بعد أيام قليلة من إطلاق رجل الأعمال الأميركي «إيلون ماسك»؛ 60 قمراً اصطناعياً هم المجموعة الثانية من أقمار مشروع «ستارلينك» التابع لشركته «سبيس إكس»، بدأت تحذيرات علماء الفلك من أن الأقمار الصناعية «ستارلينك» تعرقل عملهم.
يهدف مشروع «ستارلينك» لتوفير إنترنت فائق السرعة للعالم بأقل تكلفة؛ عبر إرسال حوالي 12 ألف قمر اصطناعي على عدة مراحل، إلى مدار منخفض حول الأرض. ومن المحتمل أن يصل تعدادهم بعد ذلك إلى 30 ألف قمراً، لكن تحرك الأقمار الصناعية الصغيرة بسرعة في السماء، تقوم بخلق تشويش يعرقل مهام علماء الفلك؛ مثل الرصد وجمع البيانات.
SpaceX’s Starlink satellites are interfering with astronomy again https://t.co/4S7gQVA1FN pic.twitter.com/L16nmc39Jy
— New Scientist (@newscientist) November 19, 2019
المجموعة الثانية تبدأ الأزمة
A timelapse video from Tim Abbott showing the visit of the Starlink satellites to the sky in Cerro Tololo. Real time span in the video is 30 minutes pic.twitter.com/yWr2t1z5A8
— Kathy Vivas (@akvivas) November 18, 2019
يوم الاثنين المنصرم، 18 الشهر الجاري؛ تداخلت مسار أقمار «ستارلينك» الاصطناعية المنطلقة حديثًا مع الرصدات الفلكية في مرصد "أميركان سيرو تولولو" شمال تشيلي، وتعرض الفلكيون في المرصد إلى 19 قمراً منهم، لمدة 5 دقائق، مما أزعج العلماء في المرصد.
يذكر أن عدد أقمار ستارلينك الموجودة حالياً في الفضاء وصل إلى 120 قمراً صناعياً؛ بعد إرسال المجموعة الثانية، لكن وجود الأقمار الصناعية في مدار طويل على ارتفاع 280 كيلومتراً، جعلها مرئية حتى بالعين المجردة، ولكن وفقاً لخطة إيلون ماسك المعلن عنها سترتفع الأقمار إلى ارتفاع تشغيلي يصل إلى 550 كيلومتراً، لكن ستظل مرئية للمناظير والتلسكوبات.
بالرغم من أن أقمار ستارلينك الموجودة حالياً في الفضاء لا تمثل نسبة تذكر للأقمار الصناعية المقترح إرسالها، إلا أن النتائج بدت واضحة بالنسبة لعلماء الفلك، والمراصد الفضائية المختلفة، والتي تتلخص في أن الأقمار الصناعية ستعرقل عملهم بشكلٍ كبير، وبالأخص أن الأقمار تغير مسارها بشكلٍ مستقل، وبالتالي لا يمكن جدولة عمليات المراقبة الأرضية لتجنبها.
هل مخاوف العلماء منطقية؟
نظرًا لوجود حوالى 3 آلاف قمر اصطناعي من صنع الإنسان يدور حول الأرض حالياً، فإن بعض الفلكيين يرون أن خطة إيلون ماسك لإطلاق ستارلينك بهذا الكم، هي خطة طموحة للغاية، ويمكن أن تكون خطرة، وأبرز اهتماماتهم الرئيسية هو أن تكون هذه الأقمار الصناعية ساطعة جدًا عند إضاءة الشمس وبالتالي تتداخل مع الملاحظة العلمية العادية.
تكمن مخاوف العلماء أيضاً في أن حادثة التشويش الأخيرة كانت في أفضل وقت ليلي للمراقبة، ورغم أن مدتها 5 دقائق؛ إلا أن مع زيادة الأقمار الصناعية في المستقبل ربما يصل الأمر إلى ساعة؛ بالتالي خسارة وقتٍ كبير في المراقبة الليلية.
كانت شركة سبيس إكس ردّت في وقت سابق على هذه المخاوف؛ بأنها ستجعل قواعد أقمار ستارلينك سوداء للمساعدة في تخفيف التأثيرات على الأرصاد الفلكية، وستعمل على ضبط مدارات الأقمار الاصطناعية إذا لزم الأمر. كما ذكرت الشركة أيضاً أنها تعمل مع مراصد فلكية، للحد من التأثير على أنشطة علم الفلك.
اقتراحات ربما تساهم في تقليل مخاوف العلماء
وضعت مجلة «فوربس» عدة اقتراحات من شأنها أن تقليل مخاوف العلماء من وجود أقمار ستارلينك، منها أن تلغي شركة سبيس إكس المدار الحالي لأقمار ستارلينك، ووضع مدار جديد للانطلاق يجري فيها تعديلات مناسبة لعدم مضايقة علماء وباحثي الفلك، وأيضاً إعادة تصميم الأقمار الصناعية للتقليل من انعكاسها.
واقترحت المجلة أيضاً توفير خطط المسار في الوقت الحقيقي، والتنبؤات، ومعلومات التعديل لكل الأقمار الاصطناعية ومنحها إلى المراصد في جميع أنحاء العالم، وبالتالي يمكن لعلماء الفلك جدولة الوقت للوصول إلى الحد الأدنى من تأثيرها على أبحاثهم، وأيضاً توفير التمويل لمساعدة علماء الفلك في تطوير حلول للأجهزة والبرمجيات للتغلب على مشاكل تواجد الأقمار الصناعية
وبين الحلول والمقترحات ومخاوف علماء الفلك؛ يظل مشروع ستارلينك قانونياً، فليس هناك معاهدة بشأن الفضاء سوى حظر الاستخدام العسكري للفضاء الخارجي؛ أما جميع الأغراض السلمية مسموح بها، ولا توجد عواقب على الأضرار التي ربما تلحق بسماء الليل، ولا توجد قواعد بشأن أي تلوث ينتج عن هذا الاستخدام، طالما أن القمر الصناعي لن يسبب تصادماً في المدار أو على الأرض، فلا توجد مسؤولية قانونية.