يعمل الجيش الصيني على تحديث نظامه الملاحي الذي يعتمد على الأقمار الاصطناعية، وذلك بإطلاق تقنية جديدة إلى الفضاء لتقديم توجيه دقيق للغاية للأسلحة والطائرات بدون طيار.
في 29 سبتمبر من هذا العام، أطلقت الصين قمرين اصطناعيين من نوع "بايدو 3" على متن صاروخ "لونج مارش 3 سي" من مركز شيشانج لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مقاطعة سيتشوان. وسيتم إطلاق قمرين اصطناعيين مماثلين آخرين قبل نهاية 2017، كجزء من شبكة مؤلفة من 20 قمر اصطناعي من طراز بايدو 3 و10 من الطراز الأقدم بايدو 2، والتي يفترض أن تبدأ بالعمل بحلول 2020.
تعتمد أنظمة تحديد الموضع العالمي المدنية على الجمع بين العديد من إشارات الأقمار الاصطناعية لزيادة الدقة، وبشكل مشابه، من المتوقع أن يحقق نظام بايدو للملاحة بالأقمار الاصطناعية عند استكماله تغطية شاملة للكوكب، بدقة تبلغ عدة مليمترات.
إضافة إلى هذا، ستتمكن الأقمار الاصطناعية "بايدو 3" من إرسال نبضات راديوية أفضل تواقتاً، وذلك باستخدام ساعة نووية أكثر دقة. وتستمد الساعات النووية دقتها العالية من الاعتماد على الذبذبات من النظائر المستقرة. وعلى سبيل المثال، فقد تم تصميم الساعة النووية الأميركية NIST-F2 حتى تخسر ثانية واحدة فقط كل 300 مليون سنة.
من المرجح أن يزود النظام الجديد بشرائح إلكترونية جديدة مقاومة للتشويش. وقد كشفت شركة أليستار للتكنولوجيا عن شريحة حاسوبية ستستخدم في أجهزة الاستقبال على هذه الأقمار، وذلك لتأمين دقة فورية بدون مساعدة المضخمات في محطات التحكم الأرضية. ويمكن بفضل إمكانات هذه الشريحة الحاسوبية تحسين إشارات الملاحة العسكرية بحيث تقاوم محاولات الأعداء للتشويش عليها.
من المتوقع أن تكون الخدمة الملاحية في للأقمار الاصطناعية "بايدو 3" متاحة فقط للاستخدامات العسكرية والأمنية الصينية في المستقبل المنظور. ويمكن لهذه التحديثات أن تكون مفيدة على وجه الخصوص للأنظمة غير المأهولة، مثل الطائرات بدون طيار رباعية المراوح، إضافة إلى صواريخ كروز بعيدة المدى.