».
اقرأ أيضاً: كيف سيبدو صوت الحقل المغناطيسي الأرضي إذا تمكنا من سماعه؟
استخدم الفريق قاعدة بيانات صور متاحة للعامة للمناطق النشطة على الشمس من مرصد ديناميكا الشمس، وتشتمل على صور ملتقطة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية والأشعة فوق البنفسجية الشديدة خلال أكثر من 8 سنوات. ستساعد الطريقة الإحصائية التي طوّرها مؤخراً المؤلف المشارك، غراهام بارنز، جنباً إلى جنب مع الصور، العلماء في اكتساب فهم أفضل للعمليات الفيزيائية التي تحدث في المناطق النشطة مغناطيسياً للشمس.
وتقول المؤلفة المشاركة وعالمة الأبحاث في "نورث ويست ريسيرش أسوشييتس"، كارين ديساور، والتي قادت مشروع قاعدة البيانات جنباً إلى جنب مع المهندس والمؤلف المشارك إيريك فاغنر، في بيان: «أصبحت لدى المجتمع العلمي الآن إمكانية الوصول إلى قاعدة بيانات هي الأولى من نوعها، وستوفر موارد قيمة للبحث في مجموعة متنوعة من الموضوعات وليس فقط المناطق النشطة التي يمكن أن تنفجر.
من خلال إجراء هذا البحث، سنتعلم المزيد عن الشمس، وفي المستقبل، وباستخدام جميع المعلومات التي لدينا عن سطح الشمس والغلاف الجوي المحيط بها، قد نتمكن من توقع متى وأين ستحدث التوهجات بشكل أفضل».