أمضى الفلكيون قروناً يُكملون مخططاتهم الخاصة بموقعنا في النظام الشمسي في مجرّة درب التبّانة، لكن هذه المخططات -مثل كل الخرائط الأخرى- هي مجرد تقريبات للواقع. على الأرجح تحتوي النقاط العمياء في هذه الخرائط على مكنونات غير معروفة؛ وهي أجسام لا نلاحظها بسبب صغرها وقربها من الشمس.
هنا بعض الأجسام السماوية التي يعتقد الفلكيون أنها هربت من الرصد عبر السنين:
1. كوكب «فولكان» و«الفلكانويدات»
فسّر الفلكيون مرّة شذوذاً في مدار كوكب الزهرة على أنه إشارة لوجود كوكب يخفيه سطوع الشمس، ثم فسّرت نظرية الجاذبية لأينشتاين هذه الشذوذات بطريقة مختلفة، ومع ذلك، فقد تحتوي المنطقة نفسها على الكويكبات (والتي تدعى هنا «فلكانويدات، مفرد فلكانويد)، وستكون هذه الأخيرة صغيرة، وتستطيع مركبة وكالة ناسا الخاصة بمهمّة ستيريو رصد أي من هذه الكويكبات طالما كانت أقطارها تتجاوز بضعة أميال.
2. العملاق الجليدي المفقود
يبدو النظام الشمسي مضطرباً ونشطاً وفق تصوراتنا الرقمية لأيامه الأولى. انتهت الحوادث «شبه التصادمية» بين الكواكب بإرسال المشتري أورانوس أو نبتون بعيداً، وذلك وفقاً للأغلبية الساحقة من المحاكيات الرقمية، لكن هذان الكوكبان لا يزالان موجودان، وإحدى التفسيرات لذلك هي أن جسماً ثالثاً وقع عليه الحمل الأكبر. تبين الحسابات أن كوكباً جليدياً كبيراً قد يكون تصارع مع المشتري، وخسر.
3. الكوكب تسعة
رُصدت مئات الأجسام الصغيرة مُحتشدة وراء كوكب نبتون؛ مما يشير إلى أن شيئاً ما يبلغ حجمه 10 أضعاف حجم الأرض موجود هناك. قد يوفر كوكب كبير ما يكفي من الجاذبية لتشكيل هذا التجمّع، كُشفت أدلة جديدة على وجود هذا الجسم السماوي في 2016، ومن الممكن أن يكون واحداً من الكواكب المتشرّدة التي أتت من الفضاء البيّنجمي.
4. نجم «نيميسيس»
تشير الانقراضات شبه المنتظمة التي حدثت في كوكب الأرض إلى إمكانية أن يكون قد مر نجم مُرافق بالقرب منا، ممطراً علينا بالنيازك التي جرّها في طريقه، لكن هذا النجم ليس موجوداً الآن. كشف مسح للسماء أُنجز في 2010 عن وجود آلاف النجوم الجديدة، والتي يَبعُد بعضها لا أكثر من 6 سنين ضوئية عنّا، لكن نجم «نيميسيس»؛ والذي يجب أن يبعد حوالي ربع هذه المسافة عنا، لم يكن واحداً منها.
نشرت القصة في ضمن أعداد مجلة بوبيولار ساينس بعنوان «الألغاز»